قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن الاستفتاء سعى بشكل ظاهري إلى الحصول على موافقة التعديلات التي أجريت على الدستور المصري، فالهدف الأساسي للحكومة ومؤيديها ليس إجراء استطلاع على محتوى النص، ولكن التأكيد على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي على اعتبار أنه الوسيلة الوحيدة لإعادة النظام للبلاد بعد ثلاث سنوات من الفوضى التي أعقبت الثورة.
وعرضت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم تحت عنوان: “الحكومة المصرية تسيطر على الاستفتاء وسط عنف مميت” جانب من تصريحات الرئيس المؤقت للبلاد عدلي منصور التي قال فيها “التصويت واجب وطني ينبغي أن يؤدي، فهو غير موجه للدستور فقط ولكن لخريطة طريق مستقبل مصر بأكمله”.
وتابعت أن “هناك العديد من الناخبين قاموا بالتصويت بـ “نعم”، ناقلة عن روماني كامل وهو نجار يعمل بالقرب من موقع انفجار إمبابة، والذي قال: “أنا لا أستطيع القراءة وقمت بالتصويت بنعم لأن الدستور يعد رمز الاستقرار والتقدم، والبلاد تراجعت تحت حكم الإخوان، والآن كل شيء سوف يتحسن وسوف تعود السياحة”.
بينما أعلنت خضر عبد سالم وهي ربة منزل تبلغ من العمر 50 عامًا تأييدها للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وقالت “نعم للسيسى”، رغم التوضيح لها بأن التصويت لصالح الدستور، فيما أكد على رأيها زميلها سالم الذي قال “نعم” .. “وأنا نفس الوضع”.
واستطردت الصحيفة قائلة إن “الشعب المصري قام بالتركيز على رمزية الدستور وتم تجاهل محتواه إلى حد كبير، موضحة أن التأييد جاء بسبب إقصاء الإسلاميين، وعلى اعتبار أنه يمهد الطريق لتحسين التعليم والرعاية الصحية وحقوق المرأة”. ولفتت إلى أن بعض المعارضين العلمانيين اعتبروا الدستور لايعبر عن الوثيقة الثورية المتوقعة بعد زوال رئيسين، فهناك شعور بالقلق إزاء بعض المواد الخاصة بمحاكمات المدنيين العسكرية، بالإضافة للحد من حقوق العمال والحريات الدينية للأفراد. ونقلت الصحيفة تصريحات محمد باقر أحد المسؤولين بـ “مصر قوية” وهو حزب إسلامي معتدل على حد وصفها نادى من قبل برحيل مرسي لكنه عارض عزله فيما بعد، حيث قال” مايحدث عملية زائفة ووهمية.. فالاختيار على ورقة الاقتراع يقع فعلياً بين مربع نعم، ومربع تكبيل”.