شنت وسائل الإعلام السورية الرسمية “حرباً” على ممثلي الدول التي تطالب برحيل نظام بشار الأسد، المشاركين في مؤتمر “جنيف 2″، أثناء إلقاء كلماتهم خلال المؤتمر الدولي الذي يبحث عن حل سلمي للأزمة السورية.
واستبق التلفزيون السوري ووكالة الأنباء الرسمية “سانا” بدء المؤتمر، ببث نبأ أشار فيه إلى قيام “مئات السوريين” بتنظيم وقفة احتجاجية أمام المقر الإعلامي الخاص بتغطية أعمال المؤتمر الدولي حول سوريا “جنيف 2″، مرددين “شعارات وطنية دعماً لوطنهم الأم، بوجه ما يتعرض له من تآمر دول عربية وإقليمية وغربية.”
و وفقا لشبكة “سي أن أن “، توقف مترجم التلفزيون السوري عن ترجمة كلمة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري أمام المؤتمر، والتي أكد فيها أن “الثورة” بدأت سلمية في درعا، وأن القوات النظامية واجهت الاحتجاجات السلمية بـ”القوة المفرطة”، كما قامت بتعذيب المحتجين السلميين والأطفال.
وأثناء قول كيري إنه لا يمكن أن يكون هناك أي دور للأسد في حكومة انتقالية، دعت إليها وثيقة “جنيف 1″، واصل التلفزيون بث ترجمة الكلمة، إلا أنه وضع على شريط الأخبار العاجلة أن “كيري يكرر سيناريو واشنطن للأضاليل في سوريا”، وأضاف أن كيري يعلن أنه يقف إلى جانب المعارضة المسلحة في سوريا، ضد الدولة والشعب السوري.
ولأول مرة، بث التلفزيون الحكومي في سوريا، وكذلك وسائل الإعلام الرسمية في إيران، وقناة “المنار”، التابعة لحزب الله، كلمة لرئيس “الائتلاف الوطني” للمعارضة السورية، أحمد الجربا، إلا أن التلفزيون السوري وضع على أحد جانبي الشاشة، لقطات لما وصفها بـ”جرائم ارتكبتها المجموعات الإرهابية في سوريا.”
ولجأ التلفزيون السوري إلى بث نفس اللقطات مجدداً، سواء تلك المتعلقة بالوقفة الاحتجاجية، أو “جرائم المجموعات الإرهابية”، أثناء حديث وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، كما وضع عنواناً يقول: “فابيوس يدافع عن الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا.”
وتكرر المشهد مرة أخرى، أثناء توجيه الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، كلمته أمام المؤتمر، وكتب التلفزيون الحكومي أن ” نبيل العربي يتحدث بلسان البترودولار السعودي القطري، المسيطر عليه وعلى الجامعة العربية.”
وطال الهجوم أيضاً وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، حيث بث التلفزيون السوري عنواناً عاجلاً جاء فيه: “داوود أوغلو يغطي على دعم حكومته للإرهابيين الذين تقوم بتدريبهم وتمويلهم، ويتباكى على اللاجئين السوريين.”
وكان لوزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، النصيب الأكبر من الهجوم في الحرب التي تشنها وسائل الإعلام السورية على الداعين لرحيل نظام الأسد، حيث كتب التلفزيون الرسمي قائلاً: “سعود الفيصل وزير خارجية أسرته يؤكد مواصلة نظامه العدوان على الدولة والشعب السوري.”
وجاء في عنوان آخر، بينما كان الفيصل يلقي كلمته أمام مؤتمر “جنيف 2″، الذي انطلقت أعماله الأربعاء، بمدينة “مونترو” السويسرية: “وزير خارجية آل سعود في كلمته خلال المؤتمر الدولي حول سوريا يصل إلى مرحلة الجنون ويواصل هذيانه وانفصاله عن الواقع.”
وكتب في تعليق ثالث: “وزير خارجية ال سعود يتباكى على طول الأزمة في سوريا، في الوقت الذي ساهمت ولا تزال مملكته في تأجيجها واستمرار معاناة السوريين، عبر دعمها وتمويلها وتسليحها للإرهاب، وإرسالها آلاف التكفيريين لقتل الشعب السوري.”
وجاء في عنوان رابع للتلفزيون الرسمي: “أمير الارهاب التكفيري في سوريا، سعود الفيصل، يسرد في كلمته سلسلة من الأكاذيب والأضاليل، التي اعتاد على ترديدها، والتي لا وجود لها، إلا في أحلامه وخيالاته.”