وطن – بعد مضي نحو 18 يوما على سقوط الطفلة لمى الروقي في بئر مهجور في منطقة تبوك، كان يوم امس الاثنين حافلا بالأحداث الصادمة التي اشعلت المواقع الاجتماعية بالتعليقات الناقدة والمتعاطفة مع هذه الطفلة التي هزت قصتها المجتمع السعودي.
وكانت اخبار العثور على اشلاء من جثة الطقلة لمى صادمة بكل المقاييس تبعها لقاء تلفزيوني في برنامج لثامنة مع داوود مع والد لمى فجر خلاله العديد من المفاجآت أهمها ان شركة أرامكو طلبت مبلغا ماليا لانتشال الطفلة لمى وهو ما نفته لاحقا الشركة.
وكشف المتطوع فهيد الهلولي، الذي شارك في العمليات الجارية لإخراج الطفلة “لمى” أنه هو من سحب “دمية” الطفلة من على جثتها، مؤكداً أنه شاهد الجثة داخل البئر إلا أنه لم يستطع سحبها، لأن الجثة كانت معلقة ومثبتة من الأسفل بالأتربة والصخور ويعلوها تراب وحجارة.
وأوضح الهلولي أن ذلك حدث أثناء حفرهم نفق بين البئرين للوصول إلى البئر الأساس الذي توجد به الطفلة، مضيفاً بأنهم اضطروا للتوقف عن العمل حينها لهطول أمطار غزيرة، ثم عادوا للعمل مرة أخرى تحت زخات المطر، لأن جثة الطفلة أصبحت قريبة جداً.
وأضاف بأنهم أوقفوا العمل مرة أخرى بسبب الإرهاق، وكانت مجموعة أخرى تستعد للنزول لإزالة الأتربة والصخور، وفي تلك اللحظات فوجئوا بأنهيارات داخل البئر الذي توجد به الجثة، مشيراً إلى أن جثة الطفلة كانت معلقة مثل الكبسولة ويوجد فراغ بينها وبين قاع البئر إلى أن الأمطار وهشاشة الأتربة تسببت في نزولها إلى أسفل.
ونفى الهلولي ما تردد عن وضع شبك حديدي تحت جثتها، مؤكدا استحالة وضع مثل هذا الشبك، كونهم لا يستطيعون الوصول للجثة، بالإضافة إلى أن سطح البئر الأملس يمنع ذلك.
انتشال أجزاء من جثمان الطفلة لمى الروقي
وأعلن المركز الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة تبوك، التوصل إلى أجزاء من جسد الطفلة لمى الروقي، التي سقطت في بئر بمنطقة تبوك قبل 18 يوما، في مؤشر على ما يبدو أن الجثمان قد تأثر بعملية حفر وشفط التراب خلال البحث عنها.
ولم يعرف بعد ما إذا كان التوصل لأجزاء من جثمان لمى هو، بمثابة مؤشر على قرب نهاية القضية التي شغلت السعودية والعالم على مدار أكثر من أسبوعين، أم مجرد بداية لملفات عديدة على خلفية ما أثارته وما كشفته القضية، وخصوصا في ظل الانتقادات التي وجهت إلى فريق الدفاع المدني لضعف خبرته وضعف المعدات التي يستخدمها.
وقال الدفاع المدني في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أنه بعد عمليات شفط الأتربة والصخور خلال الأيام الماضية ، تمّ التوصل إلى أجزاء من جسد الطفلة لمى – رحمها الله – ، وسلمت للطب الشرعي بالموقع.
وبين الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي ، أن عمليات البحث والإنقاذ مازالت مستمرة في الموقع.
يذكر أن رجال الدفاع المدني سبق أن قالوا أنهم شاهدوا جثمان الطفلة الثلاثاء الماضي أثناء عمليات البحث عنها في البئر، وعُثر على دميتها، لكن كثافة التراب حالت دون انتشالها.
وتكمل الطفلة لمى الروقي اليوم (الثلاثاء) يومها الـ19 في بئر وادي الأسمر على طريق تبوك – حقل في أجواء شديدة البرودة.
