انضم أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات المصرية الليبية السابق، وأحد أهم أضلاع السلطة فى عهد العقيد الراحل معمر القذافى، إلى، فلول الأنظمة العربية التى سقطت فى المنطقة بفعل ثورات شعبية ، والذين يتخذون من أبوظبى قبلة لهم.
وسافر قذاف الدم إلى العاصمة الإمارتية،وكان في استقباله خلال الزيارة سفير ليبيا بالإمارات د.عارف النايض.
والتقى ابن عم القذافى كلاً من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والذى يشغل فى الوقت نفسه منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية.
وذكرت مصادر مطلعة على الملف الليبى، أن قذاف الدم بحث مع المسئولين الإماراتيين، دعم أنصار القذافى، لمواجهة من وصفهم بالإسلاميين المتشددين،وأكدت المصادر نفسها أن الإمارات تعهدت بتقديم كافة أوجه الدعم لقذاف الدم لتحقيق ما يعتبره الشيخ محمد بن زايد”استقرار الأوضاع” فى ليبيا،بعيدا عن”الفوضى” الحالية هناك.
وشددت المصادر أن هناك أسلحة إماراتية فى الجنوب الليبي المضطرب حالياً، بيد أنصار القذافى ضد السلطة الجديدة،وأن المسؤولين الإماراتيين يريدون إعادة تجربة ما حدث فى مصر فى ليبيا،بعدما دعموا المعارضين للرئيس المنتخب محمد مرسى، حتى تم عزله فى 3 يوليو الماضى،معتبرة أن الثورات العربية لم تجلب إلا الفوضى للمنطقة.
فى سياق متصل أكد ناشطون وسياسيون ليبيون، ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية من قبل، حول قيام ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد بتوريد أسلحة إلى ميليشيات علمانية ليبية لمواجهة الاسلاميين هناك واطلاق حرب أهلية بالبلاد .
وقال هؤلاء إن الإمارات هي التي تزود بعض الميليشيات المسلحة في البلاد بالأسلحة، من أجل بسط نفوذها وسيطرتها وتنفيذ أجندتها المعادية للثورات العربية في ليبيا، تماماً كما تفعل في كل من مصر وتونس واليمن.
وقال الناشط المعروف، والعضو في المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان) أحمد أبوشاح على صفحته على “فيسبوك” قبل أيام، إن طائرة تابعة لشركة طيران الامارات هبطت في قاعدة “تمنهنت” العسكرية بمحافظة سبها جنوبي البلاد في وقت سابق، بدعوى أنها تريد توصيل مساعدات إنسانية لكنها في الحقيقة وضعت أسلحة وعتاد لصالح ميليشيا تمكنت بعد ذلك من السيطرة على القاعدة العسكرية ذاتها.
وتساءل أبو شاح: “لماذا لم نر ولو صورة واحدة من المساعدات التي نقلتها الطائرة الاماراتية والتي قيل إنها مساعدات طبية؟”.
وأكد نشطاء في ليبيا إن الامارات تدعم محاولات الانفصال التي تقوم بها بعض الجماعات، كما أنها تقدم دعماً مالياً وعسكرياً لميليشيات مسلحة في البلاد تنفذ العديد من أعمال البلطجة والإخلال بالأمن.
وقال ناشط آخر في ليبيا إن الطائرة الاماراتية التي قيل أنها تحمل مساعدات طبية الى ليبيا، كانت عسكرية ومن نوع (C130) أمريكية الصنع.
كانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قد ذكرت في شهر ديسمبر الماضي إن دولة الإمارات تمول جماعات علمانية مسلحة تهدد استقرار مصر وليبيا .
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن دولة الإمارات تقدم دعماً وتمويلاً لجماعات ذات توجه علماني في شرق ليبيا على الحدود الغربية لمصر، بهدف عرقلة جهود إرساء الاستقرار في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن كتيبة القعقاع في منطقة الزنتان هي أكبر المتلقين للأموال الإماراتية، وهي داعم مهم لتحالف القوى الوطنية.
وقالت مصادر أمنية مصرية مؤخرا إن كتيبة القعقاع هى المسؤولة عن عمليات خطف لسائقين مصريين في منطقة الحدود بين البلدين واحتجاز بعضهم، كما أنها تسهل عمليات تهريب أسلحة عبر الحدود لمصر وبما أصبح يهدد أمن البلاد، كما أنها تفرض قيودا كبيرة على المصريين في تحركاتهم بمناطقها.
يأتي ذلك فيما كشف مصدر ليبي مطلع أن قوات من الأردن تقاتل حالياً في مناطق بشرقي ليبيا الغنية بالنفط وذلك بتمويل من دولة الإمارات، من أجل دعم فصائل علمانية تعمل على وقف توسع الإسلاميين واتساع رقعة نفوذهم في البلاد.