أثارت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إلى عدد من الدول الخليجية، العديد من الشكوك حول فحوى الرسالة التي تقصد طهران إيصالها للمنطقة والغرب بشكل عام وللسعودية بشكل خاص.
بعد توصل إيران والغرب إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قام ظريف بجولة في المنطقة زار فيها كلا من الكويت وقطر وعُمان إلى جانب زيارة غير متوقعة للإمارات العربية المتحدة واجتماعه مع حاكم أبوظبي وحاكم دبي.
بالنسبة إلى قطر وعُمان فإنهما يشاركان إيران جزءا من موارد الطاقة، أما الكويت فإن فيها أقلية مؤثرة من الطائفة الشيعية، في الوقت الذي لعبت فيه دبي دورا مهما كمركز تجاري واستثماري لطهران.
بعد انتهاء هذه الزيارة الإقليمية لظريف، ذاعت أنباء قيام ظهران بسحب طائرات مقاتلة من جزيرة أبو موسى، إحدى الجزر الثلاث التي تحتلها، في الوقت الذي تطالب بها الإمارات العربية المتحدة، إلا أن تقارير دفاعية أشارت إلى أن الطرفين كانا على وشك التوصل إلى اتفاق حول هذه الجزر، ينص على أن الإمارات تستعيد سيطرتها على هذه الجزر مع الحفاظ على حق إيران في الجرف القاري.
تقارير لاحقة تشير إلى أن عُمان قد تقدم مبادرة لحل ملف الجزر بين إيران والإمارات مقابل وعود مقدمة لطهران بتقوية تواجدها في شبه الجزيرة العربية.
أما بالنسبة إلى الإمارات فإنه وفي مقابلة مع قناة بي بي سي البريطانية، طالب الشيخ محمد بن راشد، نائب الرئيس الإماراتي، رئيس الوزراء وحاكم دبي، بإسقاط العقوبات المفروضة على إيران، حيث أن عرضه هذا يعتبر انجازا مهما لطهران في إضعاف التوافق الخليجي بقيادة سعودية، ضد إيران.
تظهر المؤشرات التعافي الاقتصادي لإمارة دبي، بعد ما مرت به خلال الأزمة الاقتصادية، وبعد استعادة هذه الإمارة الصغيرة لثقتها بعد فوزها في سباق استضافة معرض اكسبو العالمي في العام 2020، أصبحت دبي أكثر إصرارا على عودة العلاقات التجارية مع طهران، لدعم طموحاتها الاقتصادية وإن كان ذلك يعني غض الطرف عن مساعي إيران للهيمنة في جميع انحاء المنطقة.
المشكلة التي تواجهها دبي في هذه المساعي تتمثل بجارتها أبوظبي، حيث قال الشيخ محمد بن راشد في مقابلته إنه واثق من أن إيران لن تستخدم النووي بشكل عدائي، وذلك لأن الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد أخبره بذلك، في الوقت الذي نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على لسان ولي عهد إمارة أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي للإمارة، والذي أوكلت إليه مهام النهوض بالشؤون الدفاعية والخارجية للدولة بحسب ما يراه البعض، جداله بقوة حول أنه سيكون من الخطأ استرضاء إيران في هذا الصدد.
الجدير بالذكر أن السفير الإماراتي في العاصمة الأمريكية، واشنطن أدلى في العام 2010 بتصريحات تصدرت عناوين الصحف حيث قال: “جيشنا الذي وجد على مدار الـ40 سنة الماضية يستيقظ ويحلم ويتنفس ويأكل وينام على التهديدات الإيرانية،” وهو ما يستدعي شيئا من الانتظار.
ديفيد وينبيرغ الزميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات
سي إن إن