وطن – جرأة غير معهودة في المملكة العربية السعودية وتصريحات قد لا تصدق انها قد تخرج من شخصية كعضو مجلس الشورى السعودي وفي وسيلة إعلام سعودية.. فماذا قال هذا العضو؟:
“بعثت برسالتين إلى رئيس الديوان الملكي لمقابلته في أمور تخص البلد، لكني لم ألق أي رد. مجلس الشورى لا يخدم المواطن في الوقت الحاضر”. هكذا تجرأ عضو مجلس الشورى السعودي عبد العزيز العطيشان على توجيه انتقادات لاذعة لأداء المجلس متهماً إياه بالتقصير في أداء واجبه تجاه المواطن.
والمثير في الأمر أن تصريحات العطيشان جاءت لبرنامج “المجلس” على قناة الإخبارية السعودية، حيث اعتبر أنّ المجلس لا ينظر إلى القضايا ذات الصلة بالفقر والمرض والبطالة وهدر الأموال، معتبراً أنّ عقد جلستين للمجلس في الأسبوع غير كافٍ لمناقشة المواضيع المهمة، بل يجب عقده “3 أيام بالأسبوع على الأقل”، وتساءل: “لأي سبب قدمت السعودية 3 مليارات دولار إلى لبنان؟ لم لم يتم سؤال مجلس الشورى وأخذ رأيه في هذا الموضوع؟ فليجتمع 10 أو 15 عضواً من المجلس مع وزير الخارجية ولتتم مناقشة الموضوع قبلاً”، مضيفاً أنّ نسبة الذين يتملكون البيوت في مصر “الفقيرة والتي ندعمها أكثر من السعوديين”.
تصريحات عضو مجلس الشورى وجدت صداها مع انعقاد أولى جلسات السنة الثانية للدورة الحالية للمجلس. تأييد صامت من قبل عدد من أعضاء المجلس، الذين قام بعضهم بزيارة مكتب العضو قبل انعقاد الجلسة العامة، لتهنئته على الجرأة التي تحلى بها في طرحه، حسبما أشارت صحيفة “الوطن”، لافتة إلى أنّ عدداً من الأعضاء تحلقوا حول زميلهم العطيشان قبيل انعقاد الجلسة، معربين عن تأييدهم للطرح الذي ذكره حول أداء العمل في المؤسسة البرلمانية بالبلاد. ولدى سؤال أكثر من عضو حول ما طرحه زميلهم من آراء تجاه عمل المجلس، قال أحدهم بلغة عامية “أقدى فيهم” في إشارة دعم، بينما قال آخر “هو أشجع منا…وقد قال ما يعبّر عن رأي قطاع كبير”، بينما علق ثالث بالقول “لقد قال كلاما صحيحا، لكني تمنيت أن يتحلى ببعض الدبلوماسية في الطرح”.
وحول ردود الفعل التي أحدثتها تصريحاته الأسبوع الماضي، قال العطيشان في اتصال هاتفي أجرته معه صحيفة “الوطن” السعودية: يجب التأكيد أنّ لكل مجتهد نصيبا، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، وحديثي بمجمله كان يهدف للمصلحة العامة. لم أتلق أي فعل سلبي من الأعضاء على تصريحاتي، والبعض كان لهم تحفظ على مسألة التوقيت وجرأة الطرح والإثارة، وكل هذه الملاحظات تقبلتها بصدر رحب”.
وتابع: لقد أردت من خلال تقييمي لأداء وعمل مجلس الشورى أن أحرك المياه الراكدة من منطلق الآية القرآنية، (وذكر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين)، وهناك مثل شعبي يقول “البعير لا يرى عوج رقبته”. لو أني تحدثت بالإيجابيات لما استمع إلي أحد، ولكن السلبيات تتفتح عندها الآذان بشكل أكبر، موضحاً أنّ تصريحاته السابقة لا تعني بأي حال من الأحوال أنّ المجلس لم يقدم شيئاً خلال الفترة الماضية، لأنّ “الجميع يعلم أنّ 80 % مما أصدره من قرارات – والتي أسميها توصيات- تم الأخذ بها من قبل مجلس الوزراء”.
ومن أروقة المجلس إلى العالم الافتراضي، انشغل المغردون على موقع تويتر بتصريحات العطيشان، وأنشأ النشطاء وسم #الشعب_السعودي_يشكر_العطيشان، تبادلوا من خلاله التعليق على حديثه، حيث أيّد العديد منهم هذه التصريحات، فيما تساءل آخرون عن الجديد الذي قدمه العطيشان.
فقد قال البشري: “سمعته يقول إنّ مجلس الشورى لا يخدم المواطن ولا يعيش همه!! عجيب، لماذا هو موجود إذا؟!”، كما كتب أحدهم: “ما ذكره العطيشان أمور حساسة وصحيحة، وهي أحد أسباب غضب الشعب وأبسط حقوق المواطنين – العطيشان مثال للعضو الصادق”.
وغرّد تركي العجمي، قائلاً: “إذا لا تطبل وتنافق أنت غير مرغوب فيك، واقعنا مرير و لم يقل العطيشان إلا شيء بسيط فقط من الواقع”، أما محمد فقال: “واضح أنه كلام شخص مزعوج لأنّ التويجري لم يرد عليه”.
بدوره، قال عبد الكريم: “النقد البناء الهادف وسيلة إيجابية نحو التطور والاستمرار في كل شيء”.
كما علق سعود، قائلاً: “السؤال اﻷهم ..ماذا بعد؟ الخلل أصبح واضحاً للجميع.. ولم تعد مملكة الصمت.. كما كانت”، بينما غرّد أبو راكان، قائلاً: “ماذا قال لكم العطيشان من كلام يفيد الوطن؟ كلامه قاله الشريان ! الوطن يحتاج لحلول ملفات معروفة لدى المواطن!”.