وطن ـ لم تهدأ الضجة إلى الآن التي احدثتها قصة وقوع الطفلة لمى الروقي في بئر مهجور وخصوصا بعد العثور على اشلاء متقطعة من جسدها وهو ما اعتبره البعض ناتج عن حفريات الدفاع المدني والبعض الآخر يعتقد ان جسد الطفة قد تحلل على مدى ما يقرب العشرين يوما.
وقد جاء تصريح مدير الدفاع المدني بتبوك اللواء مستور الحارثي ليزيد الطين بلة اذ أوضح أن عمليات الحفر بدأت من يوم (الثلاثاء) من قبل الدفاع المدني بمشاركة شركة أرامكو والجهات المساندة في الموقع، مشيرا إلى أن العمليات قد تحتاج لأكثر من 40 يوماً، قبل تسليم الموقع لرجال الدفاع المدني للبحث عن أشلاء الجثة.
وأشار إلى أنّ الدفاع المدني عثر على أجزاء من أشلاء الطفلة “لمى الروقي”، بعد العثور على دمية الطفلة، لافتا إلى أنه تم عرض الدمية على خال الطفلة، مراعاة لظروف والدها النفسيّة.
وأكد الحارثي عدم صحة ما أشيع عن طلب شركة أرامكو مبالغ مالية للمشاركة في البحث، لافتاً إلى أنها ساهمت مساهمة وطنية، وأن تواجد أرامكو هو لمساندة عمليات الدفاع المدني في البحث عن الطفلة، ومنوها إلى أن العمل جارٍ لتمكين الحفار التابع لشركة أرامكو من النزول في العمق لحفر بئر بعمق 80 متراً.
أمير منطقة تبوك وسط العاصفة
من ناحية اخرى هاجمت وسائل إعلام سعودية أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان بن عبدالعزيز والمسؤولين في الدفاع المدني السعودي، محملة إياهم مسؤولية وفاة الطفلة لمى الروقي، التي وقعت في بئر بمنطقة تبوك منذ أزيد من أسبوعين.
وكتب الصحافي شقران الراشيدي في صحيفة “سبق” مقالا بعنوان يا أمير تبوك.. تعاطفكم من المكتب مع أسرة لمى لا يكفي فالثقة الملكية لا تتجزَّأ”، محملا إياه مسؤولية العجز عن إنقاذ وانتشال الطفلة لمى.
وأضاف “قصة لمى الروقي التي اعتصرت قلب كل سعودي ألما وحزنا يبدو أنها لم تكن كافية لأمير المنطقة، ليقف على جهود ومحاولات إنقاذها مما كان – لو حدث – سيعزز المعنويات وربما يدفع إلى حراك أكبر”.
ورفض “غياب” الأمير عن المشهد رغم أن القضية أصبحت وطنية، مشيرا أن “أمير تبوك لم يقم بزيارة موقع البئر التي ابتلعت الطفلة لمى، ولم نشاهد أو نسمع أو نقرأ أن أمير المنطقة تفضل مشكورا بالوقوف على عمليات الحفر، ومتابعة الجهود المبذولة في إنقاذها”.
وخاطب شقران الراشيدي الأمير قائلا “أنت المسؤول الأول والأخير في المنطقة عن أي حادثة، أو كارثة، أو مأساة تقع لمواطني تلك الإمارة، فالثقة الملكية لا تتجزَّأ”.
إعلاميون: الدفاع المدني فشل في إنقاذ لمى
وانتقد إعلاميون سعوديون فشل بلادهم في إنقاذ الطفلة لمى الروقي، مؤكدين أن “الدفاع المدني يفتقر إلى الخبرة وحسن إدارة الإمكانيات المتوفرة”.
وكتب الصحافي ناصر المرشدي في صحيفة “الشرق” أن “الإمكانات المادية -وهي الأهم- متوفرة، لكن الأهم حسن إدارتها، الذي لو توفر لجلب كل الأدوات اللازمة، واستورد خبرات الدول التي سبقتنا، لنختصر الزمن، ونحد من خسائرنا من مثل هذه الحوادث”.
وأضاف “قوى الدفاع المدني البشرية الميدانية هل لها نصيب من الابتعاث، لتكتسب الخبرات وتنقل التجارب وتطبقها على أرض الواقع؟ إذا كانت الإجابة لا، فما فائدة ابتعاث مسؤول إداري لا جدوى من ابتعاثه سوى تزيين مكتبه بالشهادات والصور التذكارية؟”
بنفس اللهجة الغاضبة كتب الصحافي فهيد الفهيم مقالا بعنوان “الدفاع المدني.. الاعتراف بالفشل بداية النجاح”، منتقدا أداء الدفاع المدني منذ بداية تفاعل قضية لمى الروقي حتى تحولها إلى قضية وطنية في السعودية.
وقال إنه “يجب أن نعترف أولا بفشل الدفاع المدني في التعامل مع هذه الكارثة مهما كانت المبررات، فالقول إنهم يعملون ليل نهار وبجهد خرافي لا يعني أنهم نجحوا، فالعبرة ليس بمشقة العمل، إنما بالنتيجة”.
وأضاف “ما يردده بعض الزملاء من أن الدفاع المدني يعمل وفق الإمكانيات الموجودة لديه، فهذا من وجهة نظري عذر أقبح من ذنب، فالدفاع المدني من المفترض أن يكون مهيأ للتعامل مع الكوارث (..) فنقص الإمكانيات خطأه وحده، فالاعتراف بنقص الإمكانيات ليس عذرا مقبولا”.
وبصحيفة “الوطن” طالب الإعلامي السعودي عبد العزيز قاسم الدفاع المدني بضرورة أن يتسع صدره للنقد. وشدد على ضرورة “الإفادة من كل الملاحظات والنصائح التي يوجهها الكتبة حيال أداء أفراد الدفاع المدني”.