في الخامس عشر من سبتمبر 1967، خرجت جريدة الأهرام بمانشيت “وانتحر عبد الحكيم عامر”، وكان الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل رئيس تحريرها في ذلك اليوم، وظهر اسمه أعلى المانشيت، ليظل اسم هيكل مقترنًا بوفاة المشير “عامر”.
و”عامر” هو ابن المؤسسة العسكرية التي أنجبت اللواء عبد الفتاح السيسي (19 نوفمبر 1954)، مدير المخابرات الحربية، الذي لم يكن يعلم أن الأقدار تحمل له الكثير، فريق ثم فريق أول ثم مشير، وربما بعد شهور قليلة يكون على رأس جمهورية مصر العربية.
السيسي هو وزير الدفاع الرابع والأربعين في تاريخ الجيش المصري، لكن التاسع في ترتيب من حملوا لقب مشير، بعد أن منحه رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور، الرتبة العسكرية اليوم الاثنين. لكن تلك الرتبة لم تكن أبدًا فأل خير على من حملوها فالمشير محمد عبد الحكيم عامر، أول من نال اللقب، توفي بعد يونيو 1967 بأيام، وبالتحديد في 14 سبتمبر 1967، ليعلن رسميًا أن الرجل مات منتحرًا، بينما سرد مقربون منه أن سمًا دس له في أحد المشروبات “قهوة” التي تناولها قبل الوفاة.
لم يكن عامر الوحيد بين “المشيرين أصحاب الحظ السيئ”؛ لأن المشير أحمد إسماعيل (14 أكتوبر 1917 ـ 25 ديسمبر 1974)، أصيب بسرطان الرئة وتوفي يوم الأربعاء ثاني أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 عن 57 عامًا في أحد مستشفيات لندن. في 2 مارس 1981، تم إعلان وفاة المشير أحمد بدوي سيد أحمد تولى وزير الدفاع الأسبق والقائد العام للقوات المسلحة وأحد قادة حرب أكتوبر، في حادث تحطم مروحية، كما أن الفريق أحمد بدوي، وكان معه كبار قادة القوات المسلحة، قتل في حادث الطائرة، ورقي بعد وفاته إلى رتبة مشير. وكان آخر من نال رتبة مشير هو المشير حسين طنطاوي، وهو مازال على قيد الحياة، إلا أن أواخر أيام عمله الرسمي كانت صعبة للغاية، حيث إنه أقيل بطريقة اعتبرها زملاؤه مهينة، على يد الرئيس المعزول محمد مرسي في 12 أغسطس 2012.
(المصريون)