وطن ـ بعد ان كاد السعوديون يفقدون أملهم بالعثور على الطفلة لمى الروقي التي سقطت في بئر مهجور قبل نحو 18 يوما لجأ بعضهم إلى الأحلام وتفسير الرؤى. وقالت صحيفة سعودية ان الرؤيا التي تؤكد فيها لمى أنها ليست في البئر، أضحت هي الأشهر حاليا.
وتنتشر عبر المواقع الاجتماعية الكثير من التفاعلات التي يتحدث بعضها عن السحر والجن وبعضها الآخر عن رؤى تقول أن لمى ما زالت حية ترزق ولم تسقط في البئر.
جميع المتفاعلين مع هذه الحادثة التي هزت المجتمع السعودي يظهر جليا تعاطفهم الشديد مع الطفلة وعائلتها ودفعهم يأسهم إلى البحث عن بارقة أمل بعيدا عن التصريحات المخيبة للدفاع المدني التي تقول في كل مرة انهم في المراحل الأخيرة لنشل جثة الطفلة التي أبكت السعوديين.
إلا ان والد الطفلة لمى نفي نفيا قاطعا بأن تكون طفلته ليست في قاع البئر المهجور، وعبر عن غضبه الشديد بعد أن طال انتظاره وصبره لانتشال طفلته
واتهم والد الطفلة لمى الروقي الجهات المنوط بها انتشال جثمان طفلته من البئر بالتقصير منذ البداية في عملية انتشال ابنته، مشددا على أنه لن يتنازل عن رؤية جثمان طفلته.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية مساء امس (الأحد) ببرنامج “يا هلا” على قناة “روتانا خليجية” أن الأحاديث المتداولة عن وجود الطفلة خارج البئر عارية تماماً من الصحة، بالقول: “يقولون إنها ما كانت معي ويقولون إني ضيعتها وهذا كلام غير منطقي وغير صحيح”، كاشفا أن ابنته الكبرى شاهدت أختها وهي تسقط في البئر.
وذكر أنه بحث في الموقع المحيط بالبئر بالكامل ولم يجدها، لافتا إلى أنه رغم ضعف المعدات التي وفرتها فرق الدفاع المدني فإنهم رفضوا استقبال المعدات التي قدمها المواطنون للمعاونة في أعمال البحث.
وتحظى قصة لمى الروقى بمتابعة واهتمام على نطاق واسع داخل وخارج السعودية، وتعاطف الكثيرون مع ذويها، ولا سيما مع استمرار والدها في رمي عبوات الماء وقطعها المفضلة من البسكويت لها في البئر على امل أنها مازالت على قيد الحياة، وهو الأمر الذي هز مشاعر الكثيرين حول العالم ، كما انطلقت حملة في السعودية للإبلاغ عن الآبار المهجورة وإغلاقها حتى لا تتكرر مأساة لمى.
وواصل فريق الدفاع المدني بالسعودية، الاثنين، أعمال الحفر بمنطقة تبوك للبحث عن الطفلة لمى الروقي المفقودة منذ 17 يوماً إثر سقوطها في أحد الآبار بمنطقة تبوك.
وبسبب حملة الانتقادات الشديدة التي يواجهها نشر “الدفاع المدني” السعودي عبر حسابه الرسمي (197 ألف متابع) على موقع “تويتر” فيديو ومجموعة من الصور توضح أعمال الحفر وعمليات البحث التي تقوم بها الجهات المعنية اليوم استمراراً لجهود العثور على “لمى الروقي” ذات الستة أعوام التي سقطت في بئر “وادي الأسمر”، الذي يصل عمقه إلى 114 متراً في 20 ديسمبر الماضي.
وأشار إلى وصول بعض من معدات شركة أرامكو المتخصصة في أعمال الحفر، وأن العمل قائم على توسيع المنطقة لتسهيل دخول المعدات، فيما يواصل رجال الدفاع المدني عملية البحث عن “لمى” أملاً في العثور عليها وسط صعوبات تتعلق بضيق فتحة البئر، ووجود طبقة صخرية تعوق سير العمل، دفعتهم إلى حفر بئر موازية للوصول إلى الطفلة “حية أو ميتة”.
