اتهم الكاتب الصحفى والإعلامي إبراهيم عيسى جماعة الإخوان الإرهابية بارتكاب أحداث العنف التى شهدتها ثورة 25 يناير.
جاء ذلك في شهادة «عيسي» أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة في شهادته علي قضية محاكمة القرن المتهم فيها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ونجلاه علاء وجمال ورجل الاعمال الهارب حسين سالم وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق و6 من مساعديه السابقين بتهمة قتل وإصابة المتظاهرين السلميين خلال احداث ثورة يناير والاضرار بالمال العام من خلال التربح للنفس وللغير.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمود الرشيدي بعضوية المستشارين اسماعيل عوض ووجدي عبد المنعم رئيسي المحكمة بحضور المستشارين محمد إبراهيم ووائل حسين المحامين العامين بمكتب النائب العام وأمانة سر محمد السنوسي و صبحي عبد الحميد .
بدأت الجلسة في الساعة الحادية عشرة و28 دقيقة صباحاً بإثبات حضور المتهمين جميعاً من محبسهم والمخلي سبيلهم ماعدا المتهم الاول مبارك.. وسأل المستشار محمود الرشيدي اللواء نبيل العشري قائد الحرس المسئول عن تأمين المحكمة عن سبب عدم إحضاره أفاد بأنه تعذر إحضاره بسبب سوء الاحوال الجوية والشبورة .. وأفاد ممثل النيابة العامة بأنه طبقا لقرار هيئة المحكم فإنه تم اخطار هيئة القضاء العسكري بقرار المحكمة الخاص باستدعاء اللواء أيمن فهيم احمد قائد الحرس الجمهوري في عهد مبارك وأفاد القضاء العسكري بأنه تمت إحالته للتقاعد وأخطرونا بعنوان منزله وأرسلنا له اعلانا بحضور جلسة أمس. وأمرت المحكمة باستدعاء شاهد الإثبات الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى الذي حلف اليمين القانوني 3 مرات أمام المحكمة.
وسألته المحكمة عن أسباب اختيار يوم 25يناير للتظاهر؟. فأجاب انه كانت هناك دعوى من عدة جمعيات وحركات وأحزاب للتظاهر في ذلك اليوم.. واختيار هذا اليوم بالتحديد اعتراضا واحتجاجا على ممارسات جهاز الشرطة في هذه الفترة .. وان تلك الدعوى قد أطلقت منذ عام 2009-2010 وشهدت استجابة محدودة لها، حيث تظاهر يومها بعض العشرات.. ولكن في 25 يناير 2011كان هناك حجم كبير من التأثير من جراء أحداث تونس، مماجعل العدد الذي استجاب للمظاهرات يومها أكبر مما كان يتوقعه اصحاب الدعوى.. وكان يغلب على المتظاهرين يوم 25 يناير طابع الشباب والمنتمين للقوى السياسية.
ورداً على سؤال المحكمة حول مدى تأثير ما أثير عن توريث رئيس الجمهورية الاسبق الحكم لنجله على تلك التظاهرات؟ قال ابراهيم عيسى بأنه يتصور انه كان عاملا اساسيا للاحتجاج والمعارضة.. وحول مدى تأثير ما دار بشأن تزوير انتخابات مجلس الشعب على تظاهرات يناير 2011.. أوضح «عيسى» بأنه كان دافعا لعدد من النواب الذين فشلوا في النجاح في دوائرهم للتواجد في هذه المظاهرات و ان كانوا ليسوا أصحاب الدعوى لها ..ولم تكن نتيجة الانتخابات من مبررات أو دوافع الدعوى للتظاهر، وذلك من خلال ما نشر عنها وقتها من المجموعات الداعية لهذا اليوم .
وأضاف بأنه يوم 25 يناير كان متواجدا في ميدان التحرير 2,30ظهرا ودخل الميدان مع مظاهرة قادمة من كوبري قصر النيل.. وكانت تلك اول مسيرة تصل لميدان التحرير في 25 يناير و ان تلك المظاهرة كانت حصيلة تجمع عدة مسيرات انطلقت من إحياء بولاق وإمبابة مرورا بالدقي وجامعة الدول العربية وكانت تضم في أغلبها عددا من اعضاء القوى السياسية وشبابا وتوجهنا الى قلب ميدان التحرير، حيث لم تكن هناك شعارات موحدة و لا هدف واضح الا التواجد في الميدان اعلانا للاحتجاج و المعارضة مع سياسات الحكم .
