أكدت صحيفة بريطانية أن وضع الرئيس المنتخب محمد مرسي في السجن ليس قانونيًّا فحسب، وإنما هو عمل غير أخلاقي أيضًا، مؤكدة تلفيق الانقلابيين لعدد من التهم الباطلة للرئيس مرسي، والذي تأجلت محاكمته بزعم سوء الأحوال الجوية.
وفي مقال نشر على صفحاتها أمس بعنوان “سندفع جميعًا ثمن سحق الديمقراطية في مصر”، ذكرت صحيفة تليجراف البريطانية أن النظام القمعي الوحشي للانقلاب يجعل من المستحيل مشاركة الإسلاميين في الحياة السياسية، محذرة من أن ممارسات حكومة الانقلاب قد تدفع الإسلاميين للجوء إلى التنظيمات العنيفة مثل تنظيم “القاعدة”.
وقال بيتر أوبورن في مقاله للصحيفة: “لقد عدت لتوي من القاهرة في رحلة مقلقة للغاية، مقارنة بما رأيته في صيف 2011؛ عندما تجمعت الحشود في ميدان التحرير حيث كان كل شيء ممكنًا – كالأمل والسعادة – عقب إسقاط الرئيس المخلوع مبارك”.
وتابع: “الآن وعقب الانقلاب العسكري.. الاحتجاج يعاقب عليه بالسجن.. والخطف شائع.. والتعذيب روتيني.. المتظاهرون يقتلون بالرصاص.. والرئيس المؤقت (عدلي منصور) هو مجرد دمية، ووزير الدفاع (عبد الفتاح السيسي) هو من يدير البلاد بشكل حقيقي”.
وأشار “أوربون” إلى أنه من المتوقع بقوة أن يترشح (السيسي) لانتخابات الرئاسية التي ستجرى في هذا العام في موعد لم يتم تحديده إلى الآن، بعد أن كشفت تسريبات للسيسي بأنه أخبر أصدقاءه عن سلسلة من الأحلام – يعود تاريخها لعقود – بحكمه لمصر!!.
وأضاف (أوربون) أن جماعة الإخوان المسلمين التي فازت في انتخابات حرة ونزيهة بالرئاسة تتعرض للقمع من قبل الانقلاب الذي أصدر قراره باعتبار الجماعة إرهابية، لافتًا إلى الحملة القمعية التي تتعرض لها الجماعة وأعضاؤها وأنصارها وحبس جميع القيادات.
وقال (أوربون) ساخرًا: “لم أحاول خلال زيارتي مقابلة أي شخص من الإخوان المسلمين؛ ليس خوفًا فقط على سلامتي الشخصية، ولكن لأنه يمكن أن ينتهي بي المطاف في السجن مثل طاقم الجزيرة الذين اعتقلوا نهاية الشهر الماضي!!”.
وتابع (أوربون): “بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة إن لم يكونوا مشاركين بشكل مباشر في الانقلاب العسكري؛ فهم متواطئون فيه”، لافتًا إلى عدم ذكر وزير الخارجية البريطاني “وليام هيج” وزير الخارجية البريطاني لكلمة “انقلاب”، واعترف بالنظام الجديد، مضيفًا أن “جون كيري” وزير الخارجية الأمريكي ذهب إلى أبعد من ذلك وأشاد في تصريحات إعلامية بالسيسي وقال: إنه “يستعيد الديمقراطية!!”.
ولفت التحليل إلى مجزرة فض اعتصامي “رابعة العدوية” و”النهضة” التي خلفت أكثر من ألف قتيل وآلاف المصابين بالرصاص، مشيرًا إلى تعمد قوات الانقلاب للقتل الجماعي للمتظاهرين وسحق الجثث بالجرافات، مؤكدًا عدم إجراء أية تحقيقات في هذه الجرائم.