استغرق (وطن) أكثر من عامين للاجابة على تساؤل: ما لكم وما للإمارات؟
ولم يكن لهذه المشيخة ثقلا في تغطياتنا الإخبارية، ذلك لأنها لم تكن صاحبة ثقل سياسي ولا هي لاعبة بالساحة الأقليمية والدولية.
وبدأت الحرب على (وطن) حين قامت بتغطية خبر سحب جنسيات عدد من مواطني الإمارات، وهو خبر يستفز أي صحفي للكتابة حوله وخصوصا أن الأوطان في عالمنا تحولت إلى شركات خاصة يسحب فيها رئيس مجلس الإدارة عضوية من يشاء.
وواصلنا تغطية الاعتقالات لخيرة ابناء البلاد لمطالبتهم بالاصلاح والذين شرفوها في المحافل الدولية والحاصلين على أعلى شهادات وكانوا محل تكريم أيام الشيخ زايد.. وواصلت الإمارات حربها. حرضت المعلنين واخترقت الموقع مرات ومرات وعقدت محاكمة غيابية لـ (وطن) واتهمتها بأنها تابعة للتنظيم العالمي للإخوان.
ولم تكتف بذلك بل قامت بتحريض الأمن الأمريكي على صحيفتنا ومؤخرا لاحقت الشركة التي تستضيف موقعنا وهددتها مطالبة اياها باغلاق الموقع وهي الفضيحة التي تناولتها كبرى الصحف الأجنبية واستنكرتها المنظمات الحقوقية.
وفجأة تحولت هذه المشيخة الوديعة إلى ذئب ينهش لحوم العرب والمسلمين.. قاتلتهم في افغنستان ومالي.. وأثارت الفتنة ودعمت ومولت الانقلاب في مصر وحشرت أنفها في تونس وليبيا واليمن كي تجهض ثورات الشعوب وأيدت نظام الأسد سرا وعادته علنا ونفاقا.
وتحولت دار زياد إلى دار المتأمرين والفاسدين وضباط الأمن في الأنظمة الهالكة واصبحت مرتعا للصهاينة يصولون ويجولون حتى أنها أرسلت تعزي في شارون الذي قتل من الفلسطينيين والمصرييين الألاف.
عامان والبعض يتساءل: ما لكم وما للإمارات؟
(وطن) التي لم توفر نظاما عربيا من هجومها ونقدها.. أدركت منذ البداية انها تخوض معركة مع عصابة (مافيا) وليس دولة. واستشرفت الدور القذر الذي يلعبه شيوخها. حتى بدأ الناس يدركون ما أدركناه منذ ان نفذت انقلاب مصر وعلموا ان الإمارات خنجر في ظهر الصديق قبل العدو.
فها هي تطعن السعودية أقرب اصدقائها.. تدافع عن إيران التي تحتل أرضها والتي تتحمل سفك دماء الآلاف في سوريا والعراق ولبنان واليمن وتدعو المجتمع الدولي لرفع العقوبات عنها.
إنها وقاحة وسفالة على رؤوس الأشهاد.. ألم نقل لكم أنهم عبارة عن عصابة لا يهمها مبدأ ولا دين.. جلبت (بلاك ووتر) وكتيبة من الجيش الكولومبي واعتقدت انها محمية بملياراتها.. وكيف لا تعتقد ذلك ونجوم اعلام مصر اشترتهم بثمن بخس وظهروا على شاشات قنواتهم يهللون فرحا لملابس بالية مستعملة أرسلها حكام العصابة إليهم.
وبكل وقاحة الدنيا يخرج الفريق أحمد شفيق ليؤكد أنه من الإمارات قاد ما يسمى ثورة على الإخوان. والمقصود ثورة الفلول كي يعودوا إلى حكم مصر لكن بأمرة الإمارات التي تحدد من يترشح للرئاسة كما جاء في حديث رئيس حكومتها. ثم يخرج نجوم الاعلام اياهم ليقولوا لنا: هذا ليس تدخلا بشؤوننا لأن الإمارات تحبنا!!
وها هم اليوم يقعون في شر أعمالهم.. مع تركيا الدولة التي لا يستهان بها.. فقد ظن أبناء زايد بأن ملياراتهم قادرة على تحريك الدمى في أي دولة يريدون الاطاحة برأسها.
أن ملياراتهم زينت لهم بأنهم ما داموا قادرين على أن يحققوا الأطول والأكبر والأضخم، فبالتالي هم قادرون على أن يجهضوا أي حكم.. فساءت ظنونهم حتى أرسلوا سفيرهم يرجو تركيا التي وصفوها الآن بالعظيمة التهدئة العاجلة.
اللهم كل الشماتة في حكام تطاولوا على العرب والمسلمين وطعنوهم في ظهورهم..
اللهم كل الشماتة في دولة فيلسوفها ضاحي خلفان وحاكمها محمد بن زايد خريج المرحلة الابتدائية والذي يريد أن يشتري ذمم العالم من حوله.
وأخيرا يحضرنا قول جبران:
ويلٌ لأمة سائسها ثعلب، و فيلسوفها مشعوذ، وفنها فن الترقيع و التقليد.
وطن