وأكد «عيسي» ان مطالب تلك المظاهرة كانت تطهير الشرطة وبعضها الآخر كان موجها ضد جهاز أمن الدولة وبعضها كان يهتف بسقوط التوريث ومطالبة الرئيس مبارك بالرحيل ولكن لم تكن هناك شعارات موحدة أو محددة.. وانه استمر بميدان التحرير حتى فجر اليوم التالي.. ولم يكن هناك أي مظهر بالميدان إلا السلمية التامة فلم يكن في الأيدي سوى لافتات مكتوبة على عجل وتجمعات تهتف وبعضها يجلس على حدائق الميدان وبعضها يخطب فى حلقات، وقال إنه لم يشاهد أي مظهر من مظاهر العنف أو حتى التلويح به.. وأنه لم تكن هناك شرطة على الاطلاق في ميدان التحرير يوم 25 يناير، حيث اختفت الشرطة تقريبا من الميدان وربما كانت موجودة في اماكن غير مرئية ولم يكن في الميدان أي شرطي بزي رسمي او حتى حاملا سلاحه ..وانه توجه بعد ذلك من ميدان التحرير الى منطقة وسط البلد مرورا بشارع معروف ورمسيس ولم يكن هناك اي مظهر من مظاهر احتشاد قوات الشرطة او مظاهر لتأهيلها لاقتحام الميدان.
وسألت المحكمة برئاسة المستشار محمود الرشيدي، إبراهيم عيسى حول المعلومات التي توافرت له عن الأحداث التي وقعت صباح يوم 26 يناير 2011.. فأجاب بأنه تلقى مكالمات تليفونية من زملاء تواجدوا بميدان التحرير وأخبروه بأن الشرطة اقتحمت الميدان بعربات وأطلقت قنابل الغاز ونجحت في فض الميدان ولكن المتظاهرين توجهوا الى الشوارع الجانبية واستمروا فيها حسبما وصله من زملاء كانوا موجودين في منطقة الشوارع المحيطة بميدان التحرير حتى صباح اليوم.. وأنه لم يصله أي نبأ عن إصابة او مقتل المتظاهرين اللهم إلا احساس البعض بالاختناق أو الإغماء نتيجة كثافة الناس.. وأنه بسبب تدافع المكالمات لم يتذكر أسماء من ابلوغه بذلك.. وأن تطابق الاخبار كانت وسيلة اطمئنانه بأن من كلمه صادق.. والروايات من عدة مكالمات اظهرت لي صحة الوقائع فضلا عن توافر الاخبار عن اقتحام الميدان حتى الجهات الرسمية.. وانه لم يشارك في تظاهرات يومي 26و27 يناير.. وأن تظاهرات محافظة السويس قد بلغت بها بمعرفة بعض زملاء صحفيين يتابعون الحدث.
وسمح رئيس المحكمة للشاهد الجلوس إذا شعر بالتعب بسبب الوقوف ولكنه أجاب بأنه يحب ان يظهر شبابه بالوقوف .. وتابع حديثه قائلا بأن حجم المعلومات المتاحة عن يومي 26 ,27 يناير لم تكن اقتصرت المعلومات بوقوع شهداء في مدينة السويس نتيجة اطلاق الرصاص عليهم من قوات الشرطة في محيط اقسام الشرطة، وهناك اشتباكات في ميدان الأربعين بالسويس فضلا عن اتهام بعض الاسماء من أبناء المدينة بالاشتباك مع التظاهرات والاعتداء عليها ..وانه في تلك الأحداث قد استشهد شابان ثم أربعة طبقا للمعلومات التي وردت لي في ذلك الحين.. وانهم توفوا بسبب رصاص الشرطة وأن زملاء صحفيين وشخصيات سياسية نقلوا لي تلك المعلومات ولكنني لم أتحقق من دقتها وصحتها.. فقد كان خبر سقوط قتلى يفوق في الأهمية التفاصيل التي لم تكن حاضرة وواضحة تماما في حينها.. حيث البعد عن مكان الأحداث ونقل الأخبار والوقائع من شخصيات في المدينة فقط.