ونجا فردان من رجال الدفاع المدني وهما يواصلان عملهما داخل البئر الموازية، حيث تفاجأ فردان من الدفاع المدني بسقوط حجر كبير بجوارهما أثناء قيامهما بأعمال البحث، ورغم ذلك واصلا العمل في عمق البئر.
والدة لمى تروي تفاصيل سقوط ابنتها
وروت أم لمى تفاصيل سقوط ابنتها في بئر وادي الأسمر في محافظة حقل قبل نحو 18 يوما، مبينة أن الحادثة وقعت حين كانت تجلس مع زوجها في الوادي بينما كانت لمى وشقيقتها شوق تلعبان حولهما.
ووفقا لصحيفة عكاظ قالت: «فجأة سمعنا صراخ ابنتي شوق بصوت مفزوع، وتردد: لمى سقطت في الحفرة وهرعنا لإنقاذها ظنا منا بسهولة الأمر ولكن كانت صدمتنا عندما أدركنا أن الحفرة التي ابتلعت ابنتي هي فوهة بئر مهجورة اغتالت فرحتها وصوت ضحكاتها»، مؤكدة إيمانها بقضاء الله وقدره، وكل ما تريده هو إخراج ابنتها لمى وإكرامها بالدفن في مقابر المسلمين.
ودحضت أم لمى كل ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي عنها وعن ابنتها، لافتة إلى أن كل ما تناقلته المواقع ووسائل الإعلام عنها وعن لمى من صور ومقاطع فيديو وتصريحات كانت من نسج الخيال، موضحة أنها لن تسامح كل من استغل قضية ابنتها ليبحث عن الشهرة.
بدوره، رفض عايض الروقي والد لمى رفضا قاطعا نشر صور لابنته في وسائل الإعلام مضيفا إنه يعيش أصعب وأمر أيام حياته في مراقبة فوهة البئر يتحرى رؤية لمى حية أو ميتة، ورفع يديه للمولى عز وجل يسأله الصبر والثبات ويترحم على ابنته ويدعو الله أن يكرمها بجنات النعيم.
وانتقد الروقي وبشدة نقص المهنية والخبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، مبينا أن رجال الدفاع المدني بذلوا مجهودا كبيرا ولكنهم لم يوفقوا في التعامل مع الحادثة نظرا لعدم تدريبهم على مثل هذه الحوادث التي تتطلب مهارة في انتشال الجثة من قاع البئر.
إلى ذلك، طالب نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والمتحدث الرسمي باسمها الدكتور صالح بن محمد الخثلان وزارة الداخلية بتوجيه إمارات المناطق بضرورة الإسراع في تشكيل فرق أزمة تتعامل بطرق احترافية بعيدا عن اﻻجتهادات الفردية مع الحوادث التي قد تتسبب في فقد أرواح، مشددا على أهمية أن ترتبط هذه الفرق مباشرة بأمير المنطقة الذي يتحمل المسؤولية الأولى في الحفاظ على أرواح الأفراد في نطاق المنطقة، وأن تمثل هذه الفرق اأجهزة كافة ذات العلاقة سواء اأمنية أو الصحية أو الإعلامية مع اﻻستعانة بالخبراء.
وأكد الخثلان أن الجمعية تتعاطف مع أسرة لمى الروقي وتشاطرهم آﻻمهم وتسأل الله لهم الصبر والسلوان.
وقال الخثلان: «نرى أن تبادر وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع كافة إمارات المناطق بمسح المواقع التي يشتبه في وجود آبار قديمة أو حفر أو حتى بيارات مكشوفة والعمل على ردمها بطريقة تضمن عدم تحولها إلى مصائد للأطفال»، داعيا الدفاع المدني إلى المبادرة في عملية تأهيل شاملة للتعامل مع هذه الحوادث من خلال الحصول على كافة المعدات والأجهزة اللازمة والعمل على تدريب الأفراد على كيفية التعامل مع الحوادث المستجدة.و
«الشنقيطي» لمى الروقي ليست في بئر وادي الآسمر
وعودة إلى الرؤى وتفسير الأحلام فقد نفى الشيخ محمد الشنقيطي مفسر الرؤى المعروف وجود الطفلة لمى الروقي ببئر وادي الأسمر والذي يشهد عمليات حفر وتنقيب منذ ١٦ يوماً في سبيل استخراجها منه.
