فجرت الأنباء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ،وغير المؤكدة حتى الآن، عن وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة اثر جلطة دماغية قبل أيام، كثيرا من الجدل حول هذا الحاكم الذي يعد ثاني أغنى رجل بالعالم، والذي يثور جدل حول دور بلاده بالمنطقة حاليا وتوليها قيادة التحرك ضد الإسلام السياسي السني.
وكانت وزارة شئون الرئاسة الإماراتية قد أعلنت قبل أيام عن تعرض الشيخ خليفة إلى جلطة، مما استدعى التدخل الجراحي، مشيرة إلى أن حالته مستقرة.
وطبقا لمواطنين إماراتيين فإن الشيخ خليفة يعتبر من أكثر الشخصيات مكانة وطيبة بينهم، وأنه كان خير خلف لخير
سلف وهو والده مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،مستنكرين فى الوقت ذاته موجة الشماتة التي أظهرتها شعوب عربية خاصة بمصر بعد الإعلان عن مرضه .
ويقول مراقبون ومحللون خليجيون لـ”بوابة القاهرة” إن الشيخ خليفة هو رئيس الإمارات اسما منذ سنوات طويلة،لكنه لا يحكم بالفعل بل مجرد “صورة” ولايملك من أمره شيئا ،وأن المسؤول عن كل سياسة بلاده المثيرة للجدل والانتقاد هو أخيه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للبلاد .
ويوضح هؤلاء أن الشيخ محمد بن زايد قاد وبواسطة والدته المرأة القوية الشيخة فاطمة بنت مبارك، انقلابا أبيض ضد أخيه من والده الشيخ خليفة، حتى قبل توليه الحكم خلفا لوالدهما الشيخ زايد بن سلطان في عام 2004، عندما أجبر على تعيين الشيخ محمد وليا لعهد أبو ظبي، قبل وفاة الشيخ زايد، وهو مخالف لأعراف ولاية العهد بدولة الإمارات.
ويشير هؤلاء إلى أن الشيخة فاطمة بنت مبارك، وولدها محمد بن زايد، أجلا في حينه الإعلان عن وفاة الشيخ زايد عدة أيام لحين ترتيب الأوضاع لأبنائها فقط، وإبعاد وتهميش كل أبناء الشيخ زايد من زوجاته الأخريات بمن فيهم الشيخ خليفة الحاكم الجديد للدولة، الذي خرج حاكما منزوع الصلاحيات حتى الآن، إن كان حيا أو ميتا، وهو الأمر الذي أغضب الكثير من أفراد العائلة الحاكمة بأبوظبي خاصة من أخوة الشيخ خليفة غير الأشقاء لمحمد بن زايد، فكان مصيرهم التهميش والتهديد أو القتل بحوادث غامضة مثل الشيخين أحمد وناصر اللذين قتلا بحوادث طائرات غامضة أحدها بالمغرب والثاني بالخليج العربي، ولم يفتح أي تحقيق بهما، كما لم يعثر على جثتي الاثنين الأمر الذي وضع الكثير من علامات الاستفهام حول من يقف وراء تلك الاغتيالات الممنهجة، ولايجرؤ أحد من أفراد الأسرة على مجرد طلب فتح تحقيق بالحادثين.
ورغم أن الشيخ خليفة بدون أي صلاحيات أو دور منذ سنوات، فإن خليفته كان دائما على ما يبدو متعجلا التتويج الرسمي لعرش واحدة من أغنى دول العالم، ليكون مطلق اليد تماما في تنفيذ أحلامه التي يقول البعض إنها ربما تهدد كيان دولة الإمارات حديثة التكوين، والتي تقوم على جمع شتات قبائل متناحرة تاريخيا، وكانت إلى سنوات قليلة مضت جزءا من سلطنة عمان الدولة المركزية والراسخة تاريخيا بالمنطقة ،والتي يكن لها محمد بن زايد ولحاكمها السلطان قابوس بن سعيد عداء شديدا، ويبادله شعب سلطنة عمان الشعور ذاته ،بل ذهب بعض العمانيين إلى المطالبة باستعادة هذا الجزء من وطنهم خاصة بعد محاولة انقلاب بالسلطنة رتبها محمد بن زايد لقتل السلطان قابوس قبل سنوات، وتم فضحها قبل حدوثها .
وقبل أشهر تردد أن الشيخ خليفة المريض منذ سنوات ،سيتنازل عن الحكم لأخيه محمد بن زايد لأسباب صحية.
وقبل فترة طويلة يمعن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في الظهور بأنه الآمر الناهي في البلاد، مستغلا سيطرته على وسائل الاعلام ، فيما يغيب الرئيس الفعلي للبلاد الشيخ خليفة عن المشهد السياسي والاعلامي بصورة شبه كاملة، كما يغيب نائبه حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن المشهد أيضا.
وظهر الوضع الاستثنائي واضحاً بحضور الشيخ محمد لقاء القمة الذي ضم الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والملك الأردني عبد الله الثاني، حيث أن وجود الشيخ محمد يمثل خروجاً عن التقاليد الدبلوماسية والبروتوكولات المعمول بها بين الدول، اذ أن الرئيس أو الحاكم يستقبله رئيس أو حاكم ، وما دام الاجتماع لملكين فمن المفترض أن يكون الشيخ خليفة هو الحاضر عن دولة الامارات، كونه رئيسها،الا أن هذا لم يحصل.