وأشار إبراهيم عيسى في اجابته ردا على سؤال المحكمة حول إذا كان رئيس الجمهورية الاسبق يعلم بما يضيق به شعب مصر في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية آنذاك؟.. إذا كان السؤال يدور حول الاعتصام اعتقد أنه كان يعلم عبر مسئولي الدولة بما كان يجرى.. بمعنى قادة الدولة الأمنيين والأجهزة السيادية مثل المخابرات العامة والحزب الحاكم وقتها الحكومة ووزرائها كما يتابع أي رئيس دولة ما يدور من أحداث ووقائع في بلده.. موضحا ان الظروف التي دفعتهم للمشاركة في تظاهرات 28 يناير بأن هناك دعوى خرجت للتظاهر أطلق عليها جمعة الغضب.. وتم تحديد عدة أماكن في القاهرة و غيرها للخروج فيها في مظاهرات وتركزت هذه الأماكن في المساجد، حيث تقام شعائر صلاة الجمعة على ان تكون المظاهرات عقب الانتهاء من الصلاة عبر التجمع أمام المساجد والانطلاق إلى ميدان التحرير في القاهرة أو الميادين الرئيسية في المدن الأخرى.
وقد ذهبت لأداء صلاة الجمعة ثم التظاهر في مسجد الاستقامة بميدان الجيزة ..حيث كان هناك عدد من الشخصيات السياسية والعامة اختارت ذلك المسجد للانضمام الى مظاهراته ..ومن بين تلك الشخصيات د. محمد البرادعي ود. أسامة الغزالي حرب و عدد من الشخصيات الأخرى.. وشرعنا في الصلاة من خارج المسجد حيث كان مزدحما وبمجرد الانتهاء من الصلاة كانت قوات الأمن المحيطة بميدان الجيزة قد احاطت بالتجمع الذي احتشدت امام المسجد ومنعته باوامر شفوية من السير لكننا صممنا على استكمال المظاهرة .
ثم تدخل رئيس المحكمة قاطعا شاهدته ليثبت حضور المتهم الاول مبارك تمام الساعة 12ظهرا و قامت المحكمة بتسليمه صورة كاملة من اقوال اللواء التهامي رئيس المخابرات العامة و هيئة الرقابة الادارية سابقا للاطلاع عليها لحضور مبارك جلسة امس الاول متأخرا.. وتعهد رئيس المحكمة بتسليم مبارك صورة ايضا من اقوال ابراهيم عيسى عقب رفع الجلسة للاستراحة.
وعاود ابراهيم عيسى حديثه للمحكمة قائلا بأن قوات الامن بدأت في اطلاق المياه على المظاهرة لتفريقها وذهب عدد من المتظاهرين الى الشوارع الجانبية و عاد بعضهم لشارع الهرم بينما لجأ البعض للمسجد وانا كنت منهم ..وانتشرت قوات الامن في كافة الانحاء بميدان الجيزة و اعلى كوبري الجيزة وتزايدت اعداد المتظاهرين في الهرم و شارع ربيع الجيزة.. وبدأت قوات الامن تطلق الغاز على المتظاهرين و عندما حاولنا الخروج من المسجد للانضمام الى المظاهرات للشوارع المحيطة بدأت قوات الأمن في إلقاء قنابل الغاز على ساحة المسجد ثم المسجد نفسه مما اصاب الكثيرين بالاختناق و لجأ البعض الى الدور العلوى بالمسجد و سطح المسجد واستمر المشهد على ذات التفاصيل حتى آذان العصر ..وعقب الصلاة كانت الادخنة تملأ المسجد ومحاولات الاحتماء داخله قد جعلته في حالة من الازدحام الشديد خرجت من باب المسجد الرئيسي وذهبت الى ميدان الجيزة.. حيث طلبت من احد الضباط ان التقي فورا بالمسئول عن الوضع الامني بالميدان فاخبرني انه اللواء أسامة المراسي مدير أمن الجيزة وقتها.. واخبرني بانه موجود في ساحة معروفة في ميدان الجيزة باعتبارها موقفاً للسيارات فاتجهت اليه دون ان يمنعني احد حيث قمت بتعريف نفسي للواء المراسي واخبرته ان الوضع داخل المسجد في منتهى الصعوبة و انني اخشى على حياة الدكتور البرادعي تحديدا وطالبته بالسماح لنا بالخروج من المسجد لعدم التعرض لأزمات صحية ..فوعدني انه سيفعل بمجرد هدوء الاوضاع لكنني طلبت منه التدخل الفورى حتى لا يتفاقم الوضع و ينتهي الى نتائج مزعجة .
