تزايدت في الاونة…
تزايدت في الاونة الاخيرة سقوط طائرات الاستطلاع الاسرائيلية “بدون طيار” فوق قطاع غزة او في محيطه مما يضع علامات استفهام كثيرة حول اسباب هذا السقوط او الاسقاط لهذه الطائرات التي اذاقت الفلسطينيين مرارة الموت على مدار سنوات انتفاضة الاقصى.
وسقطت فجر أمس الأربعاء (29/1) طائرة استطلاع اسرائيلية “بدون طيار” جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية لـ”رأي اليوم” ان طائرة استطلاع اسرائيلية سقطت فجر الاربعاء في محيط موقع “المطبق” العسكري الاسرائيلي شرق حي النهضة الى الشرق من رفح جنوب قطاع غزة.
وأضافت انه عقب سقوط الطائرة وارتطامها بالأرض توغلت عدة اليات اسرائيلية في المنطقة التي سقطت بها الطائرة وقامت بسحب حطامها الى داخل موقع “المطبق”.
وهذه ليست المرة الاولى التي تسقط فيها طائرة استطلاع اسرائيلية سواء داخل القطاع او خارجه، حيث كانت اخر طائرة قد سقطت قبل ثلاثة شهور شمال قطاع غزة وتمكنت انذاك كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية “حماس″ من الاستيلاء عليها.
وتواصل طائرات الاستطلاع التي يطلق عليها الغزيون اسم “الزنانة” تحليقها بشكل مكثف في اجواء القطاع وعلى مدار الساعة.
ولم تعلن المصادر الاسرائيلية سقوط الطائرة المذكورة، في حين ترجح المصادر الفلسطينية ان يكون سقوطها بسبب خلل فلسطيني وليس بفعل صاروخ استهدفها.
سمعة الاحتلال
وتخشى الدولة العبرية الاعلان عن سقوط هذه الطائرات حتى لا يؤثر ذلك على سمعتها في صناعتها وطلب العديد من الدول شرائها لا سيما بعد خسارتها مليارات الدولارات اثر تمكن المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الاقصى من تفجير دبابة المركافاة الاسرائيلية اكثر من مرة وحتى بعد تطويرها وتحصينها.
وكانت اليابان اعلنت مؤخرًا سعيها لشراء طائرات استطلاع “بدون طيار” إسرائيلية الصنع، ويعود السبب في ذلك استمرار الصراع الاقليمي مع الصين.
كما اعلنت الهند وعدة دول سعيها للحصول على طائرات الاستطلاع الاسرائيلية لما اثبتته هذه الطائرات من نجاعة خلال عملها في الاراضي الفلسطينية المحتلة بحسب وسائل اعلام هندية.
وتقوم طائرات الاستطلاع خلال تحليقها المتواصل في اجواء القطاع بعدة مهام من اهمها مسح جوي لقطاع غزة والتقاط صورة مباشرة وتحويلها الى غرف التحكم التابعة للمخابرات الاسرائيلية والمرتبكة بقوات الاحتلال وكذلك جمع معلومات عن المطلوبين لقوات الاحتلال ورصدهم ورصد تحركات رجال المقاومة لا سيما على حدود القطاع.
ويتسبب الصوت المزعج الذي تصدره طائرات التجسس الإسرائيلية “بدون طيار”، والتي تحلق باستمرار في سماء قطاع غزة، في سوء الحالة النفسية لسكان قطاع غزة الذين يشكون منها باستمرار.
الزنانة
وأطلق الغزيون اسم “الزنانة” على هذه الطائرة نظراَ للصوت المزعج الذي تصدره هذه الطائرة، والذي يؤذي سمع الإنسان، فهي تقوم بإطلاق أصوات كصوت منشار الخشب حينما يعمل، أو صوت الذبابة.
ويأمل الفلسطينيون في قطاع غزة أن تنقشع هذه الغمامة عنهم “الزنانة”، ويأملون كذلك بوقف كافة اشكال العدوان عنهم، فهي (الزنانة)، كما يقولون، “تفقد الإنسان التركيز وتفسد عليه هدوئه وتدخل في تفاصيل حياته الصغيرة بصوتها المزعج”.
كما يقوم نوع من هذه الطائرات والتي تحمل صواريخ باستهداف الفلسطينيين وقصفهم حيث قامت هذه الطائرات باغتيال 640 فلسطينيًا منذ عام 2004م، ذلك بحسب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان.
وكانت اخر عملية اغتيال باستخدام طائرات الاستطلاع والتي يصفها المركز الفلسطيني لحقوق الانسان جرائم القتل خارج إطار القانون “الاغتيال”، تم حينما استهدفت قوات الاحتلال فجر الأربعاء (22/1) بصاروخ سيارة مدنية كان بداخلها أحد أفراد المقاومة وابن عمه، في بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، مما أدى إلى مقتلهما على الفور بعد تحول جسديهما لأشلاء.
أشار المركز في بيان له إلى أن قوات الاحتلال دأبت على استخدام طائرات الاستطلاع “بدون طيار”، في تنفيذ هجمات ضد أهداف في قطاع غزة، أسفرت في مجملها عن مقتل مئات المدنيين، وإصابة مئات آخرين.
وأوضح أن هناك العديد من المدنيين سقطوا خلال عمليات جوية ولم يعرف ما إذا كانوا قد قتلوا بطائرات استطلاع أو بغيرها.
احصائية بالشهداء
وقال البيان ان المركز وثق منذ العام 2004، مقتل 640 شخصاً، بينهم 395 مدنياً، منهم 184 طفلاً، و14 امرأة نتيجة الهجمات بطائرات الاستطلاع، فيما أصيب خلال تلك العمليات 440 شخصاً، بينهم 402 مدنياً، منهم 365 طفلاً، و4 نساء.
وأشار المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى انه إذ ينظر بقلق شديد إلى التصعيد الإسرائيلي الأخير، منددا بهذه الجرائم التي تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المدنيين الفلسطينيين.
وجدد إدانته لسياسة القتل خارج إطار القانون التي تنفذها تلك القوات بحق النشطاء الفلسطينيين، ويؤكد أنها تزيد من حالة التوتر في المنطقة، وتهدد بسقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
ودعا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم، مجددا مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.