(خاص) وطن ـ في ظل صمت طويل لفريق الدفاع المدني وفي مملكة تغيب فيها الشفافية والمحاسبة لجأ كثيرون إلى نسج القصص الخيالية حول سقوط الطفلة لمى في بئر مهجور في تبوك.
ورغم ان الشائعات ملأت مواقع التواصل الاجتماعي منذ سقوط لمى في البئر المشؤوم إلا انها ازدادت انتشارا في الأيام القليلة بسبب غياب الأخبار والتصريحات من قبل الدفاع المدني الذي على ما يبدو قرر ان يخفض سقف التوقعات بالعثور على لمى قريبا مصرحا بأن الأمر قد يستغرق اربعين يوما على الأقل.
وانتشرت القصص الخيالية التي قد تصلح ان تكون سيناريوهات افلام دون ان يراعي اصحاب تلك القصص فظاعة الحادثة والمأساة التي تعيشها عائلة لمى على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع مضت على سقوطها وعجز نحو عشرين جهة وشركة سعودية بانتشالها.
وعادت قصة تزعم ان لمى لم تسقط في البئر لتأخذ سيناريوهات أوسع ومنها أن والدها قد اخفاها كي يحصل على تعويض مالي، ولم تهز صورة الأب المكلوم مشاعر هؤلاء ولا حتى الأم التي اعتلت صحتها حزنا على طفلتها واقصى ما تتمناه هو الصلاة عليها ودفنها في مقابر المسلمين.
ولم تؤكد كل الشواهد لهؤلاء ومنها تأكيدات الدفاع المدني بوجود الجثة داخل البئر ولا شهادة شقيقتها التي شاهدت سقوطها ولا حتى شهادة متطوع أقسم بأنه لمس الجثة المعلقة في البئر وخاف من انتشالها لأنها كانت متحللة على حد قوله.. كل هذا لم يقنع مطلقي الاشاعات والقصص الخيالية بالتوقف على الأقل مراعاة لشعور عائلتها.
ولعل هؤلاء وجدوا ارضا خصبة لنشر قصصهم وأحلامهم التي يريدون من خلالها حل لغز عدم العثور على جثة لمى مع تأكيد خال الطفلة وعلى لسان والدتها بأن الملابس التي تم العثور عليها لا تخص لمى كما جاء في صحيفة عكاظ غير ان الدفاع المدني انكر هذا التصريح ونفاه ولا احد يعرف الحقيقة في وقت تمتنع الأم بسبب حالتها النفسية عن الإدلاء بأي تصريح اعلامي.
وواصل والد لمى انتقاداته لضعف امكانيات الدفاع المدني وطالب بمحاكمة بعض الشخصيات السعودية التي اساءت لعائلته في لقاء مع فضائية المجد وأكد استعداده لاجراء فحص الدي ان إيه.
الأشلاء المنتشلة لا تعود لـ «حيوان» وترقب إعلان نتائج الـ «DNA»
المتحدث باسم «الدفاع المدني» في منطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي من جانبه نفى أمس الإشاعات المتداولة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية بأن أشلاء عثرت عليها «الدفاع المدني» تعود لحيوان. وأوضح العنزي أن الأشلاء لجثة بشرية، وخلال الساعات المقبلة سيتم التأكد إن كانت تعود للطفلة لمى أم لا، عبر تحليل الحمض النووي.
ووفقا لصحيفة الحياة أشار إلى أنه على الجميع استقاء المعلومة من مصادرها الرســمية، وعـــدم الإنصات للإشاعات المغرضة. وقال المدير العام للدفاع المدني في منطقة تبوك اللواء مستور الحارثي إن عمليات محاولة انتشال جثة الطفلة لمى من البئر الارتوازية في «وادي لمى»، التي سقطت فيها قبل 23 يوماً مستمرة عن طريق معدات شركة أرامكو لحفر بئر جديدة جوار البئر التي سقطت داخلها الطفلة. وأفاد بأن والد الطفلة وافق على إجراء تحاليل الحمض النووي عبر فريق من الأدلة الجنائية للتحقق من الأشلاء المستخرجة من البئر ومطابقتها، مشيراً إلى أن ما تردد من إشاعات نقلت على لسان والدة «لمى» عن عدم علاقة الأشلاء والملابس بابنتها مغلوطة.
وقال اللواء الحارثي: «كان لنا لقاء مع والد لمى ونفى الكلام المنسوب لزوجته، مؤكداً أنه وزوجته لم يدليا بأي تصريحات».
وبين مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك، أن شركة أرامكو تعمل على تكييس البئر الارتوازي والبئر الموازي له على أن يتم دفن المنطقة المجاورة لتسويتها للحفار، مشيرا إلى أن ذلك العمل سيبدأ بعد أسبوع.
وكان الدفاع المدني قد تمكن قبل 8 أيام من العثور على أشلاء من جسد الطفلة لمى بعد عمليات شفط الأتربة والصخور، حيث عثر بينها على اجزاء من جسد الطفلة وتم تسليمها للطب الشرعي.
يذكر أن قضية الطفلة لمى الروقي قد أشغلت الرأي العام وتصدر الحديث عنها المجالس ووسائل الإعلام، حيث وجدت تعاطفا كبيرا من الجميع، وعتبا شديدا على الجهات المختصة لضعف الإمكانات التي تسببت في التأخر في استخراج الطفلة.