ثم عدت الى المسجد مرة اخرى وبلغت البرادعي الذي كان قد بدت عليه علامات الاعياء كما بدت على كثيرين في داخل المسجد خصوصا من كبار السن.. وأبلغت البرادعي بما دار مع المراسي ..ثم تركت المسجد مرة اخرى وانطلقت للميدان حيث كنت موجوداً أمام الباب الجانبي من المسجد المطل على الشارع القادم من منطقة الهرم ..حيث توجد اعداد غفيرةتحاول الدخول للميدان بينما أنا أتابع قوات الأمن وهي تتصدى لها باطلاق قنابل الغاز نحوها فبدأ بعض المتظاهرين في إلقاء حجارة على قوات الأمن التي لم تكن في محيط تتعرض فيه للاصابة بهذه الحجارة.. بينما كانت الحجارة تصل الينا أمام المسجد.. فذهبنا منطلقين مع بعض المتظاهرين حيث التجمعات قادمة من الهرم وطلبنا منهم ان يتوقفوا تماما من إلقاء الحجارة فاستجابوا وهتفوا سلمية سلمية وعدنا مرة أخرى الى محيط المسجد وكانت الساعة اوشكت على الرابعة تقريبا يومها .
فإذا بنا نرى قوات الأمن هي من تفتح صفوفها و تسمح بعبور المتظاهرين الى شارع مراد في الوقت الذي سارع بعض الزملاء و طلبوا مني الحضور للمسجد حيث سأل عني عدد من افراد الشرطة وحين لم يجدوني ابلغوا البرادعي ان يستقل سيارته و يخرج من الميدان و حيث وصلت كان بالفعل البرادعي استقل سيارته و بصحبته اسامة غزالي حرب فابلغته ان الطريق سار مفتوحا الى شارع مراد و طلبوا مني ان اصطحبهم في السيارة و لكنني قلت لهم سأذهب مع المتظاهرين سيرا على ميدان التحرير.
وقال إبراهيم عيسى انه توجه بعد ذلك بصحبة باقي المتظاهرين الى ميدان التحرير و ان قوات الامن لم يعد لها اي مظهر من مظاهر وجودها في ميدان الجيزة وفي شارع مراد و استمررنا في طريقنا لميدان التحرير وانطلقنا في مظاهرة سلمية تماما و لم يكن فيها اي تواجد شرطي ولا أي مظهر من مظاهر العنف حيث قمنا بالمرور على كنيسة شهيرة بشارع مراد فوجدنا شباباً من المتظاهرين يخرج من التظاهر لينظموا طابورا فيما بينهم امام الكنيسة لتأمينها منعا لأي اقتراب محتمل او متوقع..واستكمل الآلاف سيرهم في الميدان وكانت المرة الاولى التي ردد فيها المتظاهرون هتافات الشعب يريد إسقاط النظام ..حيث كان يعد الهتاف الوحيد الذي نسمعه في حين ان بعض المتظاهرين حملوا لافتات تحمل شعارات مختلفة وغير موحدة معارضة على ممارسات الداخلية وأمن الدولة وحمل البعض الاخر لافتات تحمل شعارات اجتماعية مثل البطالة والغلاء .. ومررنا بمنطقة كوبري الجامعة حيث مقر السفارة الاسرائيلية ولفت نظرى انه لم يتوجه احد إليها و قوات الامن واقفة ..ثم مررنا بمنطقة مديرية أمن الجيزة حيث لم يكن هناك تواجد للشرطة امام المديرية ولحظات ولاحظنا سقوط لافتات معلقة على مقر الحزب الوطني المواجه لمديرية الامن ورغم انني كنت في المظاهرة لم ار من اسقط تلك اللافتات واستمرت المظاهرة و اكتشفت تضخم عددها وزيادة حجمها حتى قدرتها مع بعض المتظاهرين ولم اعرف احداً منهم على الاطلاق بمئات الآلاف حيث كانت تملأ شارع مراد الى مديرية امن الجيزة و توجهنا الى كوبري الجلاء حيث وجدنا اعداداً