تحت عنوان” أمريكا تختار حليفًا خاطئًا في مصر”، قال الكاتب جاكسون ديل في مقاله بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم، إن الولايات المتحدة قامت باختيار حليف خاطئ في مصر بعدما قامت بدعم وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
وأضاف “رغم توجه أقلية من الناخبين المصريين إلى صناديق الاقتراع الأسبوع الماضي للتصديق على الدستور الجديد من أجل إقامة دولة “بوليسية”، هناك قوى بازغة من خلال الفريق عبد الفتاح السيسي الذي يقوم بالتحضير لمسرحية الرئاسة”.
وتابعت أنه “رغم عدم تأكد وزير الخارجية (الأمريكي) جون كيري من وعود تحول النظام العسكري إلى الديمقراطية وسيره على الطريق الصحيح نجد الأنصار الحقيقيين من النظام الليبرالي العلماني مازلوا قابعين في سجون طره”.
ووفقًا للمجلس القومي لحقوق الإنسان، فإن كلاً من النشطاء أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة وعلاء عبد الفتاح يعانون من سوء المعاملة والحبس في الزنزانة لأكثر من 20 ساعة يوميًا مع عدم السماح بمقابلة محاميهم.
ورأى الكاتب أنه بطبيعة الحال لم يتمكن هؤلاء من التصويت في الاستفتاء على الدستور الذي يعفي الجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات من الرقابة المدنية للمحاكمات العسكرية بعدما تمت الموافقة عليه.
واستطرد قائلاً: “جون كيري وزير الخارجية الأمريكي أعلن يوم 22 من ديسمبر الماضي أن خارطة الطريق “ديمقراطية”، وذلك بعد سجن هؤلاء الأربعة أواخر نوفمبر الماضي بسبب الاحتجاج على القانون التظاهر الجديد حيث تم الحكم على ماهر وعادل ودومة بالسجن لثلاث سنوات.
لكنه رأى أن الجريمة الحقيقية معروفة للجميع في مصر وهي التخطيط لثورة 25 يناير ،2011 والتي أسقطت نظام الرئيس السابق حسني مبارك.
وقال “اليساريون والمثقفون والعلمانيون الذين كرسوا حياتهم للنضال من أجل حقوق الإنسان كما تصور الغرب قابعين في السجون بسبب حرية التعبير والانتخابات النزيهة والمساواة بين الجنسين والتسامح الديني ومعادة جنرالات الجيش والشرطة الذين عادوا للانتقام بعد نزعهم من السلطة”.
وتساءل الكاتب: “من هم حلفاء الولايات المتحدة في مصر”؟، ليجيب بأن موقف إدارة أوباما واضح وضوح الشمس، وذلك بعدما اجتهد وزير الدفاع تشاك هيجل وأجرى أكثر من 20 مكالمات هاتفية مع الفريق السيسي منذ عزل الرئيس محمد مرسي، بينما نرى تأييد وزير الخارجية جون كيري الغير قابل للتصديق مرارًا وتكرارًا على سير مصر إلى الديمقراطية، وذلك في ظل استعادة النظام الدكتاتوري لما قبل ثورة 2011 بشكل أكثر قمعية.
وأضاف الكاتب، “كل ما فعلته الإدارة الأمريكية هو إقناع الكونجرس بتمرير قانون يعفي تقديم مساعدات مادية لأي دولة إلا بشروط معينة، ورغم ذلك نجد أن هناك 1.3 مليار دولار من المساعدات الأمريكية السنوية يمكن تقدميها للجيش المصري .. السيسي وحاشيته لا يؤيدون الولايات المتحدة ووسائل الإعلام التي يسيطر عليها الجيش تعربد وتتهم أمريكا بالسعي لتقسيم مصر لدويلات صغيرة”.
وأردف أن ماهر وعادل ودومة وعبد الفتاح ليسوا مؤيدين للولايات المتحدة ولا أحد في مصر في تلك الفترة لكنهم يشتركون معها على الأقل في القيم الأمريكية الأساسية، لذا فإذا تولى هؤلاء وأتباعهم السلطة، فقد تتحول مصر لتشبه الهند أو البرازيل وتصبح شريكًا صعبًا.
ونقل الكاتب استياء السياسي الإسرائيلي ناتان شارانسكي، ورئيس الوكالة اليهودية لإسرائيل خلال مقابلته له الأسبوع الماضي والذي شدد منذ عشرات السنين على ضرورة تعزيز الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة لسياساته بمصر وبقية دول الشرق الأوسط وإجراء تحالف مع المعارضين الديمقراطيين، إذ قال إن “قرارات أوباما الكارثية احتضنت مبارك أولاُ، ثم مرسي والآن السيسي”.
وتابع نقلاً عن شارانسكي أن “الناس في مصر اليوم يعتقدون بأن أمريكا تقف على جانب أقل من الحرية مما كانت عليه في زمن مبارك، لكن رغم كل هذا التغيير الذي حدث في البلاد تظل واشنطن على نفس وضعها تدعم كل من يتولى السلطة، ومع كل “دورة” هناك المزيد من عدم الاستقرار بينما لا تتلقى أمريكا تأييداً من الشعب المصري.
وختم شارانسكي متسائلاً: “لماذا لا توجه أمريكا أولوياتها ودعمها لتحرير ماهر وعادل ودومة وعبد الفتاح ولكل من يسعى لتنظيم حركة جماهيرية ديمقراطية حقيقية؟ .. فالشعب المصري الذي وصف بأنه غير واقعي وليس مهتماً بالديمقراطية أثبت العكس في ثورة 2011.
وأضاف أن البلاد تعود للحكم الاستبدادي الفاشي، لكن إذا تم التركيز على وضع أسس الديمقراطية الحقيقية في مصر وبناء مجتمع مدني ففي خلال سنوات قليلة سيكون هناك تغيير ديمقراطي لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي ملتزم بتكرار أخطاء الماضي.