كان ذلك خلال تأويل الشيخ “الشنقيطي” لرؤية لاحد المتصلين، عبر قناة صلة، نقلها عن فتاة انتشرت رؤياها مؤخراً في ﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ “ﺗﻮﻳﺘﺮ”، والذي تفيد باﻧﻬﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ “ﻟﻤﻰ ﺍﻟﺮﻭﻗﻲ” ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ ﺑﺒﺌﺮ ﺗﺒﻮﻙ، وهي ﻟﻢ ﺗﺴﻘﻂ ﺃﺻﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ.
ﻭﻗﺎﻟﺖ الفتاة ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ- ﻓﻲ ﺗﻐﺮﻳﺪﺗﻬﺎ-أنها رأت لمى الروقي وطلبت منها ان تخبرهم أن ﻳﺒﺤﺜﻮا ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ.
وعلق الشنقيطي على تلك الرؤية بان الطفلة ليست بالبئر وإنما هي في جهة الشرق منه حسب ماذكرة الفتاة في رؤياها وتحديداً هناك مزرعة تحوي نخيل ونبات بطول الطفلة لمى يغطي جسدها.
وأردف “الطفلة ربما انها فارقة الحياة أو في الرمق الآخير لها”، موجهاً النداء للبحث عنها في المكان الذي وصفه، وان الطفلة ليست بالبئر.
وأمير سعودي يمنع تصوير جثمان الطفلة لمى الروقي
ونقلت وسائل إعلام محلية عن الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك توجيهه بعدم تصوير جثمان الطفلة لمى الروقي في حال تمكن الجهات المعنية بعملية البحث من استخراج الطفلة.
وقال مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك اللواء مستور الحارثي في لقاء تلفزيوني إن توجيهات الأمير فهد والمدير العام للدفاع المدني بعدم التقاط أي صورة للجثمان في “حالة تكللت الجهود الجبارة في العثور عليه بالنجاح، وإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تصوير الجثة مراعاة لشعور أسرتها، وتم التأكيد على فرق البحث بعدم التصوير”.
وجاءت تصريحات المسؤولين السعوديين بعد انتشار صورة لجثة طفلة على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أنها للطفلة لمى، في حين الصورة لا تمت بأي صلة للضحية، بحسب موقع “الجزيرة” السعودي.
وحظيت قصة لمى الروقى بمتابعة واهتمام على نطاق واسع داخل وخارج السعودية. وتعاطف الكثيرون مع ذويها، ولا سيما مع استمرار والدها في رمي عبوات الماء وقطعها المفضلة من البسكويت لها في البئر على أمل أنها مازالت على قيد الحياة، وهو الأمر الذي هز مشاعر الكثيرين حول العالم، كما انطلقت حملة في السعودية للإبلاغ عن الآبار المهجورة وإغلاقها حتى لا تتكرر مأساة الطفلة لمى.
وتناقلت بعض وسائل الإعلام أسماء الجهات المشاركة في عملية البحث عن الطفلة لمى، وتعيد (وطن) نشرها:
شركة أرامكو السعودية للنفط.
الشؤون الصحية في حقل.
بلدية محافظة حقل.
الهلال الأحمر.
الدوريات الأمنية.
قيادة المنطقة الشمالية الغربية العسكرية.
بلدية بئر بن هباس.
بلدية البدع.
أمانة منطقة تبوك.
إدارة الطوارئ والأزمات في صحة تبوك.
جامعة تبوك.
هيئة المساحة الجيولوجية.
الشركات:
شركة معادن المختصة في مناجم الذهب.
شركة السحيمي.
شركة إمداد نجد.
شركة الفايز.
شركة الطويل.
شركة الحربي.
شركة مفهوم التفوق.
مؤسسة بن سمار.