تقول مصادر قريبة من تنظيم القاعدة إنه بعد الانتكاسات التي منيت به عناصره في سورية والعراق يعمل ببطء ولكن بجد على كسب نفوذ في لبنان، يساعده في ذلك العنف الطائفي المتزايد هناك وحالة الاضطراب الناتجة عن الحرب الأهلية السورية.
وتعرض لبنان لأسوأ تأثيرات الحرب خارج الحدود السورية، حيث شهد تفجيرات سيارات ملغومة في بيروت وطرابلس ومعارك بالرصاص في الشوارع وإطلاق صواريخ على سهل البقاع في شرق البلاد.
وأدت الانقسامات الطائفية في لبنان الى تفاقم العنف الذي ساهم بدوره في ترسيخها، وتدعم جماعة حزب الله الشيعية الرئيس بشار الأسد، بينما يحظى خصومه المسلحون بمساندة السنة ومن بينهم إسلاميون ومقاتلون للقاعدة.
وتقول المصادر إن جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة تعمل الآن على تعزيز نفوذها في لبنان بعد انحسار قوتها في سورية خلال الأسابيع الأخيرة.
وكشف بيان أصدره في بداية الأسبوع أبو سياف الأنصاري الذي يوصف بأنه قائد القاعدة في لبنان أن "داعش" وضعت الأسس لوجودها خصوصا في شمال لبنان.
وأعلن الأنصاري في تسجيل صوتي البيعة لزعيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، قائلا إنه يتحدث من طرابلس ومضيفا أن لبنان سيكون منفذا للقاعدة لمهاجمة إسرائيل.
وتحدثت عدة مصادر من المعارضة السورية المسلحة عن كون 'داعش' في المراحل الأخيرة من ترسيخ وجودها في منطقة شمال لبنان المهمشة والمحتضنة للتيارات المتشددة، كما أن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مرشحة أيضا لتكون قواعد أخرى للقاعدة.
وفي ظل هذا الوضع قال قائد محلي في سورية قريب من قادة القاعدة هناك، إن الأنصاري حصل على مباركة مشروطة من زعيم الدولة الاسلامية في العراق والشام أبو بكر البغدادي لإعلان وجود القاعدة في لبنان.
وأضاف المصدر "سيصدر بيان في الأيام القادمة، وسيعرف العالم عندها ما سيحدث في لبنان وسيثلج صدور المؤمنين إن شاء الله".
ويتوقع أن تركز الجماعة على طرابلس كقاعدة، لكن قد يصبح لها قادة محليون في محافظة عكار في الشمال وفي سهل البقاع وفي صيدا في جنوب البلاد حيث اشتبك أنصار الاسلامي السني الشيخ أحمد الأسير مع الجيش العام الماضي.
وتشير شهادات بعض السكان إلى أن القاعدة تملك بالفعل زمام الأمور في بعض أحياء طرابلس ومناطق محافظة عكار في الشمال وسهل البقاع، وتتدلى الأعلام السوداء المرتبطة بالقاعدة من الشرفات وفي الشوارع في بعض أحياء طرابلس.
واختلفت المصادر حول مدى قوة الجماعة في لبنان في هذه المرحلة، فمنهم من قال إنها أقامت بالفعل قاعدتها وستشن مزيدا من الهجمات المنظمة في البلاد، ومنهم من يرى أنها ما زالت في مراحل التحضير الأخيرة.
وصرح قائد سوري آخر عبر سكايب قائلا :"حسب علمنا لقد أسسوا وجودهم بنسبة 80 بالمئة، لم ينتهوا بعد من إحكام تنظيمهم أو ربط الخلايا بعضها ببعض، ما زالوا في عملية إعادة تجميع صفوفهم".
وقالت مصادر في طرابلس إن نقاشا دار على مدى أسابيع بين الجهاديين بشأن الخروج إلى العلن، وطلبت منهم القيادة العليا انتظار موافقة البغدادي، التي يشير التسجيل الصوتي الذي بث السبت على موقع يوتيوب باسم أبو سياف الأنصاري إلى أنها قد منحت.
وقال الأنصاري إن السنة في لبنان يتعرضون لسوء المعاملة على يد حزب الله، ودعا السنة إلى توحيد صفوفهم مشيدا بالتفجيرات التي وقعت أخيرا في بعض المناطق الشيعية موضحا أنها غير كافية.
وأضاف أنه بعد رفع راية الاسلام من العراق إلى الشام، قرر أن يعلن من طرابلس البيعة لأمير الدولة الاسلامية في العراق والشام أبو بكر الحسيني البغدادي، وسيكون له بابا من لبنان إلى القدس.
المصدر: رويترز