بيروت ـ حمزة تكين ـ الأناضول – قال مصدر أمني، اليوم السبت،…
بيروت ـ حمزة تكين ـ الأناضول – قال مصدر أمني، اليوم السبت، إن نجاح الجيش اللبناني، مؤخرا، بتوقيف عناصر تنتمي لـ”مجموعات إرهابية” وملاحقة القضاء لهم ولمتهمين آخرين، ساهم في تضييق حركة هذه المجموعات، لكن خطرهم على لبنان مازال قائما.
يأتي ذلك فيما رأى خبير في التنظيمات الإسلامية أن هذه الإجراءات لا تزيد أفراد هذه المجموعات إلا إصرارا على الاستمرار باستهداف “عدوهم الحالي”، حزب الله .واعتبر المصدر الأمني ذاته أن توقيف عمر الأطرش، الذي اعترف بارتباطه بهذه “التنظيمات الإرهابية”، وجمال دفتردار، القيادي في “كتائب عبد الله عزام”، خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي “إنجاز أمني كبير وهو يأتي في سياق الحرب المفتوحة في مواجهة المجموعات الإرهابية”.
وقال إن “التوقيفات والملاحقات القضائية الأخيرة نجحت في التضييق على المجموعات الإرهابية وحدّت من حرية تحركاتها وخطورتها بسبب المراقبة الشديدة لها والتدابير الأمنية المتخذة، إلا أن ذلك لا يعني أنّه قضي عليها وأنّ لبنان بات بمنأى عن خطرها”.
وشدد على أن هذا الإنجاز “ليس نهاية المطاف في هذه المواجهة”.وكان الجيش اللبناني أوقف في 15 يناير الماضي دفتردار، القيادي في كتائب “عبدالله عزام”، التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير السفارة الايرانية في بيروت في شهر نوفمبر / تشرين الثاني الماضي.
أما الأطرش فأوقف بعد أسبوع من توقيف دفتردار، واعترف بارتباطه بأشخاص ينتمون إلى تنظيم “كتائب عبد الله عزام” وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) و”جبهة النصرة”، وبنقله سيارات مفخخة الى بيروت، وانتحاريين من والى سوريا ولبنان، واستلامه صواريخ أطلق بعضها باتجاه إسرائيل الصيف الماضي.
وكان الجيش اللبناني أعلن عن اعتقال ماجد الماجد، قائد “كتائب عبد الله عزام”، أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بعد خروجه من إحدى مستشفيات بيروت، حيث كان يعالج من مرض في كليتيه، ثم أعلن وفاته يوم 4 يناير الماضي، أثناء معالجته في المستشفى العسكري المركزي، وذلك نتيجة تدهور وضعه الصحي. ونقل جثمانه من بيروت الى العاصمة السعودية الرياض.
وأوضح المصدر الأمني أن الأطرش ودفتردار “حلقتان ضمن سلسلة طويلة، حيث أن تنظيم القاعدة وكتائب عبدالله عزام وسرايا زياد الجراح وجبهة النصرة في لبنان يشكلون خلايا ومجموعات كل واحدة منفصلة عن الأخرى لا تعرف بعضها بعضا”.وأضاف أنه لهذا السبب “لا يمكن اعتبار أن توقيفهما أنهى ظاهرة التفجيرات والعمليات الإنتحارية” في لبنان.
وأشار الى أن “الأجهزة الأمنية اللبنانية تمتلك الكثير من المعلومات عن دخول إرهابيين وأسلحة ومتفجرات من سوريا الى لبنان، وهي في حال إستنفار دائم وتعمل على تعقب هؤلاء الإرهابيين”.وحذر أن لبنان يمرّ بمرحلة “بالغة الخطورة، وربما لم يسبق أن عاش مثيلاً لها حتى في أحلك أيام الحرب الأهلية”، مشيرا إلى “أننا نواجه عدواً مجهولاً لا يخشى الموت، لا بل هو آتٍ ليموت ويقتل معه العشرات من الأبرياء”.ولفت المصدر إلى أن “التنظيمات الإرهابية سواء القاعدة أو جبهة النصرة أوكتائب عبد الله عزام أو سرايا زياد الجراح أو داعش” تسارع بتبني العمليات الانتحارية التي استهدفت السفارة الإيرانية في بيروت ومعقلي حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة الهرمل شرق لبنان “وتتوعد بالمزيد، لكنها لا تكشف هوية الانتحاريين”.
وأشار إلى أن عدم كشف هوياتهم يأتي ضمن “سياسة تهدف الى حماية البيئة التي ينطلق منها الانتحاري، ولتجنيب الكثير من الشباب المرتبطين أو المتعاطفين معه كأس الملاحقة والتوقيف”.ولفت المصدر إلى أن “الاختراق الذي أوصل إلى كشف هوية مفجري السفارة الإيرانية، جاء من خلال التقاط صورتيهما عبر كاميرات المراقبة، وكذلك الحال بالنسبة إلى منفذ التفجير الأول في الضاحية الجنوبية لبيروت (مطلع يناير الماضي) الذي عرف بعد العثور على هويته في مكان الإنفجار، في حين أن منفذي العمليات الأخرى ما زالوا مجهولين”.
وكانت “جبهة النصرة” و”داعش” أعلنتا مسؤوليتهما عن 3 تفجيرات لسيارات مفخخة يقودها انتحاريون، في معقلي حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة الهرمل شرق لبنان أوقعت 15 قتيلا و145 جريحا خلال شهر يناير الماضي، ردا على قتال عناصر حزب الله الى جانب قوات النظام السوري.من جهته، اعتبر الشيخ بلال دقماق، الخبير بالجماعات الإسلامية ورئيس “جمعية إقرأ” في مدينة طرابلس، شمالي لبنان، أن التوقيفات التي يقوم بها الجيش اللبناني “ممارسات غير عادلة”.
وأوضح دقماق في تصريح لوكالة الأناضول أن تأثيرات هذه التوقيفات “إيجابية وليست سلبية على هذه التنظيمات ومؤيديها، فهي تزيد من عزيمتهم وإصرارهم وتساهم في توسيع الحاضنة الشعبية لهم”.واستغرب كيف أن الجيش اللبناني “يسمح لحزب الله بالمشاركة بالقتال الى جانب قوات النظام السوري وتنفيذ اغتيالات في لبنان دون أن يوقف عنصرا واحدا منه” .
وأشار الى أن الأهداف الموضوعة على أجندة هذه التنظيمات ما زالت محصورة بمواقع حزب الله في لبنان، معتبرا أن ما تقوم به مخابرات الجيش من توقيفات ضد عناصر ومؤيدي هذه التنظيمات هي “محاولة لجرها الى صراع مع الجيش اللبناني بدل حزب الله” .وأكد أن هذه التنظيمات “لا تريد أبدا الدخول بمثل هذا الصراع مع الجيش اللبناني” .