دعا الشيخ يوسف القرضاوي السعودية إلى وقف دعمها للسلطات المصرية المدعومة من القوات المسلحة واتهمها باستخدام أموال المملكة في قتل المصريين المحتجين على الاطاحة بالرئيس المنتخب في تموز (يوليو) الماضي.
وكان القلق قد انتاب أغلب دول الخليج العربية من صعود نجم الاسلاميين في عدد من دول الشرق الاوسط في إطار ما عرف بالربيع العربي لكنها شعرت بالارتياح عندما عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي في أعقاب احتجاجات شعبية واسعة على حكمه.
لكن الشيخ القرضاوي المصري المولد الذي يعيش في قطر قال لرويترز بالبريد الالكتروني إن السعودية أخطأت بما تقدمه من دعم كبير للسلطات المصرية التي سحقت المعارضة الإسلامية منذ عزل مرسي وطالب بسحب هذا الدعم.
وقال القرضاوي الذي يعد من ائمة المذهب السني البارزين “هو أمر مستغرب من الحكومة السعودية. قدموا المليارات لدعم الانقلاب وهؤلاء الانقلابيون والله أبعد ما يكونون عن الاسلام. لا تربطهم بدول الجوار إلا لغة المصالح والمنافع.”
وأضاف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الجيش المصري بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي المتوقع أن يرشح نفسه رئيسا للبلاد يستخدم الأموال السعودية في قتل الابرياء.
وتابع “أنا أدعو أهل السعودية وأدعو النظام السعودي أن يقف مع الشعب المصري ضد جلاديه وقاتليه وأن يقف مع الحق ضد الباطل أن يقف مع المقتول ضد القاتل أن يقف مع المظلوم ضد الظالم.
“فهؤلاء الحكام يكرهون السعودية ونظام حكمها الذي يرجع إلى الشرع فهم لا يؤمنون بالشرع ولا بمن يحكمون بالشرع فليتق الله حكام السعودية ومن معهم من أبناء الخليج.”
وشنت السلطات المصرية حملة على جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي وفضت اعتصامين رئيسيين لمؤيديه في القاهرة بالقوة مما أدى إلى مقتل مئات المحتجين. وألقي القبض على قيادات الاخوان وأعلنت الجماعة منظمة ارهابية.
وقالت الولايات المتحدة في أكتوبر تشرين الاول إنها أوقفت تسليم معدات عسكرية ومبلغ 260 مليون دولار نقدا من مساعداتها العسكرية لمصر لحين تحقيق تقدم في مسيرة مصر نحو الديمقراطية وفي ملف حقوق الانسان.
وعلى النقيض من موقف حكام معظم دول الخليج من وصول الاخوان المسلمين إلى السلطة في أعقاب الاطاحة بحكم حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011 أبقت قطر على الروابط الوثيقة التي تربطها بجماعة الاخوان في مصر. وكانت قطر قدمت مساعدات وقروضا لحكومة مرسي بلغت 7.5 مليار دولار.
وسئل القرضاوي عمن وراء موجة التفجيرات التي استهدفت مراكز أمنية في مصر في الذكرى الثالثة لانتفاضة 25 يناير كانون الثاني فقال إن جماعة الاخوان “أبعد ما يكون عن هذه الممارسات”.
وأضاف “من غير المعقول أن تترك تلك المباني الامنية الكبرى مثل مديرية الأمن بالقاهرة دون حراسة في تلك الظروف التي تعيشها البلاد. وأنا أرى أن حادث مديرية أمن القاهرة… وغيره من حوادث التفجير من اختلاق الأجهزة الأمنية.”
وقال “نحن ندين هذه التفجيرات وندين العنف بكل ألوانه ونعلم أن سلمية الثورة هو طريق نجاحها وأن انتهاج العنف ليس في صالحها.”(رويترز)