بعد أيام من نشر خبر اتهامه بأنه كان يعمل بواباً لدى وكالة المخابرات الأمريكية في فرجينيا خرج الدكتور “أسعد أبو خليل” عن صمته ونشر على صفحته الشخصية مقالا اتهم فيه من أطلق الحملة ضده بأنهم “يريدون من وراء حملاتهم تحطيمه وتعريضه للقتل المعنوي والجسدي” وبأنهم “عبدة أصحاب المال والحكومات السخية”، نافياً أنه كان موظفاً أو عميلاً أو بواباً في أي من أجهزة الحكومة الأمريكية أو في أي حكومة أخرى أو جهاز استخباراتي حول العالم، ومؤكداً أن الوظيفة الوحيدة التي عمل فيها قبل الحصول على الدكتوراه هي في مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وأن حياته في واشنطن –كما قال– لم تكن سراً ولم يعشْ في أقبية بل رافقه في العيش في العاصمة شلة من الأصدقاء الذين كانوا يعرفون تفاصيل حياته وعيشه وعدّد منهم “لمى دجاني” و”ليلى الأعور” و”لينا شمّاع” و”عبد الخالق عبدالله” و”ريما صبّان” و”زبيدة عبد الوهاب” و”لميس جرّار” و”لانا شكم” و”عماد الحاج و”كرمة دجاني”.
ويسرد أبو خليل جوانب من حياة التقشف التي عاشها هناك قائلاً: (أنا عشت لأشهر على أكل الزعتر في حقبة سنوات الدراسة عندما شحّت الموارد الماليّة, أقتاتُ لأشهر على سندويشات الزعتر والبندورة، ليصل إلى تقريع من اتهمه وهاجمه في الأشهر الأخيرة: “تعظونني بالأخلاقيّات والنزاهة يا من يتبع أسوأ وأفسد وأظلم الحكومات على وجه الأرض؟ تعلمّونني النزاهة يا حواشي على حاشية الأمراء والعائلات الثريّة؟”.
ويمضي متوعداً: “أنا أعاهدكم أنني سأبقى حصرمة في حلقكم وشوكة في عيونكم وسفرجلة في قلوبكم وسوطاً على ظهوركم”.
ويتساءل أبو خليل متعجباً: “لماذا ينبع الاتهام ضدّي من مؤيّدي السياسات الأميركيّة في المنطقة. ما هذه المصادفة. تريدون كشف حساب؟ يا ريت, لكن لا تجرؤون.
ويستعرض أبو خليل تفاصيل ما يسميه “كشف حساب” حول كل ما يملك من منقول ومحمول قائلاً: اشتريت بيتي في تقسيط على مدة ثلاثين سنة, وليس 15 سنة كما يفعل معظم الناس هنا حتى تكون الدفعات أقل (ولم أستطع أن أشتري منزلي إلا بعد أن ورثت بعضاً من المال من والدي). اشتريتُ سيّارتي قبل 7 سنوات وقسّطتها على خمس سنوات. ملابسي ال”بولو” التي ترونها على الشاشة هي هدايا من أخي الراحل ماهر—أسخى الناس-الذي كان يمنحني حتى الكلسات والملابس الداخليّة أحياناً.
لم أدفع ثمن تلك الملابس. لديّ حذاء واحد أغيرّه كل سنة مرّة (على وزن “زوروني كل سنة مرّة”), وآخر مرة ابتعت ملابس لي كانت قبل 4 سنوات. المال لا يعنيني. في حساب تحويشة العمر مبلغ لا يكفي لشراء سيّارة قديمة مستعملة بثلاث دواليب. وفي حسابي الجاري أٌقل من 200 دولار.
وأضاف “إن واحد من قرّائي هنا عرض علي قبل سنوات وظيفة مستشار إعلامي وطلب مني أن أحدّد مرتّبي الشهري فرفضت, ولم أتلقّ فلساً. أنا لم أتلقّ في حياتي دولاراً على أي كلمة سياسيّة كتبتها, إلا من “الأخبار” ومن “الآداب”, أو من ريوع الكتب، المال والهدايا النفيسة لا تعنيني”.