ضخمة من تظاهرات اخرى قادمة من اماكن اخرى و تجمعنا عند الكوبري ووصل حجم الحشد الى كوبري قصر النيل وكان الازدحام رهيبا و الاعداد هائلة و بدأنا مرة اخرى نرى قنابل الغاز وهي تلقى من قوات الشرطة من مدخل كوبري قصر النيل وبوابات الاوبرا.. وفي هذه اللحظات كنت ارى متظاهرين يحملون على اكتافهم شبابت ينقلونهم خارج كوبري الجلاء وأخبرني المتظاهرون بانهم اصيبوا و كنا نسمع عن قتلى ولم اتحقق عن القتل او الاصابات حيث لم تكن في استطاعتي في هذا الزحام الهائل و العدد الكبير من الشباب والمتظاهرين يحيطون بي لحمايتي من اثار الغاز أو غيره ..فلم اتبين سوى ما وصل الى سمعي من اصابات وقتل وبينما كان بعض الشباب يقدم لي فوارغ رصاص او خرطوش وقيل لي وقتها رصاص حي ولم اكن خبيرا في الزخائر ولم اتحقق من دقة المعلومات وانا وجدت العديد من قنابل الغاز ملقاة على الارض وأقدامنا تتعثر بها في كل خطوة .. ووصلنا الى وسط القاهرة وكانت قوات الامن قد تراجعت من كوبري قصر النيل و اخلت المكان فأكملنا المظاهرة والمسيرات حتى وصلنا الي حدود ميدان التحرير من المنطقة المحيطة مبنى جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية القديمة منذ صلاة المغرب..وانه نتيجة قنابل الغاز كان الوصول صعبا الى الجامعة الامريكية وتم اطلاق الاعيرة النارية علينا من اعلى سطح الجامعة الامريكية وهو ما مثل خطرا على حياتنا فوقفت عند مبنى جامعة الدول العربية حيث نسمع و نرى الدخان و الغاز في محيط الميدان من قبل الجامعة الأمريكية.
وتقابلنا مع بعض المتظاهرين وعلمنا باقتحام مقر الحزب الوطني بكورنيش النيل و توجهت الى هناك و شاهدت عددا من المتظاهرين يخرجون من المبنى و يحمل بعضهم مقاعد وأجهزة تكييف و بدأت النيران تظهر في المبنى في الوقت الذي كانت سيارة الامن المركزي تندفع ناحية شارع قصر النيل وحاول بعض المتظاهرين ملاحقتها إلا أن السيارة انحرفت الى الجزيرة بين الطريقين.
وقال ابراهيم عيسى بانه عندما نزلت القوات المسلحة للشارع لتأمين المتظاهرين كانت الاتصالات قد قطعت ووقفت سيارات الجيش بكورنيش النيل ولم تظهر بداخل الميدان ثم بعد ذلك توجهت لمنطقة الدقي سيرا على الاقدام ثم عدت لمنزلي و اختفت الشرطة و ظهرت قوات الجيش وانه يوم 28 يناير حاول بعض المتظاهرين الاعتداء على سائق سيارة شرطى و لكننا تدخلنا بسرعة وأبعدنها عنه و ترك السائق سيارته وخلع ملابسه و فر هاربا ..وعدت الى الميدان مرة اخرى وربما الساعة الثانية صباحا حيث لم يكن هناك تدخل أمني وهدأت الادخنة ولم يعد موجود قوات محيطة بالميدان.. ونجح المتظاهرون في السيطرة على الميدان تماما ..وظللت انزل الى الميدان يوميا عدا يوم موقعة الجمل 2,3 فبراير..وعقب نهاية يوم الجمعة بدأ المتظاهرون يصفونها بانها ثورة .. وبدأ الميدان يدور نفسه بنفسه سواء من تحويله بعضه الى منصات وإذاعات والبعض الآخر حفلات سمر وتجمعات ثم بدأت فكرة التخييم تطرح نفسها و بات المعتصمون بالميدان وزادت الفكرة يومي 30,31 يناير 2011.
