يبدو أن المليشيات الشيعية، لاسيما العراقية منها، صارت أكثر من أي وقت مضى ميالة نحو تجنيد الأطفال، إما بسبب هلاك قسم كبير من مقاتليها في سوريا، وإما لأن “الرجال” باتوا أقل اقتناعا بحجج تلك المليشيات وإغراءاتها، مقابل الانخراط في ساحة مليئة بمخاطر وأهوال عظيمة.
هذا على الأقل ما كشفته صورة جديدة لقتيل من مرتزقة المليشيات العراقية، يوحي مظهره أنه لازال طفلا، قد لايتجاوز 15 سنة.
وأوضحت الصورة نعوة رسمية للقتيل “أحمد حيدر عبدالعالي الوائلي”، من فيلق بدر المتزعم من أحد أهم أركان حكومة نوري المالكي، وهو وزير النقل هادي العامري، الذي سبق له أن أقر علنا بوجود مرتزقة من فيلقه يقاتلون إلى جانب بشار الأسد.
وبتتبعها لصفحات المليشيات ومؤيديها، وجدت “زمان الوصل” أن بعض تلك الصفحات زعم أن تاريخ ميلاد القتيل “الوائلي” هو 1996، وهذا يعني أن سنه 17 عاما!
وتقاتل في سوريا أكثر من 12 مليشيا عراقية، يجمعها نَفَسها الطائفي، واحتماؤها بمظلة التمويل والتدريب الإيراني، والدعم العراقي، والتسهيلات التي تتلقاها من بشار ونظامه.
وعرف “فيلق بدر” في أيام صدام حسين كتنظيم عسكري طائفي مدعوم مباشرة من ملالي طهران، كانت مهمته متابعة واغتيال أركان نظام صدام حسين، وتعذيب وإهانة الأسرى العراقيين لدى نظام طهران، وقد نشأ هذا التنظيم عام 1983، عقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية الطاحنة.
وفي زمن الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين، عرف العراقيون “فيلق بدر” كواحد من أشد المنظمات الإرهابية التي شكلت فرق اغتيال، ركزت مهامها على تصفية قياديين وأعضاء بارزين في المجتمع السني، من شيوخ وأطباء ومثقفين وتجار وغيرهم، وقد قيدت معظم تلك الجرائم إن لم يكن كلها في سجل الاغتيالات الغامضة!، التي لم يعثر فيها على القاتل.
وعندما تأزم الوضع الطائفي في العراق بشكل كبير عام 2006 وما بعده، سارع “فيلق بدر” ليوحد جهوده مع “جيش المهدي”؛ ليرتكبا معا أبشع المجازر بحق آلاف السنة العراقيين، فضلا عن عمليات لاتحصى من الخطف والتعذيب.
زمان الوصل