من شاهد السيد الاخضر الابراهيمي في مؤتمره الصحافي…
من شاهد السيد الاخضر الابراهيمي في مؤتمره الصحافي الاخير مساء الاربعاء في جنيف يرثي لحاله، ويدرك بشكل مباشر حجم معاناته وصعوبة المهمة التي يقوم بها.
السيد الابراهيمي المبعوث الدولي الى سورية بدا متعبا مرهقا، جيوب كبيرة اسفل عينيه المنتفختين والحمراوين، وكأنه لم يذق طعم النوم منذ سنة.
صحيح ان السيد الابراهيمي يطرق ابواب الثمانين من عمره، ولكن من يقارن بين هيئته الحالية وما كان عليه حاله قبل مؤتمر “جنيف 2″ يدرك الفرق ويعرف ما نقول.
فالرجل، اي الابراهيمي، يعيش في عش ثعابين، او وسط مدبرة، ويتعاطى مع قضية تتداخل فيها الطائفية والجهادية والدول العظمى، والدول الاقليمية، ولوردات حرب، ومدمني شهرة، ومدمني حكم، واجهزة اعلام متعطشة لكل خلاف ممكن، ومحترفي “فتنة” والقائمة طويلة.
يوم الجمعة هو نهاية الفصل الاول من مؤتمر “جنيف2″ وتعود الطيور الى اعشاشها، ولعل السيد الابراهيمي يحظى باجازة في مكان بعيد يعزل نفسه عن العالم، ويتجنب سماع كلمات مثل سورية، المعلم، الجربا، الاسد، الفيصل، الدولة الاسلامية، النصرة، الجيش الحر، ومرة ثانية نقول القائمة تطول.
قطعا سيتجدد مسرح “جنيف2″ مرة اخرى، بالشخوص نفسها، او بعد ادخال بعض الوجوه الجديدة، لكن القضايا واحدة، والابراهيمي سيكون هو الثابت الوحيد تقريبا، الا اذا انهار لا قدر الله.
نشفق على الرجل من “الدهاة” الكبار والصغار ومطابخهم السوداء المظلمة، مثلما نشفق على الشعب السوري الذي يبحث عن بعض الامل للخروج من محنته.. وكان الله في عون الجميع.