وأضاف بأن إجابته على المتظاهرين خلال فترة تواجده بالميدان تمثلت من يوم 28 يناير في رحيل النظام و لن نترك التحرير الا بعد رحيل النظام و ان الميدان تحول الى مزار سياسي بمعنى ان شخصيات كثيرة لم تكن محسوبة على الدعوة بدأت تظهر في الميدان و تنضم الى ما يجرى فيه من مؤتمرات او امسيات او حوارات و لانه لم تكن هناك مرجعية واحدة ولا واضحة للثورة فقد كان باب الاجتهاد مفتوحا حتى نعتبره في ظني ارتجالا وعشوائية وانطبق على الميدان كما على الثورة في حينها ما يمكن التعبير عنه بوصف ان لها ألف باب و انها بلا قيادة و من ثم كانت الجموع في الميدان لها الكلمة العليا بالهتاف و بالشعارات التي كانت ترفض اي حلول يطرحها غيرها .
وأكد ابراهيم عيسى انه في ميدان الجيزة اطلقت قوات الامن على المتظاهرين فقط المياه و قنابل الغاز و على كوبري الجلاء حتى ميدان التحرير لم أر إلا الغاز بينما سمعت من المتظاهرين حين اسأل عن هذه الاجسام المرفوعة على الاكتاف يقولون بانهم مصابون و احيانا قتلة برصاص ولكنني لم ار الرصاص و لم ار الاجساد و لكنني كنت اسلم بانهم مصابون و قتلى و لم ار بعيني طلقات الرصاص ورأيت فقط المصابين والقتلى وكان عددهم 4 حالات جاءوا من منطقة الاوبرا.. وانا لست خبيرا في الاسلحة لمعرفة انواعها او انواع زخائرها وكنت ارى قوات تحمل اسلحة و لم اعرف نوعها لأني اعرف فقط شكل قنابل الغاز ..و ان احد الضباط بميدان الجيزة قال له انا بحبك يا استاذ ابراهيم و لكن ابعد عننا و لما رفضت اطلق علي و على باقي المتظاهرين المياه و يارب يكون لسه بيحبني لحد دلوقتي ..وانا لم اشاهد اطلاقا لأي رصاص.
وأكد الشاهد بانه شارك قبل ثورة 25 يناير في العديد من التظاهرات و خاصة امام نقابة الصحفيين و لم يشاهد فيها اطلاق اي أعيرة نارية أو رصاص.. وانه لابد من التفريق بين المتظاهر و بين الحرامي الذي قام بسرقة محتويات مبنى الحزب الوطني.. وانه لم يشاهد من اطلق الاعيرة النارية من على سطح الجامعة الامريكية.. وأن المشاركين في التظاهرات لم يرتكبوا اي عنف ولم يقوموا باي عمل تخريبي ..و عندما سالت عن سبب وفاة بعض المتظاهرين وصل تحليلي بأنه بسبب الغاز ممكن و بسبب الخرطوش احتمال اخر .
