خاص – (وطن) استشاط سعوديون على المواقع الاجتماعية غضبا بعد نشر خبر عن سفر أمير تبوك لصيد الحباري في حين لم يكلف نفسه زيارة منطقة البئر المهجور للوقوف على تفاصيل حادثة سقوط الطفلة لمى.
وكان الامير فهد بن سلطان بن عبد العزيز امير منطقة تبوك شمال غرب السعودية قد وصل الى منطقة والبندين في مقاطعة شاغاي الجبلية في رحلة لصيد الطيور الحباري المتواجدة بكثرة في المقاطعة، وكان في استقباله والوفد الكبير المرافق له وزير منطقة بلوشستان شاه خاقان عباس، والسفير السعودي لدى باكستان عبد العزيز ابراهيم الغدير.
وقد اتخذت حكومة بلوشستان اجراءات امنية خاصة، وبعثت بالعديد من الوحدات العسكرية لحماية الامير السعودي ومرافقيه.
وكان امير تبوك قد تعرض لانتقادات في بعض الصحف السعودية على خلفية موقفه السلبي من حادثة سقوط لمى وعدم توجهه لمكان الحادث والوقوف على المشاكل التي تعيق إلى الآن وبعد مضي نحو ثلاثة اسابيع استخراج جثة الطفلة.
وهاجم سعوديون أمير تبوك على خلفية الخبر الذي نشرته صحف ومواقع عن زيارته إلى بلوشستان لصيد الحباري واعتبروا ذلك استهتارا في حياة وقيمة المواطن لدى الامير الذي وجد الوقت لصيد الحباري لكنه لم يجد الوقت لزيارة منطقة البئر.
وكان الامير فهد قد طلب بتوجه مستشفى ميداني الى مكان الحادث بعد حملة انتقادات تعرض لها.
والدة لمى : الملابس التي عثروا فيها على أشلاء لمى لا تخص ابنتي
على صعيد آخر أوضحت والدة لمى، أن الملابس التي عثروا عليها في اشلاء من جثمان لمى وشرابها ودميتها لا تخص طفلتها لمى مطلقا، داعية من وجدها ان يبحث عن صاحبتها ولمن تعود وأضافت «لعلهم يتوصلون الى جثة اخرى».
ونقل خالد الروقي، عم لمى على لسان أم لمى، وفق صحيفة (عكاظ) أنها لا تستطيع ان تتخيل او تصدق ان فلذة كبدها قد فارقت الحياة وأنه يبقى الامل يراودها في كل لحظة منذ أن سقطت في البئر قبل 20 يوما.
وقال الروقي «أم لمى مستحيل ان تكلم صحفيا او صحفية وان حالتها النفسية اصلا لا تسمح بذلك»، مشيرا إلى أنه ينقل على لسانها بأنها لا تصدق ما تتناقله وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وحتى تصريحات الدفاع المدني بانهم عثروا على اشلاء من جثمانها، وأضافت «لن اقتنع بان الاشلاء التي وجدت تعود لجثمان ابنتي الا بعد تحليل D N A، حينها سأكرم ابنتي بدفنها واتقبل فيها العزاء».
وأكد الروقي أن أم لمى رافضة حتى الآن أن تتقبل فيها العزاء قائلة «يراودني امل بعودتها فربما تكون ابعدت عن المكان وتاهت».
وأشار الروقي إلى أن الحزن يخيم على تفكير أم لمى ويسيطر عليها عندما تسألها شقيقتها اشواق التي كانت تلعب معها عندما سقطت في البئر «متى سيجدون لمى، انا رايتها وقعت في البئر الملعون يا أمي، اريد لمى فانا احبها»، وأضاف «في هذه اللحظات يبدأ الشك يراودها بان لمى في البئر».
واكد خالد ان ام لمى لا ولن تعترض على قضاء الله وقدره وهو من رزقها اياها من غير حول ولا قوة وهو من كتب لها هذا المصير.
وتكمل الطفلة لمى الروقي اليوم (الاثنين) يومها الـ25 في بئر وادي الأسمر على طريق تبوك – حقل في أجواء شديدة البرودة.
وكانت لمي، ذات الست أعوام، قد سقطت في بئر مكشوف، يصل عمقه 114 مترا، وغير محاط بأي سياج أو علامات تحذيرية، في 20 ديسمبر الماضي، وتمكن الدفاع المدني خلال الأيام الماضية من العثور على دمية الطفلة في البئر، دون ان يتمكن من العثور على الطفلة نفسها.
وواجهت عمليات الدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى جثمان لمى بسبب ضيق فتحة البئر، إضافة إلى طبقة صخرية كانت تقف عائقاً في عمليات البحث، مادفعهم إلى حفر بئر موازية، للوصول إلى جثتها.
وتحظى قصة لمى الروقى بمتابعة واهتمام على نطاق واسع داخل وخارج السعودية، وتعاطف الكثيرون مع ذويها، كما انطلقت حملة في السعودية للإبلاغ عن الآبار المهجورة وإغلاقها حتى لا تتكرر مأساة لمى.