كشف اليوم المغرد الشهير (مجتهد) أسرارا كثيرة تتعلق بانتفاضة السنة في العراق ضد حكومة المالكي الطائفية. تنشرها (وطن) نقلا عن حساب مجتهد في تويتر
نتحدث الآن عن الموقف السعودي من الأحداث الأخيرة في العراق وتقويمهم للمشكلة وطريقتهم في التعامل معها
أول معلومة هي أن هذه الانتفاضة المسلحة مفاجئة للجميع: المالكي، إيران، أمريكا، السعودية، ولم يستشرفها أي جهاز من أجهزة المخابرات
وكما تعلمون فلإن المخابرات الأمريكية على صلة ساخنة بالمخابرات السعودية وتتبادل المعلومات وتقويم الأوضاع لكن كان تركيزهاعلى سوريا واليمن
وكان “تقويم الحالة” في العراق -طبقا للأمريكان- هو أن الوضع سيستمر بعمليات متفرقة للقاعدة لن تخلخل التوازن السياسي والأمني ولا تدعو للقلق
وأكدت المخابرات الأمريكية للسعودية اطمئنان المالكي ومن خلفه إيران بأن السنة لن يحولوا الاعتصامات السلمية إلى عمل مسلح شامل وواسع
ورغم ان المالكي طلب في زيارته الأخيرة لواشنطن عودة بعض القوات الأمريكية لكن تبريره لم يكن خوفا من انتفاضة شاملة بل كان لتتبع القاعدة
وإلى أن اندلعت المعارك في الرمادي والفلوجة كان الجميع منشغلا لحد الانغماس في سوريا لأن الخطط التي نشرناها سابقا قد وصلت مرحلة التنفيذ
وحين انطلقت المعارك في الأنبار أصيبت أجهزة المخابرات بارتباك على ثلاث مستويات 1) سعة انتشار المعارك 2) زخم وعزيمة المقاتلين 3) من الذي يقاتل
ضلل المالكي المخابرات الأمريكية بأنها مناوشات محدودة في أحياء في الرمادي والفلوجة ولم تدرك أمريكا إلا متأخرا أنها انتفاضة مسلحة سنية شاملة
ضلل المالكي المخابرات الأمريكية بأنها غضبة مؤقتة وسيتم قمعها بسهولة وتبين لاحقا أنها مليئة بالإصرار والتحدي ولا بد من تعاون عالمي لقمعها
وكان المالكي الأحمق لايريد أن يعترف أن هناك رفضا شاملا له في المناطق السنية ظنا منه أن هذا يضعف موقفه من الأمريكان لكن الحقيقة كانت العكس
بسبب الصورة المضللة لم تتحمس الحكومة السعودية في الأيام الأولى لإبداء اهتمام كبير بما يجري لكن بعد أن انكشفت التفاصيل صار لها شأن آخر
اتفق الأمريكان والسعوديون على إعادة تقويم الوضع لأن صمود المقاتلين السنة في مواجهة جغرافية واسعة ومشاركة عشائرية ضخمة سيؤدي لنتيجتين خطيرتين
الأولى أن هذه القناعة الواسعة بالقتال عند أهل السنة تعني استعادة القاعدة لحاضنة اجتماعية سبق افتقدتها مما يعني فرصة لها للاستقواء مرة أخرى
الثانية أن إبعاد الجيش العراقي عما يسمى المثلث السني يعني تحويل غرب العراق إلى سند قوي للقاعدة في سوريا وهذا يعني مكاسب هائلة لها في سوريا
كلا النتيجتين تعني بالنسبة للأمريكان مستقبلا خطيرا للقاعدة ومن هنا حسم الأمريكان أمرهم بدعم المالكي رغم أنه ضللهم في البداية بحماقته
ومن هنا كان القرار الأمريكي بدعم المالكي سياسيا وعسكريا وتزويده بأسلحة على وجه السرعة وانتزاع قرار من مجلس الأمن بتأييد بلا تحفظ
أما آل سعود فإضافة لموافقتهم التلقائية لأمريكا لم يكونوا بعيدين عن موقفها أصلا فرغم كرههم للمالكي لا يمكن أن يقبلوا بتوسع نفوذ القاعدة
وأول خطوة قام بها الأمريكان هي إلزام المخابرات السعودية باتصال مباشر بالمخابرات والعراقية دون تنسيق أمريكي وإذابة الجليد السياسي بين البلدين
من جانبه بادر المالكي بتقديم هدية للسعودية باعتقال البطاط الذي تبنى إطلاق قذائف هاون على مركز حدود سعودي وتعهد بحل كل المشاكل العالقة
كما تعهد المالكي بالموافقة على أي صيغة تطلبها السعودية لتبادل السجناء بين الدولتين رغم أن الحكومة السعودية لا ترغب باستعادة مواطنيها
وبعد ذلك أسست أمريكا غرفة عمليات مخابراتية سعودية أردنية أمريكية عراقية (العراق هنا تمثل إيران) للتعامل مع التطورات، وتحمست السعودية فورا
كما بادرت السعودية بتشغيل آلتها الإعلامية (قناة العربية وغيرها) وجيش الانترنت المخابراتي لتنفيذ برنامج تضليلي يحقق أهداف الحكومة العراقية
كما وافقت المخابرات السعودية على إحياء نفوذها لدى العشائر وبذل كل ما تستطيع لتحسين سمعة الصحوات وضخ المزيد من الأموال لشراء شيوخ عشائر آخرين
ورفضت السعودية طلبا أمريكيا باستخدام مشايخها في ذم الانتفاضة المسلحة لأنها تابعة للقاعدة وبينت أنه طلب غير واقعي ولن يقبل أحد بهذه الفتوى.