وطن – اثارت مقابلة مع رئيس الحكومة الإماراتية جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي.
واستغرب البعض كيف تدافع دولة عن مغتصب أراضيها وتروج لرفع العقوبات عنها في إشارة إلى إيران التي طالب الشيخ محمد بن راشد برفع العقوبات عنها ودافع عنها بقوة، فيما ذهب البعض الآخر إلى الإشارة لخلافات السعودية والإمارات حول التعامل مع إيران.
ومما أثار غضب البعض هو تدخل الإمارات بشؤون مصر في إشارة إلى أمنيات بن راشد بعدم ترشح السيسي للرئاسة المصرية في وقت لا تعتبر فيه مصر ذلك تدحلا بشؤونها فيما تعتبر أي انتقاد يوجه لسياساتها تدخلا في شؤونها يستدعي طرد سفراء تلك الدول.
فيما شن سوريون هجوما على الإمارات بسبب تصريح بن راشد العلني بأن بلاده لا تدعم الجيش الحر وأكد البعض أن الإمارات تدعم نظام الأسد حتى وان تظاهرت بعكس ذلك مستشهدين بإشارة للرئيس الأسد قال فيها: ان دولة خليجية تدعمنا بالخفاء وتعادينا بوسائل الإعلام.
وكان رئيس الحكومة الإماراتية، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قد أعرب عن أمله في ألا يترشح وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، للرئاسة، ودعا إلى رفع العقوبات عن إيران، وتوقع رحيل الأسد في سوريا.
وجاء هذا في مقابلة خاصة مع الخدمة العالمية لبي بي سي، تناولت عددا من القضايا العربية والمحلية.
“بدون مرسي أفضل”
وردا على سؤال بشأن رؤيته لمستقبل وزير الدفاع المصري، عبدالفتاح السيسي، قال الشيخ مكتوم “آمل أن يبقى في الجيش، و(أن يترشح) شخص آخر للرئاسة”.
واعتبر أن مصر أصبحت في وضع “أفضل كثيرا” في ظل غياب الرئيس محمد مرسي الذي عزله الجيش في يوليو/ تموز 2013.
وبسؤاله عما إن كان يرى أن مصر أفضل بدون مرسي، قال الشيخ مكتوم “أفضل كثيرا .. (قلت) إنهم سيبقون (في الحكم) عاما واحدا فقط، ثم سيجد الشعب والجيش حلا. إن هذا أفضل لمصر”.
وكان المسؤول الإماراتي الرفيع يشير إلى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي.
وقال رئيس الحكومة الإماراتية، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن بلاده تدعم الشعب السوري ولا تدعم الجيش الحر، وأن قتل الشعب السوري يجعل من غير الممكن على الأسد أن يبقى في الحكم، (…) وإن رحيله قد يتطلب وقتا طويلا.
وفي ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، دعا إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها في ظل الاتفاقية التي توصلت إليها الجمهورية الإسلامية مع القوى الغربية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال “إيران جارتنا ولا نريد أي مشاكل. ارفعوا العقوبات وسوف ينتفع الجميع”.
وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة الإيرانية صادقة في ما تقوله عن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي الذي تشتبه حكومات غربية في أن الغرض منه هو صناعة أسلحة نووية.
وفي هذا الصدد، قال “تحدثت إلى (الرئيس الإيراني السابق محمود) أحمدي نجاد، وقال لي: إذا أطلقت صاروخا على إسرائيل، فكم سأقتل من الفلسطينيين؟ وحينها ستدمر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مدن بلادي. لست مجنونا كي أذهب إلى هذا الحد. إنه سلاح من الماضي”.
“الأسد سيرحل”
وبشأن النزاع في سوريا، قال إن الإمارات سوف “تساعد لكن لن تتدخل” في الأزمة.
وبسؤاله عن عدم انخراط الإمارات في الأزمة مثل قطر، أجاب قائلا “ربما لدى قطر سبب أو رؤية، لكن هنا.. لا نريد التدخل لدى آخرين.. يجب أن نساعد ولكن لا نتدخل.”
وكان يشير إلى دعم اللاجئين السوريين الذين دفعهم الصراع في بلدهم إلى دول مجاورة مثل الأردن وتركيا.
وعن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، توقع الشيخ مكتوم رحيله عن المشهد في نهاية المطاف، قائلا إن “الأسد سيستغرق وقتا طويلا .. لكن إذا قتلت شعبك فليس بوسعك البقاء .. سترحل في نهاية المطاف”.
التعامل مع إسرائيل
وبشأن قضية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، تعهد رئيس حكومة الإمارات بأن تتعامل بلده مع إسرائيل في المجالات كافة بشرط توقيع اتفاقية سلام.
وقال “سوف نفعل كل شيء مع إسرائيل .. سنتاجر معهم ونرحب بهم .. لكن وقعوا اتفاقية سلام (أولا)”.
وتطرقت المقابلة كذلك إلى قضية الأمريكي الذي سجن بعد إدانته “بالسخرية من شباب الإمارات” من خلال المشاركة في إعداد مقطع مصور ساخر.
وردا على سؤال بشأن إن كانت المعاملة التي تلقاها الشاب الأمريكي عادلة، أجاب الشيخ مكتوم بالنفي.
لكنه استدرك قائلا “نحاول تغيير هذا. لسنا مثاليين ونحن نحاول تغيير هذا. (عند حدوث) أي أخطاء، نذهب ونحاول التغيير. لسنا مثاليين لكن نبذل قصارى جهدنا”.