كتب نجاح محمد علي : هددت حركة “عصائب أهل الحق في العراق” المملكة العربية بالسعودية برد صاعق على ما وصفته بتدخلات المملكة في العراق واتهمتها بأنها تقف خلف داعش وباقي التنظيمات الموالية للقاعدة والتي تقاتل في العراق.
وقال الشيخ قيس الخزعلي أمين عام الحركة، وهي أبرز الميليشيات العراقية التي تقاتل في سوريا الى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، إن على المملكة أن تعرف حجمها وأن بيتها أوهن من بيت العنكبوت وإن ردنا على تدخلاتها في العراق سيكون صاعقاً ويأتيها من حيث لا تحتسب.
وأضاف خزعلي في تصريحات خاصة لـ”ميديل ايست أونلاين” على هامش خطاب له بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي “هناك دولة خليجية تعمل على زعزعة الوضع في المنطقة ككُل والعراق بوجه خاص وهذه الدولة هي المسؤولة عن عمليات التفجير والقتل المروّع الذي يَشهدَهُ بلدنا وهي التي تدعم التنظيمات التكفيرية الظلامية كُل ذلك من أجل حسابات خوفها على وضعها الداخلي”.
وقال إن “الدول الإقليمية الراعية والداعمة لمشروع الفتنة في بلدنا ليست كثيرة وكعادتنا في تسمية الأشياء بمسمياتها، فالدولة الرئيسية التي تعمل على زعزعة الوضع وإشاعة القتل والدمار في كُل المنطقة والعراق بشكل خاص هي المملكة السعودية”.
واتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من جهته السعودية دون أن يسميها، بتفجير الأوضاع الأمنية في العراق واستمرار أعمال الارهاب التي تعصف بهذا البلد منذ سقوط نظام صدام في أبريل نيسان 2003.
وحذر المالكي قبل يومين “بعض الدول العربية التي تدعم الارهاب بانها ستكتوي من ناره”، كاشفا ان “دولة خليجية تدعم تنظيم داعش وأن هناك مخطط لتشكيل دولة مستقلة لتعلن اعترافها به”.
وقال الشيخ الخزعلي منتقداً عدم تسمية المالكي للسعودية بالاسم “على حكام الممكلة السعودية أن يفهموا جيداً أن بيتهُم أوهن من بيت العنكبوت وإذا كان السياسيون يسكتون أو يُجاملون لحسابات تتعلق بمصالحهم فإننا أصحاب الحلم الجميل وأصحاب السيف الصقيل، والإنسان العراقي لا يتحمل الضّيم والأذى كثيراً وهو إنسان شُجاع وقوي يَستَطيع أن يُدافع عن نفسه بالطريقة المناسبة والتوقيت المناسب، والعراق هو بلد المقاومة التي أذلت الإحتلال البريطاني عندما كُنتُم خانعين خاضعين مُتواطئين معهُ ، والعراق بلد المقاومة التي هَزَمَت الاحتلال الأميركي بينما كُنتُم تَستَنجِدون بِهِ وبقوّاته ليَحميكُم بطش صدام وهذا العراق الآن يَمتلك جيشاً تستطيع وبكُل سهولة أن يجعل أيامَكُم سوداء وأحلامكُم هباء” .
وأضاف الخزعلي مخاطبا السعودية، وهو يعلن تأييد العصائب للعمليات التي ينفذها الجيش العراقي في الأنبار “هذا الجيش هو الذي يتصدى الآن بكُل شجاعة إلى القوات الخاصة في جيشكم البائس وأقصُد بها تنظيمات داعش وهو الذي سيُذيقكُم طعم المرارة والهزيمة”.
وأشار الى وجود قوات تابعة لعصائب أهل الحق تقاتل في سوريا محذرا من مشروع مماثل يراد له أن ينفذ في العراق، قائلا “كان المراد بمشروع الفتنة هذا أن تكون نواته الجارة العزيزة سوريا بعد أن يَنهار الوضع فيها حتى تَتَمَكّن الجماعات المسلحة هُناك وتُسيطر على الأرض ومن ثُم تَنطَلِق إلى دول الجوار وفي مُقدمتها العراق”.
