تحول شهر يناير/ كانون…
تحول شهر يناير/ كانون الثاني، الذي يتزامن مع أجازة منتصف العام الدراسي، من موسم انتعاش، تشهد فيه السينما المصرية نشاطا ورواجا، إلى كابوس مزعج يؤرق الوسط الفنى عامة، ومنتجي أفلام السينما خاصة، ليدخل هذا الموسم غرفة “العناية الفائقة” التي يطلق عليها المصريون “غرفة الإنعاش”.
وعلى مدار الثلاث سنوات الأخيرة (من 2011، وحتى 2014)، لجأ غالبية الفنانين والمنتجين إلى تأجيل عرض أعمالهم، أو البدء في تصوير أعمال جديدة، أو حتى البدء فى التحضير لتلك الأعمال إلى ما بعد مرور ذكرى ثورة 25 يناير 2011، نظرا لما تشهده من اضطرابات سياسية، وأحداث متلاحقة في الشارع المصري، اتسم آخرها الشهر الجاري، بالدموية الشديدة.
فشهر يناير/ كانون الثاني، الذي كان يشهد عرض 8 أفلام سينمائية، على الأقل كل عام، اضطر فيه المنتجون هذا العام إلى تأجيل عرض 5 أفلام بسبب الظروف السياسية، هي، “بنات فى الجيش”، و”خطة جيمى”، و”الحرب العالمية التالتة”، و”فارس الأحلام”، والجزء الثاني من فيلم “الجزيرة”.
وقد اعتبر العام الماضي 2013، هو “أكثر الأعوام مأساوية بالنسبة للسينما المصرية، من بين السنوات الثلاث التي تلت الثورة، حيث لم يتجاوز مجموع إيرادات السينما 90 مليون جنيه ( نحو 13 مليون دولار) ، حصيلة عرض 19 فيلما”، بحسب منيب الشافعى رئيس غرفة صناعة السينما، الذي اعتبره “أقل عدد أفلام في تاريخ السينما المصرية، وأضعف إيرادات تحققها خلال الـ15 عاما الماضية”.
وقال الشافعي في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول، “هناك ثلاثة أفلام من ضمن 19 فيلما، في 2013، حققت 39 مليون جنيه (5.6 مليون دولار)، موزعة كالآتي؛ فيلم (قلب الأسد)، حقق 16 مليون (2.3 مليون دولار)، و10 ملايين لفيلم (تتح)، أما فيلم (على جثتي)، فحقق 13 مليون جنيه (مليون و860 ألف دولار)، فيما لم تتخطى إيرادات كل فيلم من الأفلام الأخرى أكثر من 5 ملايين جنيه (720 ألف دولار)”.
وتابع الشافعي “أما العام الأفضل من بين الأعوام الثلاثة منذ ثورة 25 يناير 2011، فهو العام الذى تولت فيه جماعة الإخوان المسلمين الحكم (الرئيس السابق محمد مرسي تولى فى الفترة من 30 يونيو/حزيران 2012، وحتى 3 يوليو/تموز 2013، وسبقه فوز الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة بالفوز بأغلبية مقاعد البرلمان)”، موضحا “حيث شهدت دور العرض السينمائية 28 فيلما، محققة إيرادات بلغت 180 مليون جنية ( نحو 26 مليون دولار).
وأكد أن “إيرادات السينما المصرية انخفضت بشكل ملحوظ طيلة الثلاث سنوات الأخيرة، منذ ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، وحتى الآن، حيث شهد 2011 العام الأول للثورة، عرض 22 فيلما سينمائيا لم تحقق سوى 102 مليون جنيه (14,6 مليون دولار)”.