علاء وليد- الأناضول: دافع الشيخ معاذ الخطيب، أول رئيس للائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد السبت، عن موقفه الداعم لحضور المعارضة السورية لمؤتمر جنيف2 الخاص بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وفي تعليق له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، السبت، ردّ الخطيب على بعض المهاجمين له بعد نشره على الصفحة نص تصريحات أدلى بها، أمس الجمعة، يدعو فيها المعارضة السورية لحضور جنيف2، بالقول “من لا تتحمل عقولهم فهم الكلام أصلاً ولا يوافقون عليه، هل يمكن أن نطلب منهم فقط يتكلموا من دون سباب لأن الحق لايحتاج إلى سوقية وابتذال”.
وقال الشيخ معاذ الخطيب، في لقاء مع موقع (الجزيرة نت) ، نشره الجمعة، إن مؤتمر جنيف2 المزمع عقده في سويسرا 22 يناير/ كانون الثاني، لم “يُصنع لينجح بل لتمرير تفاهمات دولية”، دون أن يشير إلى معالم أو أطراف تلك التفاهمات، مؤكداً أنه مع حضور المعارضة للمؤتمر، بالقول “إذا سألتني إن كنت أؤيد مقاطعته فسأقول لك لا”، حسب تعبيره.
وأضاف بالقول “علينا اقتناص كل فرصة وتحويلها لصالحنا، فالنظام كسب نقطة لصالحه بقرار البعض الانسحاب، والحكمة تقتضي أن نضغط على المجتمع الدولي ونجمع القوى المدنية والعسكرية لدعمنا، أما المقاطعة فهي أسهل الحلول للتخلي عن المسؤولية”.
واعتبر الخطيب الذهاب إلى جنيف2 بدون كفاءة مناسبة هو “مأزق كبير”، والمطلوب هو الذهاب إلى المؤتمر بـ”طاقم تفاوض قوي يملك رؤية واضحة ويتمتع بالتوافق، وعندها سنقلب الطاولة على النظام لأنه أضعف مما نظن”.
ورأى الخطيب أن النظام يحاول كسب الوقت، والمعارضة لا تقوم بدور سياسي يجعل القرار في يد السوريين وحدهم، بل “تتسول الدعم السياسي من بعض أصدقائها الافتراضيين، والذين لم تفهم حتى الآن أن بعضهم من داعمي النظام”، لم يضرب أمثلة على من يقصد بكلامه.
ويأتي تصريح الخطيب في ظل انقسام حاد في صفوف المعارضة السورية من المشاركة بجنيف أو عدمه؛ الأمر الذي دفع نحو ثلث أعضاء الائتلاف السوري أكبر مظلة للمعارضة السورية إلى الانسحاب من الائتلاف الأسبوع الماضية، وكانت أحد الأسباب المعلنة لذلك الانسحاب هو موافقة بعض الأطراف داخل الائتلاف المشاركة في جنيف.
ولاقت آراء ومبادرات الشيخ الخطيب التي أطلقها قبل أشهر ودعا فيها لإجراء حوار مشروط مع النظام السوري، استهجانا واسعاً من قبل أعضاء المعارضة السورية، وصلت إلى ممارسة ضغوط عليه دفعته للاستقالة من منصبة كرئيس للائتلاف مارس/ آذار 2013.
وأعلن معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف السوري في مايو/ أيار الماضي عن مبادرة لحل الأزمة السورية ووقف الحرب الدائرة تضمن الخروج الآمن لرئيس النظام بشار الأسد مع 500 من أقربائه، كما تقضي باستمرار الحكومة الحالية بشكل مؤقت على أن تعقبها حكومة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأكدت المبادرة على ضرورة “إطلاق جميع المعتقلين السياسيين من السجون والمعتقلات فور قبول المبادرة، وتجديد جوازات السفر لجميع السوريين المقيمين في الخارج لمدة سنتين.
كما أعلن قبلها الخطيب في فبراير/ شباط عن مبادرة للحل تضمنت “التفاوض مع موفدين ذوي صلاحية من قبل النظام السوري، ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء وتوفير خروج آمن لبشار الأسد يؤدي لرحيله دون محاسبة”، الأمر الذي لاقى رفضاً واسعاً من قبل النظام وكذلك من قبل المعارضة السورية وخاصة المجلس الوطني، أبرز كتل الائتلاف الوطني، فيما رحبت بها عدة أطراف دولية.