“سوريا والعراق بين داعش وماعش صارا أحلى وبكرة يذوب الثلج ويبان المرج، على رأي الأكابرية، ويتفقوا ويتحدوا وبيصير شعارهم يا مرتزقة العالم صلوا على النبي”.
ومصطلح “داعش” الذي أطلق على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، هو مصطلح ساخر أطلقه أحد نشطاء الثورة السورية ليرد ساخر عراقي على نظيره السوري بإطلاق مصطلح “ماعش”، وهو مصطلح يعني “ميليشيات إيران في العراق والشام”. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي رفع شعار “إلى داعش وماعش وكل من أتى من الخارج، إذا أتيتم لنصرتنا لأننا مظلومون فأنتم إخوتنا وسنظل ممنونين لكم طول العمر أما إذا أتيتم لتعليمنا الدين والشريعة نقول لكم أيضا: أنتم مشكورون، ارحلوا عنا لأننا نعرف ديننا أيضا من دونكم”.
وفي هذه الظروف الصعبة أصبحت هذه العصابات عدوّة الثوار.
ولأن اللغة الجادة والشجب والانتقاد لم يعد له أي تأثير في وقت أصبح منظر الجثث والدماء أكثر من عادي، فقد غير روّاد المواقع الاجتماعية، خاصة في سوريا، استراتيجيتهم أمام التطرف الديني الذي يحاول الإجهاض على الثورة.
ويتصدى النشطاء لداعش وماعش من خلال استخدام الوسائل المتاحة لهم، وفي مقدمتها، مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما فيسبوك، الذي تكثر فيه الصفحات المناهضة للسيطرة الأصولية.
وتستعين الغالبية بالسخرية كأداة فاعلة تتحول في الكثير من الأحيان إلى أفعال وسلوكيات كاريكاتورية.
وأثارت بيانات داعش الأخيرة سخرية كبيرة في أوساط السوريين فحين تطلق “داعش” حملتها ضد التدخين، تهدد بائعي التبغ بمصادرة بضائعهم وحرق محلاتهم. وكانوا قد “تركوا الشعب جائعا يقتل وجعلوا الحجاب من أوكد أولياتهم”. هنا، العقاب يفوق التهمة بهستيرية مضحكة، بسبب ذلك تشكَّل لواء فيسبوكي اسمه “لواء التنظير السلفي الطائفي”، وهو لغاية التهكم الدائم على الفتاوى.
وضاعفت الصفحات الجانب المثير للتهكم. ويمكن أن نعاين هذين الأمرين، من خلال أسماء صفحات فيسبوكية، فـ”جبهة النصرة” تصبح “جبهة البقرة”، وهي على خلاف مع جماعة “الإخوان الهندسيين”. أما “جبهة البقرة”، فقائدها العسكري الذي يدعى “أبو عجيلة”، توجه إلى المستخدمين بـ”بوست” مقدس، قال فيه “خير أبقاركم الضحوك العلوك الودود الولود”.
و”داعش” نفسها، تتحول، كتسمية، إلى موضوع للتهكم، حيث تحولت إلى أسماء أخرى، مثل “دانس″، أي “الدولة الإسلامية في النهر والإسماعيلية”، أو “دمسل”، أي “الدولة المسيحية في سوريا ولبنان”.
وقد لا تكون “الدولة” المعلنة دينية فحسب، بل فنية مثلا، كما “دمدر” وهي “الدولة المتلجية في دمشق وريفها” أما هدفها، فهو “نشر الغيتارات والطبول في كل ركن من أركان هذه الأرض المقدسة”.
وإلى هذه الصفحات، يُضاف عدد آخر منها، يتميز بالمعارضة المباشرة بالإسم.
وتشبه صفحة “لصوص الثورة”، التي ترفع شعار “من قلب الحدث لفضح ما حدث”. والبراعة نفسها تنسحب على صفحة “داعشيون، ونصرة على البيعة”، التي تكتب “احذر الأسد مرة، وداعش ألف ألف مرة!”، أو “يا جماعة إنتو ليش حاملين هم وآخدين على خاطركن زيادة. الفرق بسيط. كنا نروح دعوسة صرنا نروح دعوشة!”.
وتتفق كل الصفحات المعارضة لـ”داعش”، أو لـ”ماعش”، على أن الجماعات المتطرفة بمثابة خطر فعلي على المجتمع السوري.
ويؤكد مغردون سوريون “أن الطائفية اليوم لم تعد لها ولادات كثيرة، فقد اعتمدت في بنيتها الأساسية على بنتين داعش وماعش”.
زادت المسميات والأولاد والبنات إلا أنهم ليسوا أولاد أو بنات خالة تماما لأن داعش وماعش ليستا أختين شقيقتين فالأولى تطرح شعار أو مبدأ الخلافة فولدت منظمات وأحزابا كثيرة وميليشيات، أما ماعش فبشكل عام هي ابنة ولاية الفقيه وهي قوة عالمية أيضا ولها منظمات وأحزاب وميليشيات.
العرب