كشف تقرير بثته المحطة التلفزيونية الثانية الإسرائيلية النقاب عن أن الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، أصدر تعليماته بإطلاق صواريخ محملة برؤوس أسلحة دمار شامل صوب إسرائيل في حالة بدء فقدانه السيطرة أثناء حرب الخليج الأولى.
وأفاد التقرير بأن صدام قام بتوزيع صواريخ مزودة بأسلحة كيميائية في قواعد منتشرة في كل أنحاء العراق، وأعطى تعليماته بأن يتم إطلاقها صوب إسرائيل، في حال تعرّض نظامه للانهيار، أو في حال تم الاستغناء عن خدماته في هيئة الأركان العامة.
جامعة التخنيون هدف استراتيجي
أضاف التقرير أن الأهداف الإسرائيلية الإستراتيجية، التي كان سيتم ضربها، كانت معدة سلفًا، وكان في مقدمتها جامعة التخنيون الرائدة في مجال التكنولوجيا في مدينة حيفا.
وقال أستاذ، يعمل في الجامعة في التقرير، إن مسؤولًا أردنيًا سبق له زيارة الجامعة أخبره بأن صدام أصرّ على إضافة الجامعة إلى قائمة الأماكن المستهدفة، بسبب تحدث أحد المدرسين العاملين هناك معه بشكل غير لائق.
وأوضحت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أنه تم الوصول إلى تلك المعلومات من مجموعة أشرطة تم التحصل عليها من أرشيف الرئيس العراقي الراحل، حيث كان يحرص على تسجيل كثير من الاجتماعات، التي كان يقوم بها مع كبار المسؤولين العراقيين والشخصيات الأجنبية المرموقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة كانت أول من تحفظت على أرشيف الشرائط الضخم الخاص بصدام حسين عام 2003، فيما قام أفينر غولوف، من معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، بتحليل بعض من تلك الأشرطة المهمة.
وأوضح غولوف أنه لم يسبق مطلقًا لصدام أن أطلق أسلحة بيولوجية أو كيميائية تجاه إسرائيل، لأنه لم يتصوّر أبدًا أنه وصل إلى المرحلة التي يشعر فيها بتعرّض نظامه لتهديد.
سوابق صاروخية
وكان صدام قد أطلق بالفعل 39 صاروخ سكود مزودين برؤوس حربية تقليدية على إسرائيل خلال حرب الخليج الأولى، ما تسبب حينها في مقتل مواطن إسرائيلي واحد. وقامت السلطات الإسرائيلية حينها بتوزيع أقنعة غاز على مواطنيها، وأمرتهم بالاختباء في غرف مغلقة، خشية أن يقوم صدام باستخدام رؤوس كيميائية في الصواريخ.
وأظهر شريط تم عرضه على القناة الثانية الإسرائيلية أن صدام أخبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، خلال زيارة كان يقوم بها للعراق في نيسان/ أبريل عام 1990، أي قبل غزو صدام للكويت بأربعة أشهر، أن العراق يمتلك أسلحة كيميائية سبق له أن استخدمها بنجاح ضد الإيرانيين خلال الحرب، التي استمرت بين الجانبين على مدار ثمانية أعوام، وأن العراق لن يتردد في استخدامها ضد تل أبيب.
كما أظهر شريط آخر، يعود إلى العام 1991، أن صدام أمر نائبه، عزت إبراهيم الدوري، بإطلاق هجمات صاروخية على إسرائيل ليلًا. وحين سأله الدوري عمّا إن كان يقصد مهاجمة أهداف عسكرية، ردّ صدام ” أتصوّر أن كل مدن إسرائيل أهداف”.