ورآى أن “هذا المشروع إلى الآن فَشَل ولم يَنجَح في سوريا، المحاولات الآن جارية لإيجاد موطىء قدم له في العراق وتواجد لهذه المجاميع التكفيرية وتشكيلات القاعدة وخصوصاً ما يُسمى بالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام”.
وأضاف “كان المفروض أنهُ بعد أن يبسُط هذا التنظيم داعش سيطرته على أجزاء من غرب العراق من خلال إخلائه من أي وجود للدولة بشكل تدريجي أن تبدأ المرحلة الثانية بإثارة الفتنة الطائفية أولاً من خلال الإعتداء على المراقد المقدسة لأهل البيت عليهم السلام في كربلاء والنجف الأشرف ومن ثُم العمل على إسقاط الدولة العراقية والعملية السياسية من خلال السيطرة على بغداد وباقي المحافظات”.
جيش المهدي
واتهم الشيخ قيس الخزعلي الولايات المتحدة وبريطانيا بالعمل على تفكيك الجيش العراقي ومنع العراق من امتلاك جيش قوي شارك في حروب تحرير فلسطين خاصة عام 1948 وذلك بزجه في حرب عدوانية مع الجمهورية الاسلامية “فسعوا بكُل جُهدهم بعد هذه الحرب إلى مُحاولات إنهائه أو إضعافه بحيث يصير إلى الدرجة التي لا يُشكل مَعَها خطراً عَليها وَعَلى مَصالِح حُلفاءها في المنطقة”.
وبين أن تدمير الجيش العراقي “حَصَل من خلال زَجّ الجيش العراقي في حروب مع جيرانه، حروب لا طائلة معها ولا فائدة فيها تسببت في إضعافه إلى دَرَجَة كبيرة إلى أن جاءتهُم الفرصة الذهبية بعد إحتلال العراق، لذلك فأول ما قامت به الإدارة الأميركيّة بعد احتلالها العراق أنها حلت الجيش العراقي وألغتهُ أصلاً، تَحقيقاً لرغبتها العارمة في الحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي الذي يُصرّحون أنهُ أحد أهم أعمدة الأمن القومي الأميركي، مُضافاً إلى ما نَعلَمَهُ نَحن أنهُ لأمور تَتَعَلّق بالمصلح الإمام المهدي المنتظر الذي سيقضي بمساعدة الأخيار على كُل الشر والظُلم في العالم وفي مُقدمتها الكيان الإسرائيلي الغاشم اللقيط وحليفته الولايات المتحدة الأميركية”.
وشدد الخزعلي على أن عصائب أهل الحق في العراق تفهم أن اسقاط نظام صدام كان الذريعة لمنع قيام دولة الامام المهدي المنتظر (الامام الثاني عشر الغائب كما يعتقد الشيعة الامامية)”.
وأوضح أن “تصريحات أعمدة النظام الأميركي من أقطاب اللوبي الإسرائيلي عندما كانوا يقولون إننا لم نأتي من أجل إسقاط صدام وإنّما جئنا من أجل مُحاربة إمارة الظلام التي سَتَظهر في العراق، وَيَقصِدون بها دولة الإمام المهدي عليه السلام (…) لذلك استمرت الولايات المتحدة الأميركية في مشروعها بإبقاء الجيش العراقي ضعيفاً من خلال التحكّم بقُدرتِهِ التَسليحيّة وَمَنعِهِ من إمتلاك إمكانيات تَجعَلَهُ يُشكّل أي نسبة خطر على مصالحها وفي مُقدمتها كما ذكرنا أمن الكيان الإسرائيلي”.
وأيد الخزعلي “المُحاولات الجادة” من المالكي (من حيث المبدأ بغض النظر عن التطبيق) للتخلص من عملية الاحتكار والتحكّم الأميركي بتسليح الجيش العراقي من خلال البحث عن مصادر تسليح أخرى حتى يعود الجيش قوياً مرة ثانية،”وهذا ما نحن في المقاومة الإسلامية نُحَييه ونُكبِرهُ في الإدارة السياسية في بلدنا”.
دعم الحكومة
ونفى زعيم عصائب أهل الحق وجود قوات تابعة له تقاتل في الأنبار وأكد أن زعماء العشائر السنّية هم من يقاتل الى جانب الجيش “ولولا المحاذير السياسية لكنا أول من قاتل داعش وباقي تنظيمات القاعدة هناك”.
