قالت مصادر صحفية إن وزارة الداخلية تجهز قفصًا زجاجيًا داخل قاعة محاكمة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي؛ لحجب صوته.
ونقلت صحيفة “اليوم السابع” عما وصفتها بـ “مصادر مطلعة حضرت لقاء وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، مع شباب القوى الثورية”-على حد وصفها-، أن الوزير أخبرهم أنه سيتم عمل قفص زجاجى داخل قاعة المحكمة التى سيتواجد بها مرسى لحجب الصوت عنها.
وأضافت المصادر، أن هذه الغرفة “القفص الزجاجي” تمنع مرسى من “تعطيل سير المحاكمة وترديده الهتافات أثناء الجلسة”، وفق قولها.
ويُحاكم مرسي في عدد من القضايا التي دبرتها له سلطات الانقلاب لتبرير احتجاز الرئيس الشرعي عقب انقلاب الثالث من يوليو. ومن المقرر أن تبدأ في 28 يناير/كانون الثاني الجاري أولى جلسات محاكمته و130 آخرين في قضية اقتحام السجون خلال الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2011.
كما ستُعقد في الأول من فبراير/شباط المقبل ثالث جلسات محاكمة مرسي و14 متهما آخرين بقضية قتل متظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي عام 2012.
ومثُل مرسي أمام هيئة المحكمة بقضية الاتحادية يوم الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ورفض الاتهام الموجه إليه قائلا “إن ما يحدث الآن هو غطاء للانقلاب العسكري، وأحذر الجميع من تبعاته وأربأ بالقضاء المصري العظيم أن يكون يوما غطاء للانقلاب العسكري الهدّام الخائن المجرم قانونا”.
وقال الرئيس مرسي وقتها للقاضي “أنا رئيسك الشرعي وأنت الباطل”. وأضاف “أنا رئيس الجمهورية وموجود في هذا المكان غصبا نتيجة الانقلاب”. وحمّل مرسي هيئة المحكمة المسؤولية عن عدم خروجه لممارسة عمله رئيسا لمصر. وطالب بمحاكمة قادة الانقلاب.
وكان هذا آخر ظهور علني للرئيس محمد مرسي؛ حيث ترفض سلطات الانقلاب منذ ذلك الحين زيارته في محبسه من قبل فريق الدفاع عنه أو من قبل أسرته. كما رفضت وزارة الداخلية نقل مرسي يوم 8 يناير الجاري إلى مقر المحاكمة في أكاديمية الشرطة بالقاهرة، متعللة بسوء الأحوال الجوية، رغم أن الطقس كان يومها صحوًا.
ويرجع مراقبون تعمد سلطات الانقلاب إخفاء مرسي عن الظهور العلني إلى الثبات والصمود الذي ظهر عليه خلال المرة الوحيدة التي ظهر فيها علنيا منذ انقلاب الثالث من يوليو؛ الأمر الذي منح أنصاره مزيدا من الثبات والصمود في الشارع. وفيما يتعلق بتعمد عدم نقله لمقر المحاكمة يوم 8 يناير الجاري، اعتبر مراقبون أن ذلك يعود إلى أن الموعد كان قبيل الاستفتاء على دستور سلطات الانقلاب ومخاوفهم من أن يفجر ظهوره مزيدا من الحراك في الشارع الذي يفور بالمظاهرات والمسيرات المناهضة للانقلاب ولدستور الانقلاب.