ألف و150 عائلة عراقية، بإجمالي…
ألف و150 عائلة عراقية، بإجمالي نحو 6500 فرد.. نزحوا من المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة بمحافظة الأنبار (غربا) مؤخرا، إلى التجمع السكني في منطقة “7كيلو” التابع لوزارة الإسكان والتعمير بالرمادي (مركز المحافظة)، إلا أنهم لازالوا يعانون من نقص في الخدمات الأساسية من ماء صحي ومعونات غذائية، كما لاتزال أعمال الصرف الصحي بالمجمع قيد التنفيذ.
أحمد الفوجي أحد النازحين من قضاء الفلوجة (إحدى مدن الأنبار) قال للأناضول “بسبب تردي الأوضاع الأمنية والعمليات العسكرية التي تحدث، والقصف وما سببه من ذعر وخوف وعدم الأمان على حياتنا خرجنا من منازلنا، ولم نستطع حمل أي شيء من مستلزمات المعيشة، ونطالب الحكومة المحلية والمسؤولين بتوفير الخدمات الأساسية لنا، وأولها الماء الصحي الصالح للشرب”.
واتفقت معه “أم محمد”، النازحة من منطقة البو بالي قائلة “نزحت مع أطفالي الخمسة نتيجة القصف والمواجهات إلى هذا المجمع السكني، وأطالب المنظمات والعشائر الأصيلة في المحافظة بتقديم الدعم لي ولأولادي ولكافة العائلات النازحة، حيث أتت العديد من المنظمات لتقديم مساعدات لنا، ولكن هناك غبن وعدم مساواة في التوزيع″.من جانبه قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في تصريح خاص للأناضول “تم فتح المجمع السكني الجديد في منطقة (7 كيلو) بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، واستقبال العديد من العوائل النازحة بحدود 1150 عائلة وبما يقارب 6500 نسمة، سيما القادمين من مناطق أطراف مدينة الرمادي، والتي تشهد عمليات عسكرية يشنها الجيش، لتطهيرها من داعش (تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام المحسوب على القاعدة)”.
وأضاف “المجمع يحتوي على 71 عمارة سكنية، وكل عمارة تحتوي على ثمان شقق، وثلاثة مدارس، تتضمن رياض أطفال وابتدائية ومتوسطة، كل هذه المباني شغلت من قبل النازحين، بل وتم وضع عائلتين أو أكثر في الشقة الواحدة”، مطالبا “كافة الدوائر الخدمية في المحافظة بتقديم الخدمات اللازمة لهم، وكذلك منظمات المجتمع المدني وشيوخ العشائر والوجهاء”.
وقال إياد الخطيب رئيس منظمة “المسرة الدولية” للأناضول “مع بدء الأزمة وبالتعاون مع الحكومة المحلية، تم تشكيل خلية أزمة، تضم عددا من المنظمات الإنسانية في مدينة الرمادي، من أجل تقديم الدعم والمساعدة للعوائل النازحة”، لافتا إلى أن “هذه المساعدات قليلة قياسا بأعداد النازحين الكبيرة”.
بدوره أكد بهاء خالد شيخان المسؤول في دائرة الهجرة والمهجرين بالأنبار “منذ بداية الأزمة، قمنا بتوزيع مساعدات، بالتعاون مع مجلس النواب (البرلمان)، بلغت ألف وجبة غذائية، وسيتم في وقت قريب توزيع حصص غذائية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، كما تم توزيع مساعدات غذائية وغيرها من المتطلبات الأخرى في أطراف مدينة الرمادي سيما المناطق التي تشهد عمليات عسكرية واسعة”.
وأشار إلى أن “هناك صعوبة في الوصول إلى المناطق الساخنة، وما يترتب من قطع الطرق والمنافذ الداخلة والخارجة لهذه المناطق، وكذلك عدم إقرار الموازنة، وما ينتج عنها من قلة التخصيصات المالية، كلها معوقات تؤدي لضعف الدعم المقدم للعائلات النازحة”.
وتشهد الأنبار، ومنذ 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق ينفذها الجيش العراقي، تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية؛ لملاحقة مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، المرتبط بتنظيم القاعدة، والذي تقول حكومة بغداد إن “عناصر تابعة له متواجدة داخل الأنبار”.
كما تشهد محافظة الأنبار، ذات الأغلبية السنية، منذ حوالي شهر اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش وبين ما يعرف بـ “ثوار العشائر”، وهم مسلحون من العشائر يصدون قوات الجيش، التي تحاول دخول مدينتي الرمادي والفلوجة.وجاءت تلك الاشتباكات على خلفية اعتقال القوات الأمنية النائب البرلماني عن قائمة متحدون السنية، أحمد العلواني، ومقتل شقيقه، يوم 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.