كتب “ديفيد إغناطيوس” في صحيفة “واشنطن بوست” عن اللعبة التي تلعبها إيران في العراق. ورأى أن طهران قامت بعملية سرية كبيرة وذكية، بحيث جعلت من المالكي والعراق تابعين لها، مما أدى لتهميش السنة ودفعهم نحو التطرف.
ويقول إن ما هو مأساوي أن انزلاق العراق نحو المحور الإيراني والحرب الأهلية توقعه الخبراء الأمريكيون داخل الإدارة، حسب مسؤول أمريكي سابق. ويقول إن النزاع في العراق والآثار الخطيرة التي سيتركها على الأمن القومي الأمريكية كان يمكن تجنبها.
ويقول إن المفارقة الساخرة هي أن العراقيين صوتوا عام 2010 لإسقاط المالكي لصالح إياد علاوي، ولكن الأمر انتهى، كما يقول، وبدعم من الإيرانيين ومصادقة أمريكية لصالح المالكي.
وقد تبنت حكومة المالكي نوعا من السياسة الانتقامية، فقد تخلت عن وعدها بمواصلة دعم ودمج الصحوات التي عملت مع الجنرال ديفيد بترايوس لمواجهة القاعدة وإخراجها من الفلوجة. فيما انفجر غضب السنة بعد ما رأوه من تحول المالكي إلى أداة في يد الإيرانيين.
ويقول “إغناطيوس” إن العملية السرية في العراق أدارها قاسم سليماني، قائد لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني، وتضم عددا من المسؤولين الشيعة حول المالكي، وانتفع سليماني من العلاقات الأمنية التي تعود إلى 40 عاما.
واعتمد على قادة عراقيين من الميليشيات، مثل عبدالمهدي المهندس، الذي ساعد في الهجوم على السفارة الأمريكية في الكويت عام 1983 ويقود الآن كتائب حزب الله.
وهناك قيس الخزعلي المتهم بقتل مارينز أمريكيين في كربلاء عام 2007 ويقود عصائب الحق، أما المجموعة الشيعية الثالثة فهي “كتائب اليوم الموعود”، وبناء على أمر من القيادة السرية الإيرانية، فقد تم إرسال مقاتلين من كافة الكتائب لقتال الكتائب السنية هناك.
ويقول الكاتب إن إيران كان بإمكانها استخدام العراق كنقطة انطلاق لدعم الرئيس السوري الأسد، وذلك بسبب تعاون وزير النقل العراقي هادي العامري، الذي قاد قوات بدر الموالية لإيران.
وبعد استعراضه للتطورات الأخيرة، أشار إلى الانتخابات القادمة في العراق، وكما هي حال إيران المعروفة بتكتيكها البارع، يقال إنها بدأت تتخلى عن المالكي ويجري البحث عن وكيل جديد لها في بغداد.
هذا في الوقت الذي بدأت فيه واشنطن بتزويده بالاستشارات والأسلحة، مشيرا إلى قدرة الإيرانيين وبراعتهم على المناورة في اللعبة العراقية، وهو ما لم يكن بمقدور الولايات المتحدة مضاهاته.
وثمة إشارات من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس عن إمكانية تسريع نقل مروحيات أباتشي ـ إي أتش 64 للعراق لضرب الثورة السنية. وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية، بوب مينديز، قد عرقل تسليمها للعراقيين من دون تأكيدات من عدم استخدامها ضد المدنيين أو لاستخدامها في نقل أسلحة للجيش السوري.
وكان مينديز قد تلقى رسالة من ثلاث صفحات من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، واتصالا من الخارجية الأمريكية، ومع أن الرد لا يزال نفسه الذي تلقاه المالكي والخارجية الأمريكية من اللجنة سابقا، لكن هناك اعتراف داخل أعضائها بدور هذه الطائرات لمكافحة القاعدة في الأنبار.
وكانت الإدارة قد اقترحت بيع ما بين 20-30 مروحية أباتشي، وبسبب المدة التي تأخذها عملية بناء هذه المروحيات، فقد اقترحت تأجير 10 منها، حيث يرى المسؤولون أن هذه الطائرات قد تكون مفيدة في ملاحقة القاعدة.
خدمة العصر