بإمكاناتهم البسيطة، حققت مجموعة من الشباب السعوديين حلمهم في أن يصبحوا نجوما، وذلك بمسلسل “تكي” الذي يبلغ عدد مشاهديه على موقع يوتيوب نحو مليونين ونصف المليون مشاهد.
يقول علي الشريف أحد أبطال المسلسل في حوار مصور مع موقع “راديو سوا”، إن فكرة المسلسل ولدت متأثرة بموجة الانتشار الواسع ليوتيوب في السعودية، والتي سرعان ما تحولت إلى ظاهرة برز خلالها عدد من البرامج والمسلسلات، من بينها “تكي”.
أما عن سبب هذه التسمية التي قد تبدو غريبة شيئا ما، فيقول الشريف، إن السر في ذلك يعود إلى التداول الشبابي السعودي لها والتي تعني “تفضل إلى البيت أو المقهى”، في إشارة إلى نهج المسلسل في عرض المشاكل الاجتماعية برؤية محلية.
ويشير إلى أن “تكي” يوظف الكوميديا لعرض رسالته على المجتمع السعودي.
وفي حوار منفصل لـ”راديو سوا”، يقول مخرج المسلسل محمد مكي، الذي عمل في مجال الأفلام القصيرة قبل تجربة “تكي”، إن حبه لفن السينما ورغبة نجوم المسلسل الشباب في الإبداع، كانت من بين الأسباب المباشرة في إنتاج المسلسل.
أما خيرية أبو لبن، وهي إحدى نجمات المسلسل، فتقول إن “تكي” قدم لها فرصة للتمثيل بعد أن عملت مقدمة لعدة برامج، وفتح أمامها بابا واسعا للشهرة.
ويشارك في المسلسل، بالإضافة إلى أبو لبن ومكي والشريف، مؤيد الثقفي وهند الصايغ ورضوان الريمي وعادل رضوان كممثلين.
شاهد حلقة من سلسلة تكي على يوتيوب:
وإلى جانب مسلسل تكي، فإن عددا من المسلسلات السعودية حصدت أرقاما مرتفعة من المشاهدات مثل “إيش يلي”، و”على الطاير” و”الفئة الفالة” و”يا خي شووت”، حيث حقق بعض تلك المسلسلات نسبا فاقت خمسة ملايين مشاهدة في بعض حلقاتها.
وعلى الرغم من أن السعودية حصدت العدد الأكبر من مشاهدات تلك البرامج، إلا أن دولا أخرى مثل مصر والمغرب وسورية، أنشأ مواطنوها مسلسلات ناجحة أيضا ذات صبغة كوميدية ونقدية تحدثت عن الواقع الاجتماعي والسياسي في تلك البلدان.
بيئة حاضنة
وفق إحصاءات موقع يوتيوب، فإن العدد الكلي لمشاهدات “تكي”، بلغت نحو 30 مليونا، فيما بلغ عدد المشتركين في قناتها على اليوتيوب نحو 500 ألف مشترك.
هذه النسبة المرتفعة تعكس الأرقام التي كشفت عنها إحصاءات العام الماضي، والتي أظهرت السعودية في المرتبة الأولى عالميا في تصفح موقع اليوتيوب، ولا سيما من خلال الهواتف المحمولة.
ووفق ماثيو غلوبتش، المدير التنفيذي في يوتيوب، فقد احتلت السعودية المرتبة الأولى عالميا من حيث ارتفاع عدد مشاهدي الفيديو، إذ بلغت 50 في المئة خلال عام 2012، مشير إلى أن عدد مشاهدي يوتيوب في السعودية يفوق 90 مليونا يوميا، في حين يبلغ عدد مشاهدي يوتيوب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 167 شخصا يوميا.
قيود حكومية
لكن هذه الأرقام التي يمكن أن تعزز من مكانة مسلسلات اليوتيوب في السعودية، تقابلها عوائق قانونية تمارسها السلطات على وسائل الإعلام عموما، والتي سرعان ما انتقلت إلى وسائل الإعلام التقليدية، وفق منظمة مراسلون بلا حدود.
فقد انتقدت المنظمة في بيان لها قرار رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع رياض نجم، الذي أعلن في الأول من كانون الأول/ ديسمبر 2013 رغبة هيئته في إنشاء مؤسسة جديدة للرقابة، مهمتها مراقبة محتويات الفيديو التي تنشر على بعض مواقع الإنترنت، وخصوصا موقع يوتيوب، وفرض الرقابة عليها.
وفيما أشارت المنظمة في بيانها إلى أن وسائل الإعلام التقليدية تخضع في نهجها التحريري لإرادة السلطة، إلا أنها شددت على أن “الإنترنت، وموقع يوتيوب على الخصوص، تحوّلا إلى وجهة مفضلة للسعوديين لمناقشة المشاكل التي يعاني منها مجتمعهم”.
وذكرت المنظمة أيضا أن السعودية توجد على قائمة البلدان “المعادية للإنترنت”.