نشرت صحيفة “ديلي ميل” تقريرا عن حياة عائلة الأخرس في لندن، ومدى التحولات التي طرأت على تلك العائلة بعد ارتباط اسمها ببشار الأسد، لاسيما عقب ما اقترفه ويقترفه من مجازر.
وفي موضوعها المطول الذي تولت “زمان الوصل” ترجمة أهم ماجاء فيه، قالت الصحيفة البريطانية إن “فواز” عكف على إسداء النصح لزوج ابنته، وتلقينه دروسا مستفيضة في كيفية مخادعة وسائل الإعلام الغربية، وإقناعها بأنه غير مسؤول عن شلالات الدم التي تجري في سوريا.
وأرفقت الصحيفة مع تقريرها عدة صور لعائلة الأخرس، منها صورة قالت إنها صبت مزيدا الزيت على نيران الغضب على العائلة التي ضحت بكل معاني الإنسانية والوطنية، في سبيل أن تحافظ على علاقاتها بطاغية سوريا، وفي الصورة تبدو أسماء برفقة أبنائها الثلاثة وهي تحتفي مع والديها فواز وسحر في منزل العائلة بضاحية “أكتون” بينما سوريا تشتعل بنيران الحرب التي يشنها “صهر العائلة بشار”. ويبدو في الصورة “فراس” شقيق أسماء، مع زوجته، وزوجة أخيه وهي تحمل طفلا على يدها.
وتنقل الصحيفة عن جيران لعائلة الأخرس أن فواز وزوجته سحر العطري، لم يكونا يخفيان في أحاديثهما الخاصة دعمهما لنظام بشار، حتى إن فواز ادعى أن المتظاهرين السلميين (في الشهر الولى من الثورة) كانوا عبارة عن مسلحين متطرفين، بينما كانت سحر تصر على أن السوريين “يستحقون ما حل بهم؛ لأنهم لم يستمعوا لحكومتهم”، ولعل مثل هذه التصريحات هي التي أثارت حالة من السخط لدى المحيطين بأسرة الأخرس، وأفضت إلى انقطاع الصلة بينهم وبين الآخرين، لا سيما جيرانهم وأصدقائهم في العاصمة البريطانية، فضلا عن أن صور المذابح التي تتناقلها وسائل الإعلام، تعطي مبررا أخلاقيا كافيا لهذا الموقف.
وتنقل الصحيفة عن أحد قاطني حي “أكتون”: الناس يودون أن يبصقوا في وجه سحر (والدة أسماء) إن لم يقوموا بمهاجمتها”، بينما يضيف “جار” سوري: “الجميع مشئمزون من هذه العائلة، أتمنى أن يأتي اليوم الذي يرون فيه ابنتهم وعائلتها مقتولين أو منفيين، وأرجو أن يأتي اليوم الذي يذوقون فيه ما يعانيه السوريون”.
وتقول “ديلي ميل” إن المنزل الذي كان مفعما في يوم من الأيام بالصخب لكثرة زواره، أصبح منعزلا عن الجميع، مشيرة إلى المظاهرات التي تتوافد على محيط المنزل لتلقي على أسماع فواز وسحر عبارات الازدراء، وقد لايخلو الأمر من محاولات لاقتحام المنزل.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإن عائلة الأخرس حاولت مواجهة ذلك بمزيد من “الحلول الأمنية”فرصدت كاميرات مراقبة حول المنزل، لرصد أي حركة غير طبيعية خارجه، كما إن فواز وسحر من النادر أن يفتحا باب المنزل لدى طرقه، وقد اعتادا على مغادرة البيت عبر باب خلفي، بل إن سحر لم تذهب في رمضان الفائت -كما اعتادت كل رمضان- إلى الصلاة في المسجد.
ويثير إصرار آل الأخرس على مواصلة اتباع نمط الرفاهية دون اي اكتراث، مزيدا من استفزاز السوريين الذين يرون بلادهم تدمر وأهلهم يقتلون، وأصدقاؤهم يعذبون حتى الموت، بينما يعاينون في نفس الوقت “فواز الأخرس” وهو لايزال يتنقل بسيارة BMW الفارهة، إلى عيادته الطبية الخاصة، أو للعمل في مستشفى “كرومويل” في “كسينجتون”.
كما لا تزال سحر العطري تواظب على العودة إلى منزلها وهي محملة بأكياس التسوق من أفخم متجر لندن (هارودز)، بل إنها وقبل عيد الميلاد خرجت تتبختر في معطف فرو طويل باهظ الثمن، في الوقت الذي يتدا عى القاصي والداني لشراء وجمع الأغطية والملابس من أجل إرسالها إلى ملايين السوريين المشردين، بلا مأوى ولا طعام للسوريين المشردين.
ويزيد حنق السوريين المقيمين في بريطانيا أكثر وهم يشاهدون سحر وفواز يترددان على دمشق أو بيروت كل فترة للاطمئنان على ابنتهم وأحفادهم، بينما لايستطيع كثير من السوريين هنا أن يفكروا بمجرد السفر إلى موطنهم خوفا من الاعتقال والتعذيب، جراء مواقفهم المؤيدة لمطالب الشعب بالحرية والكرامة.
وقبل أعياد الميلاد وبينما كان السوريون يواجهون أعتى آلات القتل، وصل الطبيب إياد وهو الأخ الأصغر لأسماء.. وصل من البحرين إلى لندن ليطمئن على ولادة زوجته التي وضعت ثالث طفل لها.
لكن المثير للحنق أكثر، هو ما يكشف “مارتن فليتشر” الصحفي الذي تولى كتابة تقرير “ديلي ميل”، حين يقول إنه اتصل بفواز الأخرس عقب مجزرة الحولة التي قضى فيها 108 أشخاص (بينهم قرابة 50 طفلا) ذبحا على يد مليشيات طائفية طالبا منه التعليق، فامتنع فواز عن التعليق، ولما قال له “فليتشر”: ولكنها قضية مهمة، فكيف تمتنع عن التعليق؟!، أجاب فواز: إنها قضية مهمة لك!!
ورغم ما حاول أن يظهر به من “حيادية” لتجنب غضب البريطانيين أولا، فإن رسائل إلكترونية سربت في 2012، كشفت مدى تورط “فواز” مع صهره الطاغية وانغماسه في تسويق وتبرير أعماله.
فقد أظهرت تلك الرسائل كماً من النصائح زود بها فواز صهره، لمواجهة غضب الرأي العام تجاه مجازره، ومن بينها نفي التقارير الإعلامية عن ما يحصل في سوريا، والتركيز على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها وترتكبها واشنطن في “أبو غريب” و”غوانتانامو”، وما حدث في ليبيا مع تدخل “ناتو”، و”وحشية” ثوار سوريا.
بل إن “فواز” المتمتع بكل الحقوق والحريات في بريطانيا منذ أن قدم إليها عام 1973، اقترح على بشار أن يسخر من بريطانيا ونظامها، لاسيما عندما حصلت أعمال شغب في لندن، اضطرت الحكومة لاستدعاء الجيش، ليجد “فواز” في ذلك وجها للمقارنة بين أحقية بشار في إنزال جيشه إلى الطرقات، كأحقية حكومة كاميرون في استدعاء قواتها لضبط المشاغبين، وتناسى “فواز” أن بريطانيا لم ترق دم شخص واحد من الذين افتعلوا أعمال الشعب تلك.
زمان الوصل – ترجمة