ويمضي أو خليل في: أنا أنظّف منزلي بنفسي منذ 30 سنة ولم أستعن بخادمة أو خادم قط: أجثو على ركبتيّ وأمسح وأغسل وأنظّف وأشطف (مع صعوبة الشطف من دون جيّازة) الحمام والمطبخ وباقي المنزل (بالاشتراك مع من يشاركني حياتي).
أبو خليل يتهم أناساً لم يذكرهم بالاسم بأنهم يحاولون إيقافه عن عمله ضد الصهيونيّة (الغربيّة والعربيّة) فيختلقون الأكاذيب أو يركبّون صلات لا تركب, أو يزوّرون. وأن أحدهم -كما يقول- جعل منه عميلاً قبل أسبوع (لكن عندما اكتشف أن العملاء والمخبرين في ال”سي.آي.إي” لا يعملون في داخل أميركا لأن القانون يمنع ذلك عاد قرّر أنني كنت بوّاباً)، في إشارة إلى المعارض السوري “عهد الهندي” الذي كان أول من فجر قضية عمله في السي أي ايه، والصهانية هنا -يقصد في أمريكا- يجعلون مني عميلاً للنظام الإيراني وحزب الله, وجاراهم في ذلك “أبواق الحريري والسعودية” ثم عادوا وقرّروا إنني عميل أميركيّ.
ويضيف: “أنا عشت هنا على مدة 30 سنة متواصلة, أتحدّى أن يجد أحدكم كلمة ثناء لي بحق الحكومة الأميركيّة. أنا أقرأ كلمة واحدة لكم وأعرف هويّة المموّل. أنتم الذين تعطسون بأمر وتنتحبون بأمر وتبتهجون بأمر. مقياس الحريّة هي في مضمون الكتابة. أستيقظ كل يوم وأكتب جملة من التعليقات ضد جرائم الحكومة الأميركيّة حول العالم, أوتظنّون أن الحكومة الأميركيّة متسامحة مع عملائها وموظّفيها إلى درجة أنها تسمح لهم بالانتقاد؟. أميركا لا تسمح للموظف في حكومتها وخصوصاً في أجهزتها الأمنيّة بالتعبير عن نقد واحد لها, وأنا أفعل ذلك كل صباح”.
ويختم أبو خليل كلامه قائلاً: “أنا لم أقاض أحدا في حياتي لكن بعد التفكير سألجأ إلى القانون هذه المرّة. هناك تشويه مقصود لسيرتي وسمعتي وإتهامات باطلة لا أساس لها من الصحّة”، ويتوعد من سببوا الإحراج له”سأقاضيكم في واشنطن وفي بيروت, وإن كان المال ينقصني”.
وطلب أبو خليل من الميسورين مد يد المساعدة لإنشاء لجنة مقاضاة في البلدين قائلاً لهم: (أرجو الاتصال بي على بريدي الإلكتروني). أعرف أن المال لا يشكّل مشكلة عندكم, لأن النفط الملّوث يلوّث عقولكم وجيوبكم. وإذا كانت الحكومة الأميركيّة, أو جهاز فيها, ضالعا في عمليّة تزوير وفبركة ضدّي, فسأقاضي الحكومة الأميركيّة في محكمة فدراليّة.
وختم بالقول”أخيراً, أنا حرّ رغماً عن أنوفكم. لا تأخذوا الحكم منّي: فليقرّر القرّاء من هو الحرّ بيننا عبر المقارنة في المضمون. إقرأوني بالعربيّة وبالإنكليزيّة. أما أنتم: فمذلّولون ومهانون, وإنني “مجرّصٌ” بكم الأممَ”.
عن زمان الوصل بتصرف