في الوقت الذي تحولت فيه الغالبية العظمى من وسائل الإعلام المصرية بجميع أشكالها إلى أبواق دعاية لدعم فكرة ترشح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، وصف مراقبون المزاج العام في مصر بأنه موجة من اضطراب عقلي جماعي، تجسدت في تملق السيسي والمؤسسة العسكرية التي يمثلها، وذلك حسبما ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وتعليقًا على المشهد الذي التقطته كاميرات وسائل الإعلام لرجل يضع فردتي بيادة عسكرية على رأسي ابنتيه خارج مقر محاكمة الرئيس محمد مرسي أمس لتأكيد دعمه للجيش وللمشير عبد الفتاح السيسي، قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية: إن مصر في الوقت الراهن تحولت من الثورة إلى مرحلة من القومية المتطرفة.
ونقلت الصحيفة عن محمد دهشان – الأستاذ المتخصص في الشأن المصري بجامعة هارفارد – قوله: إن “الأمر أشبه بأن أنحني لك، وأفعل كل ما تريد.. هناك حالة من الخضوع الطوعي.. الأمر صادم لأنه كذلك مهين”.
وتظهر هذه الظاهرة جليًّا أحيانًا في صورة غضب أو عنف ضد نطاق من ينظر إليهم على أنهم أعداء، مثل جماعة الإخوان المسلمين، ونشطاء حقوق الإنسان، وصحافيين غربيين وحتى أشخاص من أصول ليبية أو فلسطينية، بحسب التقرير.
وتضيف الصحيفة أن النيابة العامة في مصر استدعت ممثلي شركات؛ لاستجوابهم بشأن اتهامات غريبة مثل دعم المعارضة الإسلامية، لافتة إلى أنَّ الاستقطاب السياسي الحاد في مصر يغذي هذه المشاعر، والسياسة هناك بالنسبة لممارسيها مازالت لعبة يحصل فيها الرابح على كل شيء.
وينبع هذا المزاج العام جزئيًّا من الإخفاقات الواسعة النطاق للإخوان المسلمين وحلفائهم في الحياة السياسية لمدة عام ونصف قبل “الانقلاب العسكري المدعوم شعبيًّا”، حسب وصفها.
ويخلص التقرير إلى أن احترام القوات المسلحة عميق في المخيلة السياسية المصرية.. لكن المزاج الحالي يتم تعزيزه عبر رسائل وطنية مؤيدة للجيش في وسائل الإعلام الرسمية وتلك المملوكة لأنصار نظام مبارك، وهذا يطغى على الأصوات المعارضة.