كشفت صحيفة “انترناشونال نيويورك تايمز” في تحقيق لمراسلها في الرياض روبرت ويرث عن تخبط في السياسة التي يتبعها حكام السعودية ازاء الحرب بالوكالة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد وضد ايران بالاعتماد على اسلاميين متشددين لا يمكن تمييز توجهاتهم وعقيدتهم في معظم الاحيان عن توجهات “القاعدة” وعقيدتها، حسب قول الكاتب. وهنا نص التحقيق:
ولفت الكاتب الى وجود “تحدٍ كبير يواجه حكام السعودية وهو كيفية خوض حرب بالوكالة في سوريا متزايدة الدموية والفوضى بالاعتماد على مقاتلي ميليشيات متعصبين ليس لديهم اي سيطرة عليهم تقريباً”.
واشار الى ان “السعوديين يخشون من تنامي قوة التابعين لتنظيم القاعدة في سوريا، وهم لم ينسوا ما حدث عندما عاد المتشددون السعوديون الذين قاتلوا في افغانستان الى بلادهم ليشنوا حملة عصيان في الداخل قبل عقد من الزمن. وهم يحظرون رسمياً على مواطنيهم الذهاب الى سوريا للجهاد، لكن الحظر لا يطبق، وقد ذهب الف سعودي على الاقل، وفقاً لمسؤولي وزارة الداخلية، ومن بينهم ابناء عائلات بارزة”.
لكن الكاتب اوضح ان “السعوديين مصممون ايضاً على ازاحة الاسد، وراعيته ايران التي يعتبرونها عدواً قاتلاً. ووسيلتهم الوحيدة لمقاتلة الطرفين هي من خلال الدعم العسكري والمالي للمتمردين السوريين. واكثر اولئك المتمردين فاعلية هم الاسلاميون الذين كثيراً ما لا يمكن تمييز عقيدتهم-المتأصلة في الشكل المتزمت للاسلام المتبع في السعودية-عن عقيدة القاعدة”.
ونقل الكاتب عن سعودي يدعى ابو خطاب، وهو يقاتل في سوريا، قوله انه “اذا نجح الشيعة في السيطرة على سوريا، فستكون خطراً على بلادي. وانا ذهبت الى سوريا لكي احمي بلادي”.
وبحسب الكاتب، فإن السلطات السعودية تقول انها حضت مواطنيها على عدم العودة الى سوريا، لكنها لا تستطيع معرفة مكان وجود كل سعودي يريد الذهاب للقتال هناك. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية منصور التركي: “نحن نحاول منع ذلك، ولكن هناك حدودا لما نستطيع عمله. ليس بوسعك ان تمنع كل الشباب من مغادرة المملكة. كثيرون منهم يسافرون الى لندن او اماكن اخرى، وبعدئذ الى تركيا، وسوريا”.