“مغردون يتساءلون”: هل مزقت آلات الحفر جسد لمى الروقي ؟
واجتاحت حالة من الحزن الشديد الممزوجة بالغضب العارم، مواقع التواصل الاجتماعي فور إعلان الدفاع المدني عن العثور على أجزاء من جسد الطفلة لمى الروقي التي سقطت في أحد آبار بلسمر بمنطقة تبوك.
وبحسب ما ورد على موقع عاجل الالكتروني كان من أخطر التعليقات التي انتشرت على “تويتر” هو التساؤل الذي ردده العديد من المغردين، عن احتمال أن تكون آلات الحفر التي استخدمها قوات الدفاع المدني في التوصل إلى الطفلة، هي التي تسببت في تمزيق جسدها وتحويله إلى أشلاء، وهو ما زاد من حالة السخط التي انصبت على أداء الدفاع المدني وفشله في إنقاذ الفتاة منذ اللحظة الأولى لسقوطها.
كما أنشأ المغردون، عدة هاشتاقات عقب إعلان الخبر، كان أهمها هاشتاق: “العثور على أجزاء من جسد لمى الروقي”، الذي حفل بمطالب واسعة للتحقيق في عملية الإنقاذ وما قد يكون اعتراها من قصور أو تراخي أدى أولا إلى بقاء الفتاة في غياهب الجب حتى وفاتها، ثم تسبب مؤخرا في تمزيق جسدها البريء الطاهر.
واتهم المغردون الدفاع المدني بتبوك، باللعب بمشاعر السعوديين الذين ظلوا لأيام يترقبون أخبار الطفلة عقب الإعلان عن سقوطها، رغم علمه يقينا أنها توفيت نتيجة تعثره وضعف إمكانياته، حيث قال أحد المغردين: “آخر ما توصل له القطاع الفاشل الدفاع المدني، هو أجزاء من جسم لمى يعني راح يسلمونها لأبوها أشلاء ومقطعة”.
وتساءل المغردون عن المليارات التي تمتلكها المملكة، القادرة على توفير أعلى إمكانيات السلامة والإنقاذ، والتي رغم ذلك، فشلت، ليست فقط في إنقاذ الفتاة، ولكن في انتشال جسدها كاملاً دون تشويه.
وتوجَّه آلاف المغردين بالدعاء إلى الله تعالى، أن يتغمد الطفلة برحمته، ويلهم أهلها الصبر والسلوان، بعد ما قضوا ليالٍ طوال على أمل إنقاذها ورؤيتها تسعى بين أيديهم، قبل أن يفاجئوا بموتها ثم ببعثرة أجزائها تحت معاول الحفر التي لم تجد نفا، بل زادت الأمر سوءًا وأخرجت الفتاة أجزاء.
الروقي : أرامكو طلبت مبالغ باهظة للمشاركة في انتشال لمى ….(فيديو)
وانتقد والد الطفلة لمى الروقي، أعمال الدفاع المدني لانتشال جثمان ابنته التي سقطت قبل 19 يوما في بئر ارتوازية بمنطقة تبوك، مؤكدًا أن المعدات التي حضرت بعد الإبلاغ عن الحادث كانت عادية وغير متطورة وغير كافية.
وذكر والد الطفلة لمى عبر مداخلته في برنامج “الثامنة مع داوود” الذي يقدمه الإعلامي داوود الشريان على فضائية MBC، أنه عندما طالب بتدخل شركة أرامكو في أعمال البحث عن ابنته طلبت مبالغ طائلة، كاشفًا أن بناته هن من أبلغوه بسقوط شقيقتهن في البئر، مؤكدًا أنه لم يسمع لها أي صوت عقب السقوط مباشرة.
من جانبه، قال مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك اللواء مستور بن عايض الحارثي، إنه من غير الصحيح أن رجال الدفاع المدني وجدوا الطفلة لمى وهي على قيد الحياة، مؤكدًا أن المشاركين في عمليات البحث مدربون ولو رأوها لكان قد تم انتشالها على الفور.
وأضاف أن عدد القوات العاملة في موقع البحث بلغ 216 فردًا، مؤكدًا أن عمليات البحث عن لمى ستتواصل، لافتًا إلى أن انهيار التربة أعاق عمليات البحث.