وأضاف “ليعلم أبناء الجيش الأبطال أن كُل الأخيار من أبناء هذا الشعب مَعهُم وأن كُل الشُرفاء مَعَهُم وأن كُل الأصلاء معهُم ولا يهتموا لنباح الكلاب ولا لنعيق الغربان بل عليهم أن يَسمَعوا فَقَط لشعبهم وأبنائه وعشائره وقياداته الوطنية في كُل ما يؤدي إلى حمايتهم”.
وأعلن في الوقت نفسه دعم جماعته الكامل للحكومة برئاسة المالكي والاستمرار، كما قال “في طريق الدفاع عن الدولة ومؤسّستها والنظام والإستقرار ودعم الجيش والأجهزة الأمنية وأن يكون طريق التغيير والإصلاح هو الإنتخابات والعملية الديموقراطية”.
وأضاف “نَحنُ من جانبنا في المقاومة الإسلامية في العراق في الوقت الذي نُحافظ فيه على جهوزيتنا الكاملة للتصدي إلى أي خطر يُهدّد بلدنا الحبيب وأبناء شعبه بمختلف إنتماءاتهم وأديانهم ومذاهبهم وقومياتهم إذا دعت الحاجة إلى ذلك فإننا في نفس الوقت نؤكّد على ما أكدنا عليه سابقاً أنه ما دامت الدولة موجودة والأجهزة الأمنية موجودة والجيش والشرطة موجودين فليس عندنا سلاح نحمله بل وظيفتنا وتكليفنا دعم الجيش العراقي والأجهزة الأمنية العراقية”.
براءة من القتل
وأعلن الخزعلي الذي تتهم جماعته بقتل السنة خصوصاً في البصرة استعداد جماعته للقتال الى جانب سُنة العراق الكرماء ضد داعش والقاعدة و”باقي التنظيمات التكفيرية”.
وقال مخاطبا السنة “ليس صحيحاً أن الذي يستهدفِكُم ويقتلكُم هُم الشيعة كلا فإن أتباع أهل البيت مُستعدون أن يُشاركوكم في قتالكُم ضد القاعدة وتنظيماتها وتختلط دماؤهُم بدمائكُم كما شاركوكم سابقاً في قتالكُم ضد الإحتلال الأميركي في مدينة الفلوجة كما أنتم شاركتم في النجف الأشرف وإختلطت دماؤهُم بدمائكُم، فعلينا أن نؤمن جميعاً بأننا أبناء بلد واحد ودين واحد يُحرّم فيه قتل المسلم للمُسلم ما دام يشهد أن لا إله إلا الله وأن مُحمّد رسول الله”.
وقال الخزعلي إنه يتبرأ من كل عمليات القتل الطائفي التي نسبت الى جماعته، وأضاف “نُعلن تَبَرّينا من كُل من يَحمِل السّلاح وَيَقتِل أخاه السني لا لشيء إلا لإختلافه معه في مذهبه مهما كانت تسمية هذا القاتل ميليشيات أو عصابات أو أي شيء”.
لكنه حذر أن عصائب أهل الحق ستنتقم فقط “من الذين يُريدون الشر بهذا الوطن وبهذا الشعب”، وقسمهم إلى أربعة أقسام: “التكفيريون الظلاميون المتعطشون لدماء المسلمين، والبعثيون الواهمون الحالمون بعودة نظام الحزب الواحد والقائد الأوحد، والسياسيون أصحاب الأجندات الإقليمية الذين صار كُل هَمّهُم تقسيم وتدمير العراق، والدول الإقليمية الراعية لهذا النفر الضال”.
وقال مذكرا بتهديدات سابقة “هَدّدناهم حينها أنهُم إذا لم يتوقفوا عن مشاريعهم الخبيثة فإنهُم لن يسلموا، وأننا سنصل إليهم وإن كانوا في مناطق مُحصّنة أو فنادق مؤمّنة أو سيارات مُصفّحَة”.
وجدد التهديد قائلا “والآن نقول لهُم إننا وَصَلنا إليكم وَلَم تَنفَعَكُم مَناطِقكُم المؤمّنة ولا سيّاراتكُم المصَفّحة، أما كيف وصلنا إليكم فافهموها كما تشاؤون (…) إلاّ أني قلت لكُم سابقاً إننا أبناء شعب لا يرضى بالذُل والعدوان”.