كشفت مصادر سياسية جزائرية مطلعة النقاب عن أن زيارة وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز إلى الجزائر والتي جاءت عقب زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، تندرج في سياق إقناع الجزائر بضرورة تغيير موقفها من “الانقلاب العسكري” في مصر.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي الجزائري فيصل مطاوي في تصريحات إلى وكالة “قدس برس”، أن التصريحات الصادرة من المسؤولين الجزائريين عقب زيارة وزير الخارجية المصري، وتركيزهم على أن الجزائر معنية بالتعامل مع الدول وليس مع الأنظمة، وأنها ترغب في الحفاظ على الدولة المصرية من الانهيار يشير إلى بداية تغير في الموقف الجزائري تجاه عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، والاقتراب أكثر من التنسيق مع الرياض والقاهرة على الرغم من علاقة الجزائر الجيدة بالدوحة.
وأضاف: “السعودية معنية بأن يكون لمصر دور في إفريقيا، والجزائر لا ترغب في عزل مصر، ولذلك أعتقد أن الجزائر ستؤيد السلطة القائمة في مصر بالنظر إلى التحديات المشتركة التي تعترض البلدين، وعلى رأسها الحرب على الإرهاب والجماعات المتشددة. وستستعمل الجزائر الدبلوماسية الموازية وتتحاشى أن تتناقض مع مبدأ طالبت هي به، وهو عدم الاعتراف بالأنظمة الناشئة عن الانقلابات العسكرية”، على حد تعبيره.
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد استقبل أمس وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي أدى له زيارة مجاملة. واكتفى مصدر جزائري رسمي بالقول إنه تم خلال الاستقبال التطرق لمختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تطويرها كما تطرق الطرفان إلى الوضع السائد بالعالم العربي، دون المزيد من التفاصيل.