وكأنها ترثي نفسها، وتعزي أهلها، قبل أن تودع الدنيا اليوم.. بعبارات تبكي القلوب قبل العيون العيون، كتبت ابنة الإسكندرية “سمية أحمد” كلمة النهاية، قبل خروجها في مظاهرات الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير مع أخريات من أقرانها أبين إلا أن يعبر عن موقفهن، مهما كانت تكلفة ذلك، حتى لو كانت الحياة هي الثمن.
ونشرت سمية وصيتها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والتي جاءت على النحو التالي: هذه وصيتي فأقرأوها جيدا أمي أتخيلك عندما يهاتفك بعضهم قائلين لكي أبنتك ماتت! فتجري مسرعه تصرخين وتبكي أين أبنتي؟ أين فلذه كبدي ؟ فيجيبوكي أبحثي عنها لعلك تجديها هنا أو هناك فمضيتي تقدمي قدما وتؤخري أخري ترتجف أركانك كلها ترفعين الكفن عن الأول فلم تجديني فشهقتي شهقه عظيمه ثم تذرف عيناك وقلبك تتسارع نبضاته ثم تذهبي إلي الثاني والثالث وفجأه رفعتي الغطاء فوجدتيني هدأت أبتسامتي وسكنت أضلعي وتوقف فمي لأول مره لأن أرحب بكي فأنكببتي عليا باكية حبيبتي أستيقظي لما لا تردي ؟ لماذا قتلوكي؟ أمي يعز عليا فراقك لاتحزني فموعدنا الجنة سأنتظرك هناك حتي يجمع شملنا من جديد
فلقد فضلت موت الأحرار علي عيش العبيد أماه والله مانزلت إلانصره لشريعته ودفاعا عن قضيتي وحلم الشهداء وأنتم حبيباتي وأخواتي
إن جاءت تلك اللحظات فسامحوني إن قصرت ف حقكم أو أخطأت بقصد أو بدون قصد وأذكروني بالخير ولاتنسوا إني كنت بينكم يوما وأدعوا لي بظهر الغيب وأثبتوا ولاتيأسوا وأمضوا علي ماتعاهدنا عليه ولاتتركوا دماءنا تسيل هدرا ولاتجعلوا للحزن أن يعرف لكم طريق فأنا لاأقوي علي أختراق الحزن قلوبكم بعد أن أكون تحت الثري فقط كونوا علي ثقه ويقين أن هذا الإنقلاب إلي زوال وإن النصر قادم لامحاله فقط نحتاج للصبر كونو علي حسن ظن بربكم
وأخيرا أهلي وأمي وأبي وأخواتي وأحبابي يشهد ربي كم أحبكم فلاتنسوني يوما أتمني أن تكون لي ذكري خير بينكم وأخيرا أحبابي أبلغوا الراحين مني كل السلام وأبلغوهم إني أشتقت كثيرا إليهم وطالما تمنيت رجوعهم ولقائهم أخبروهم إني بكيت ف بعدهم كثيرا وتوجعت أكثر ولكن سامحتهم لأني أحبهم فاجعلوهم يسامحوني ويدعولي هذه كلماتي فأقرأوها جيدا عندما لاتجدوني بينكم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.