في تقرير نشره موقع “ديبكا” الاستخباري الإسرائيلي، في نشريته الأسبوعية الأخيرة، ذكر أن يوم الخميس 16 يناير 2014 سيسجل في التاريخ على أنه اليوم الذي أدارت فيه أمريكا ظهرها أخيرا، في موقف لا مثيل له، لنفوذها الطاغي في الشرق الأوسط، وفتحت الطريق لروسيا للتدخل في المنطقة.
وفي هذا اليوم أيضا، تعاملت واشنطن وموسكو مع إيران كقوة إقليمية وصانعة قرار، ورفعت الجمهورية الثورية الشيعية (كما وصفها التقرير) فوق رؤوس القوى السنية وإسرائيل.
وأفاد التقرير أن رحلة مبكرة من دمشق إلى موسكو في يوم الخميس نفسه كانت بمثابة رمز لتغير الزمن، بسبب ركابها غير العاديين: وزيرا خارجية إيران وسوريا، محمد جواد ظريف ووليد المعلم، سافرا معا لحضور الاجتماع التاريخي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك، كما تفيد مصادر “ديبكا”، لأن الوزيرين قد جلبا معهما وثيقتين محورتين:
واحدة كانت مخططا إيرانيا لمستقبل سوريا السياسي، وُضعت لمساته الأخيرة من طرف ظريف وبشار الأسد. ويقول التقرير إن الرئيس الروسي طلب إضافة اسمه إلى الوثيقة استعدادا لتقديمها إلى مؤتمر جنيف2 في سويسرا هذا الشهر.
وأما الورقة الأخرى، فهي خطة إيران لتشكيل حكومة لبنانية مستقرة، التي أعدَ ظريف تصورا عنها هذا الأسبوع في بيروت بعد جولة من الاجتماعات مع زعيم حزب الله، حسن نصر الله، والشخصيات السياسية الرئيسية الأخرى في لبنان.
وكان على الوزيرين أن يحصلا على موافقة الرئيس الروسي لمقترحاتهم، في تغير هادئ تشهده منطقة الشرق الأوسط، ينطلق من تمكين أمريكا وروسيا لإيران كقوة إقليمية.
ويقول التقرير إنه منذ وقت ليس ببعيد، كان على المسؤولين السعوديين والإسرائيليين والفرنسيين أو والأتراك السفر بشكل منتظم إلى واشنطن لعرض أي قرارات بشأن السياسات أو اتفاقات للنظر ومراجعة على الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي وغيرهما من الدوائر الرئيسة التابعة للبيت الأبيض، ثم انتظار رأي الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته.
ولكن اعتبارا من هذا الأسبوع، وفقا للتقرير، فقد تحول هذا المشهد من واشنطن إلى الكرملين، على الأقل في فترة الرئاسة الأميركية الحاليَة.
ويقول التقرير إن هذا التغيير صًمَم على ثلاث مراحل، بدءا بالمفاوضات حول النووي والانفتاح على الغرب وأمريكا وشمل البحرين، اليمن، العراق، الأردن، لبنان وسوريا.
المحطة الأخيرة سوريا، حيث انتقل إليها وزير الخارجية الإيراني، ظريف، ونال موافقة الأسد على خطته المشكلة من أربع نقاط، كما أفاد التقرير:
1 . بما أنه ليس هناك أي فرصة للوصول إلى تفاهم بين لنظام الأسد والثوار بعد ثلاث سنوات من المواجهة، فإن الحل السياسي يجب أن ينضج على مراحل.
2. المرحلة الأولى تكون هدنة (ويُلاحظ، كما نوه التقرير، أن وقف إطلاق النار كان قائما بحكم الأمر الواقع في أجزاء كثيرة من سوريا خلال الشهرين الماضيين).
3 . سيتم فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الأساسية الأمريكية والروسية والأوروبية، خاصة منها الأغذية والأدوية ولوازم الطقس البارد، إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا.
4 . لن تكون هناك أي اتفاقا مع تنظيم القاعدة، ولذلك، وفقا للتقرير دائما، يجب على القوات السورية وكتائب الثوار الاتفاق على التعاون في محاربة المجموعات الجهادية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأشار التقرير، في الأخير، إلى أنه يجري العمل لمحاولة جرَ المملكة العربية السعودية لركوب موجة هذا التغيير.