قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إنه سيتم اتخاذ خطوات إضافية نحو قطر بعد استدعاء سفيرها لدى مصر بالأمس وإبلاغه رسالة للحكومة القطرية في حالة عدم توقفها عن التدخل في الشؤون الداخلية لمصر.
وقال فهمي في تصريحات صحفية قبيل مغادرته القاهرة متجها إلى الجزائر إن الموقف القطري مرفوض شكلًا وموضوعًا، و”لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن تتعرض خارجية دولة أجنبية حتى وإن كانت دولة عربية للوضع الداخلي لدولة أخرى”.
وكانت قطر انتقدت قرار السلطات في مصر اعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، قائلة إن ذلك “مقدمة لسياسة تكثيف إطلاق النار على المتظاهرين بهدف القتل”.
وردت الحكومة المصرية على الانتقاد القطري باستدعاء سفير قطر لدى القاهرة.
وأضاف فهمي أن “الإدلاء بتصريح بهذا المعنى شيء مرفوض مضمونًا، وصياغته تعكس أن هناك نوايا غير سوية في إطار التصفية، وتحركنا نحن كدولة كبرى في المنطقة دائمًا تحركًا محسوبًا”.
وذكرت وزارة الخارجية القطرية في بيان أن “قرار تحويل حركات سياسية شعبية إلى منظمات إرهابية، وتحويل التظاهر إلى عمل إرهابي لم يجد نفعا في وقف المظاهرات السلمية، بل كان فقط مقدمة لسياسة تكثيف إطلاق النار على المتظاهرين بهدف القتل”.
وأعربت الخارجية القطرية عن قلقها من تزايد أعداد ضحايا المظاهرات في مصر ومقتل عدد كبير من الأشخاص في شتى أنحاء البلاد.
وأضاف البيان، الذي بثته وكالة الأنباء الرسمية، أن “ما جرى ويجري في مصر ليقدم الدليل تلو الدليل على أن طريق المواجهة والخيار الأمني والتجييش لا تؤدي إلى الاستقرار.”
واعتبرت الخارجية القطرية أن “الحل الوحيد هو الحوار بين المكونات السياسية للمجتمع والدولة… من دون إقصاء أو اجتثاث”.
قال المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، لبي بي سي إن استدعاء السفير القطري “خطوة غير معتادة فيما بين الدول العربية”.
وأضاف أن ما جاء في البيان القطري “يعد تدخلا مرفوضا في الشأن الداخلي للبلاد”.
وكانت الدوحة داعما قويا للرئيس المصري محمد مرسي – الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين – وتدهورت علاقاتها بالقاهرة منذ عزله الجيش في يوليو/ تموز الماضي اثر احتجاجات حاشدة ضد حكمه الذي دام عاما.
وتتهم الحكومة المصرية قناة الجزيرة القطرية بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها السلطات المصرية منظمة إرهابية يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول.
“الجزيرة”
والأسبوع الماضي امر النائب العام المصري بحبس عدد من صحفيي الجزيرة 15 يوما على ذمة التحقيق في اتهام بـ”اختلاق” مشاهد مصورة وبثها على انها حقيقة بهدف “تشويه صورة البلاد”.
وقال بيان صادر عن مكتب النائب العام المصري إن الصحفيين الثلاثة متهمون بالانضمام لجماعة إرهابية محظورة، وبتزويدها بتجهيزات، إضافة لثلاث تهم أخرى.
ويوم الجمعة قتل 17 محتجا بالرصاص في اشتباكات بين انصار جماعة الاخوان المسلمين والشرطة في انحاء مصر.
ووفقا لتقديرات، قتل أكثر من 1500 شخص اغلبهم من انصار جماعة الاخوان المسلمين منذ عزل مرسي. ولقي نحو 400 رجل شرطة وجندي حتفه في حوادث تفجير واطلاق رصاص. وتم اعتقال الآلاف من أعضاء الاخوان المسلمين.
وينظم إسلاميون يعارضون عزل الجيش لمرسي مظاهرات يومية منذ شهور.