“مصر لا تزال تشهد انقسامات عميقة في ذكرى سقوط مبارك”، بهذا العنوان أفردت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية تقريرًا تتحدث فيه عن أبعاد احتفالية ذكري ثورة 25 يناير، قائلة إنه “في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لإحياء الذكرى الثالثة للثورة والتي أطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك ونظامه الاستبدادي المديد، أخذت الانقسامات في الشارع المصري التفكير من التخطيط لإحياء اللحظة التاريخية التي وحدت الوطن”.
وأضافت أن التوترات بدأت في التزايد في وقت مبكر من الاحتفال بذكرى ثورة يناير والتي تعد جزء من ثورات الربيع العربي الذي لم تحقق أهدافه الديمواقراطية وذهبت أدراج الرياح.
وأشارت إلى أن الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش في مصر تسعى لتحويل ذكرى الثورة التي تتزامن مع العيد السنوي للشرطة إلى عرض من التأييد الشعبي العلني للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وقوات الأمن التي تحكم قبضتها على البلاد في نطاق خانق، على حد قولها.
ولفتت الصحيفة إلى أن كل يوم يجلب معه أدلة الاستقطاب العميق، مشيرة إلى خيبة أمل العديد من الشباب الذين شاركوا في ثورة ميدان التحرير بسبب ما أسموه بمحاولة الحكومة لاختطاف ذكرى الانتفاضة، وأشارت إلى أن ذلك اتضح جليًا من خلال عزوف تلك الفئة عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور الأسبوع الماضي. ونقلت الصحيفة تصريحات حركة “6 أبريل” التي أعلنت فيها اعتقال السلطات لستة من أعضائها يوم الأربعاء الماضي لفترة وجيزة بسبب وضع ملصقات تدعو لحشد مسيرات في ذكرى الثورة، وذلك قبل يطلق سراحهم دون توجيه اتهام، محذرة من أن قمع الشباب لمجرد توزيع منشورات سيؤدي إلى ثورة ضد الظلم. ورأت أن “الاصطدام بين الآمال والواقع بات مشهدًا مكررًا في الحياة العامة المصرية هذه الأيام، مشيرة إلى أن الأسبوع الماضي شهد موافقة أغلبية ساحقة على الدستور الجديد في الوقت الذي سادت فيه الملاحقات القضائية لمنتقدي الحكومة في الأسابيع التي سبقت الاستفتاء، ناقلة تعليقات جماعات حقوق الإنسان التي أكدت أن تلك الاعتقالات غير مدعومة بأدلة وتقف وراءها دوافع سياسية”.