يبدو أن الماضي يعود ليدخل مجدَّدًا إلى حياة الفنانة اللبنانيّة، مي حريري، معيدًا إيّاها إلى ساحة التداول بعد غيابها النسبي عن الإصدارات الفنية الجديدة بسبب ارتباطها بالوضع العربي السياسي والأمني، وفق ما تؤكّد لـ”إيلاف”، معبّرة عن أن حساسيتها وتأثّرها بالأوضاع المحيطة تمنعها من الغناء في وقت يموت فيه الأبرياء.
وخلال اليومين الآخريين، أخذ مقطع فيديو لا تتخطّى مدّته الثماني دقائق حيزًا من اهتمام روّاد مواقع التواصل الإجتماعي، وهو مجتزأ من مقابلة طويلة أجراها الإعلامي الباكستاني راز خان مع حريري عام 2005 أثناء زيارتها لباكستان وتقديمها أغنية تجمع فيها اللغة العربية بالألحان والتراث الباكستاني، وتحدّثت فيها عن مواضيع عدَّة منها أسباب زيارتها إلى باكستان، إضافةً إلى أعمالها الفنية وبداياتها ومواضيع أخرى.
حتى الآن تبدو الأمور طبيعيّة، لكن وعند الإستماع إلى المقابلة يتبيّن أن السخرية التي طالت مي حريري تتعلّق بعدم تمكّنها من اللغة الإنكليزيّة.
الموقف محرجٌ من دون أي شكّ، ولكنه مي حريري كانت جريئة بردّها ومتصالحة مع نفسها، عندما أكّدت أن مقابلتها القديمة ذكّرتها بالرئيس محمد مرسي وإنكليزته، مشيرة إلى أنها تلقت أخيرًا دروسًا في اللغة الإنكليزيّة.
ونهاية صحيح أن الفنان هو قدوة لمجتمعه سواء بفنه أو سلوكه أو ثقافته أو علمه، ولكن هل يجوز التعرّض لكرامات الإنسان بطريقة مهينة كما يحصل على مواقع التواصل الإجتماعي في أيّامنا؟ وهل روّاد مواقع التواصل الإجتماعي والمنتقدين من جمهور وإعلاميين يحملون جميعًا شهادات عليا في اللغة ويتقونها جيّدًا أم وضعهم تحت التجربة سيكون أكثر إحراجًا لهم ؟