وتتزايد التساؤلات في الامارات منذ عدة شهور عن أسرار وأسباب تصدر الشيخ محمد المشهد السياسي في بلاده، وغياب الرجلين اللذين يُفترض أنهما الأعلى ويُفترض أن السياسة الخارجية منوطة بهما، فضلاً عن أن الساعد الأيمن للشيخ محمد هو شقيقه الأصغر عبد الله الذي ظهر دوره في الملف المصري بوضوح، وتحديداً في رعايته وتمويله ودعمه لحركة تمرد التى يسب أعضاؤها ملك السعودية، اضافة الى محاولته لقاء القيادي في جماعة الاخوان المسلمين خيرت الشاطر داخل السجن، وهو اللقاء الذي لم يتم بسبب رفض الشاطر استقبال الوزير الاماراتي.
ويتداول نشطاء امارتيون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الشيخ خليفة أصبح منذ شهور مجرد “كبير العائلة” يحظى بالاحترام والتكريم، لكنه لا يحكم، حيث أن السلطة الفعلية تتركز في يد أخيه الشيخ محمد بن زايد الذي أصبح يتحكم بالبلاد طولاً وعرضاً، وليس فقط بامارة أبوظبي.ولهذا كتب نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فى موقع التواصل الاجتماعى”شكرا خليفة” وكأنه تكريم له ووداع.
والشيخ خليفة هو ثاني رئيس لدولة الإمارات التي أُعلن قيامها في الثاني من ديسمبر 1971، والحاكم السادس عشر لإمارة أبوظبي، كبرى الإمارات السبع المكونة للاتحاد، واعتبرته مجلة فوربس الأمريكية ثاني أغنى ملوك العالم ضمن لائحة أثرى 15 شخصية حاكمة في العالم ، ويملك الشيخ خليفة أكبر يخت في العالم من صنع الشركة الألمانية لورسن وإسمه عزام.
تلقى تعليمه الأساسي في مدينة العين في المدرسة النهيانية التي أنشأها الشيخ زايد في العين التي تعد ثاني كبرى المدن في إمارة أبوظبي، وتشكل قاعدة لكثير من القبائل المحلية ما وفر له فرصة واسعة للاحتكاك الميداني بمشاكل المواطنين وجعله إثر ذلك مع الطفرة التنموية الناجمة عن اكتشاف النفط يقوم بمبادرات عديدة لتحسين مستوى عيشهم.والدته هي الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان. ويعود نسبه إلى قبيلة بني ياس، القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية، التي استوطنت ما يعرف اليوم بدولة الإمارات، وقادت حلفا من القبائل العربية، عُرف تاريخياً باسم “حلف بني ياس”.
واكب الشيخ خليفة مسيرة والده الشيخ زايد في جميع مراحلها، وكان أول منصب رسمي يشغله هو “ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها”، في 18 سبتمبر 1966م.
عُيّن ولياً لعهد إمارة أبوظبي في 1 فبراير 1969، ورئيساً لدائرة الدفاع، وتولّى بحكم منصبه قيادة قوة الدفاع في الإمارة، ولعب دوراً أساسيا في تطويرها، وتحويلها من قوة حرس صغيرة، إلى قوة متعددة المهام، مزودة بمعدات حديثة .
وفي الأول من يوليو 1971 تولّى رئاسة أول مجلس وزراء محلي لإمارة أبوظبي، إضافة إلى تقلّد حقيبتي الدفاع والمالية في هذا المجلس .
ومن أهم المناصب التي تقلدها قبل توليه الحكم
– 18 سبتمبر 1966 ، ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها حين كان عمره 19 سنه
– 1 فبراير 1969 عين وليا لعهد أبوظبي كبرى الإمارات السبع في دولة الإمارات وكان عمره حينها 21 سنة.
– 2 فبراير 1969 تولى رئاسة دائرة الدفاع في أبوظبي مع نشأة قوة دفاع إمارة أبوظبي التي أصبحت نواة لجيش الإمارات.
– 1 يوليو 1971 ، رئيس مجلس وزراء أبوظبي، كما تولى وزارة الدفاع والمالية.
– بعد قيام دولة الإمارات في ديسمبر 1971 وتشكيل مجلس وزراء اتحادي أسند إليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء.
– 20 فبراير1974 تولى رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي.
– مايو 1976 عين نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة للإ مارات في أعقاب قرار المجلس الأعلى للاتحاد بدمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد.
– ترأس المجلس الأعلى للبترول الذي يملك صلاحيات واسعة في مجال النفط والطاقة بالإمارات.
– تولى لفترات رئاسة مجلس إدارة صندوق النقد العربي ورئاسة مجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار، كما شغل منصب ممثل دولة الإمارات في الهيئة العربية للتصنيع الحربي.
وهو متزوج من الشيخة شمسة بنت سهيل بن حمد المزروعي ولم يتزوج غيرها.ولديه عدد من الأبناء بينهم الشيخ سلطان رئيس ديوان ولى العهد سابقا والشيخ محمد رئيس الدائرة الماليه بأبوظبي، وقد أنجبا عددا من الأبناء والبنات هم:
– الشيخ سلطان مستشار رئيس الدولة متزوج من الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان.
– الشيخ محمد عضو المجلس التنفيذي في إمارة أبوظبي متزوج من الشيخة اليازية بنت سلطان بن زايد آل نهيان.
– الشيخة شيخة، زوجة الشيخ احمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس جهاز أمن وحماية المنشآت.
– الشيخة موزة زوجة الشيخ خليفة بن سيف بن محمد آل نهيان.
– الشيخة عوشة زوجة سمو الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، رئيس اتحاد سباقات الهجن.
– الشيخة سلامة زوجة الشيخ منصور بن طحنون آل نهيان.
– الشيخة شما زوجة الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان.
– الشيخة لطيفة زوجة الشيخ ذياب بن طحنون بن محمد آل نهيان.