بعدما استنفذ اللاجئون الفلسطينيون المحاصرون في مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق كل وسائل الاستغاثة، وموت العشرات منهم من الجوع بسبب نقص المواد الغذائية والحياتية، لجأوا الى تسجيل أسمائهم على لوائح حملت عنوان “طلب لجوء انساني” مناشدين الضمير العالمي أن يؤمن لهم طريق خروج إلى أي دولة تحترم حقوق الانسان.
وانكب العشرات منهم، أطفال وشباب وعجزة، يكتبون على لافتة كبيرة علّقت على حائط مدرسة الفالوجة في شارع المدارس في اليرموك بعض ما اختلج قلوبهم.
واختذلت اللافتة بأحرف كبيرة مخططة مطالب ما تبقى من سكان المخيم: “أهالي المخيم اليرموك المجوعين يطالبون العالم باسم الانسانية تحقيق مطلبنا بالعودة الى وطننا فلسطين أو أي دولة تحترم حقوق الانسان”.
وعلى ورقة ذيّلت باسم “أبو شفيق” وعلّقت على اللافتة كتب احد اللاجئين: “نناشد جمعية الرفق بالحيوان أن ترأف بالقطط التي حللوا أكلها”.
وصبّ آخرون غضبهم على زعماء الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية بتعليقات فيها شيء من السباب.
وتجمّع عدد آخر منهم حول أحد الناشطين الذي أخذ يملأ “طلبات لجوء انساني” حيث يذكر الراغب بالخروج من المخيم اسمه ووضعه العائلي وعدد الأشخاص الذي سيخرجون معه.
وفي شريط مصور حصلت عليه “الأناضول” من داخل المخيم وتم تصويره يوم أمس الأربعاء، أشار أحد الاطفال، الذي لم يتخط عمره الـ8 سنوات، الى أنّه لم ير نور الكهرباء ولم يذق طعم الخبز منذ 6 اشهر. وقال:”بدنا خبز…بدنا كهرباء..نحن نعيش على الشورباء والحشائش (التي تأكلها) الأبقار”.
الجوع يلاحق الصغار والكبار في اليرموك، الذين باتوا يشتهون رغيف خبز فيما يعاني عدد كبير منهم من نقص حاد بالغذاء يوجب تلقيهم العلاج.
وأوضحت طفلة من المخيم، قالت أن عمرها 11 سنة، أن طفلا رضيعا يشرب منذ 4 أسابيع الماء فقط، واضافت:”نحن والله جائعون..لا نريد مونة بل أن تُفتح الطريق ونخرج باعتبار أننا نعيش على الماء وحشائش لا ترضى الأبقار حتى بأكلها.”
واردفت قائلة:”بات أكل الحيوان تماما كأكل الانسان”.
ويقول ناشطون ان 51 شخصا توفوا مؤخرا في المخيم نتيجة الجوع والحصار، فيما يتهدد 20 ألفا المتبقين المصير عينه.
وقد سمح النظام السوري يوم السبت الماضي لهيئة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بادخال كمية محددة من المساعدات الى داخله، كما أتاح خروج عدد من الاشخاص الذين هم بحاجة ماسة للاستشفاء.
وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك، منذ سبتمبر/أيلول الماضي، بذريعة وجود مسلحين، وتُمنَع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من دخوله لإدخال المؤن والمساعدات الغذائية والأدوية، وفق مصادر حقوقية معارضة للنظام.
ويعد مخيم اليرموك بدمشق أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا حيث كان يضم قبل فرض الحصار عليه نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني، إضافة إلى سوريين يقطنون هناك، وفق إحصاءات غير رسمية . ونزح عدد كبير منهم باتجاه لبنان ومناطق سورية أكثر أمنا، هرباً من قصف قوات النظام المستمر عليه منذ أشهر.(الاناضول)