وقال ابراهيم عيسى في شهادته امام هيئة المحكمة انه من الممكن و المحتمل ان تكون هناك جبهة بالميدان ارادت رفع درجة الغليان و النقمة على النظام وان تلك الجهات هي معادية وهي التي ترغب في اسقاط الدولة و ليس النظام فقط.. لان النظام هو أداة الحكم بينما الدولة هي مؤسسات بجميع انواعها الحكم في الدولة.. وان هؤلاء سعوا الى اسقاط الدولة مع الحكم.. وانه من الواضح في 28 يناير ان ثمة ايادى اقرب ربما تشارك في الموقف ورغم عدد من رموز النظام السابق وربما اعلمه يقينا الا ان درجة المصداقية التي كانت عليها هذه الرموز وقتها لم تكن تدفعنا الى التسليم بما يقول ثم ان توجيه الاتهام الى جهات معادية اخترقت البلاد واخترقت حدودنا واقتحمت سجوننا كان دليلا على ان ادارة شئون البلاد وقتها لم تحم حدود هذا الوطن ..اي ان الارتكام وقتها الي جهات منظمة او معادية قامت باعمال الشغب والعنف وارهاب كنا نتلاقاه باحساس يضاعف حجم الغضب فكيف للنظام ان يستمر و هو لا يحمي حدود بلاده ..و ان تلك الجهات لجات لزجاجات المولوتوف و هي الظاهرة الغريبة التي شهدها لاول مرة الشارع المصري من اجل ارتكابها اعمال العنف و الإرهاب.
وأشار عيسى الى ان الجهة التي وراء ذلك حسب اطلاعه ومن خلال القضية التي نظرت بمحكمة جنح مستأنف الاسماعيلية تشير بالاتهام الى جماعة الاخوان المسلمين وتنظيمات التي استعانت بها لاختراق حدود مصر و تنفيذ مخططها لضرب امن مصر و السيطرة على مقالدها من خلال تنظيم حماس بغزة و حزب الله .
وبسؤال القاضي له عن شهادة اللواء المرحوم عمر سليمان في القضية بجلساتها السابقة ان اصابة المتظاهرين قد وقعت بسبب اطلاق الاعيرة الخرطوش كان مرجعها قوات اخرى غير قوات فض الشغب ..فرد ابراهيم عيسى قائلا الاحتمال بشهادته يحتاج الى دليلا.. وان خطة الشرطة تمثلت في منع المتظاهرين من التجمع في ميدان التحرير واستخدمت الحواجز و الغاز و حصار المكان لمنعهم.. وبرأ عيسى المتظاهرين من قيامهم بارتكاب عنفت او تخريب و ان تلك الايدي الاثمة التي ارتكبت و مارست التخريب كانت مدفوعة من جماعة الاخوان او مندفعة نتيجة درجة الاثارة التي لجات له هذه الاتجاهات لجذب عناصر و افراد ليسوا من قلب هذه المظاهرات الشعبية ..بل على حوافها من غوغاء دفع بهم الى دائرة العنف و هي شاركت في الثورة لأهداف صارت واضحة للشعب المصري كله.
وأشار عيسى الى انه لا يتصور منطقيا ولا يعتقد ان مبارك اعطي أوامره بقتل المتظاهرين لانه لا يمكن لرئيس مصري وطني ان يصدر هذا القرار ووصف عيسي قرار قطع الاتصالات بانه فاشل وان قرارات الرئيس الأسبق مبارك كان متأخرة لكن قراره بالتخلي عن الحكم مهما وتاريخياً ويستحق الاشادة حتي وان كانت هناك معارضه لسياسات حكمه لكن هذا القرار كان جرئ ووطني أما بالنسبة لتكليفه المجلس الاعلي للقوات المسلحة فلا اتصور انه دستوريا وأري انه كان مفتاحا للازمات التي لاحقته وأكد عيسي ان الوطن دولة لم تكن علي احلام شعبها وشعب لم يكن علي اليقظة الكاملة وطرف العصابة الارهابية وبسؤال عيسي حول إذا كان من وجهة نظره لوزير الداخلية ان يتخذ قرارا بمفرده للتصدي للمظاهرات دون الرجوع الي رئيس الجمهورية أجاب عيسي انه بما عرف في مصر بصرامة الالتزام بالقيادات العليا ان ينتهك أمرا أو يقوم بأمر إلا وكان مدرك انه هناك رضا عن القرار . وأشاد «عيسى لمبارك قائلا:»رغم اننى اختلف مع الرئيس الاسبق مبارك سياسيا ولكنى أشيد له بالوطنية وانه أغلق باب الدماء بقراره بالتخلى عن منصبه.