وطن – لم تهدأ الانتقادات الموجهة لرجال الدفاع المدني بعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته حول حادثة الطفلة لمى الروقي التي هزت المجتمع السعودي وفتحت أبواب الانتقادات بسبب الاهمال الحكومي من جهة وقلة خبرة الدفاع المدني في التعامل مع احداث مشابهة.
فقد أعلنت مديريه الدفاع المدني بمنطقة تبوك بعد نحو اسبوعين استمرار عمليات البحث عن الطفلة لمى والتي سقطت في احد الآبار الارتوازية بوادي الأسمر بمحافظة حقل. وأبانت مديرية منطقة تبوك في مؤتمر صحفي لها عن عمليات البحث وجهود انتشال جثمان الطفلة.
وأكد الدفاع المدني استعماله لكل الطرق الممكنة لإنقذا الطفلة بمعونة خبراء ومتخصصين في الجهات ذات العلاقة ، وقال الدفاع المدني في بيان : بفحص البئر تبين انها مغطاة من الاعلي الا انه توجد بها فتحه جانبيه تسمح بسقوط الطفلة, الا ان ذلك لم يمنع رجال الدفاع المدني من توجيه عدد من فرق البحث لتمشيط الوادي للتأكد من عدم وجودها في أي موقع في محيط البئر بالتزامن مع استخدام اجهزه التنفس لتزويد قاع البئر بالهواء وإنزال الكابلات التلسكوبية لاستكشاف ما بداخل البئر الا انا الكاميرا اصطدمت بالتراب والصخور علي عمق 30 مترا تقريبا ولم يشاهد أي اثر للطفلة على هذا العمق .
وأشار اللواء مستور الحارثي مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك الي ان فرق الدفاع المدني قامت بإزالة غطاء البئر والمكون من ماسورة موضوعه بشكل عرضي علي فوهه البئر بطول 6 امتار وقطرها 16 بوصه ورفع كميه من الصخور والاتربه المحيطة بفوهة البئر.كما تم تحريك قوة إسناد بشري وآلي من مديريه الدفاع المدني بالمنطقة وقوه الطوارئ الخاصة للدفاع المدني بعدد 38 اًليه وبعدد 74 عنصراً بشرياً.
وبناء علي تقييم دقيق للوضع تم وضع خطه عمل تتناسب مع الحالة وتتمثل في عمل حفره موازية للبئر تبعد عنه مسافة ثلاثة أمتار وبمساحه 30×80 متراً تتيح النزول تدريجياً والوصول للموقع المحتمل وجود الطفلة به. كما تم الاستعانة بعدد 53 آلية من المعدات الثقيلة من الجهات الحكومية والأهلية لتنفيذ الخطة , بلإضافه الي استدعاء فرق إنقاذ متخصصة من مديريات الدفاع المدني بالمدينة المنورة والقصيم والرياض وإدارة الدفاع المدني بالطائف .
ولفت الحارثي الي استدعاء خبيرين من شركه ارامكو وصلوا إلي الموقع مساء يوم السبت 18/2/1435هـ واطلعا علي خطه العمل وافاداَ بانها الانسب للتعامل مع هذه النوعيه من الحوادث ولا يزال احد الخبراء المختصين في حقل الآبار متواجداً في الموقع,كما تم الاستعانة بهيئة المساحة الجيولوجية وتواجد الدكتور احمد باسالم والمهندس إيهاب الأشي في الموقع,واكدا علي طريقه عمل الدفاع المدني باعتبارها الحل الأمثل لاستخراج جثه الطفلة.
كما اطلع علي سير اعمال الدفاع المدني بالموقع ثلاثة من الاكاديميين المتخصصين بجامعة تبوك هما الدكتور حسن عوض والدكتور بسيوني الجارحي والدكتور محمد حسين ابو علي والذين اثنوا علي الطريقة المتبعة في العمل وطالبوا بضرورة اتخاذ احتياطات اشمل لسلامه رجال الدفاع المدني اثناء عمليه البحث والانقاذ. كما تم مخاطبه شركه بن لادن واحدي الشركات الايطالية التي تعمل بمحافظه ضبا وحضرا مندوبين لهما للموقع وافادا بعدم توفر معدات لديهم للتدخل في مثل هذه الحالات ,ومن ثم تم التعاقد مع احدي مؤسسات الحفر لعمل تكييس للبئر للمحافظة عليها من الانهيار .
وأكد اللواء الحارثي انه في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الاثنين 20/2/1434هـ تم الانتهاء من تكييس البئر لمنعها من الانهيار,وأعمال حفر للمنطقة المحيطة بالبئر على شكل درجات لمنع تساقط الرمال ومن أجل سلامة العاملين وقد تمكنت الفرق من والوصول إلى عمق يصل إلى 27 متراً مساء يوم الثلاثاء 21/2/1343هـ مع استمرار العمل علي مدار الساعة.
وعند وصول اعمال الحفر الي عمق 30 متراً تبين وجود منطقه صخريه صلبه ,كما اتضحت فوهة البئر الأصلية , والتي كانت مطمورة بالتراب والحجارة بالكامل وهو ما يهدد بانهيار التربة الجانبية في حال استمرار عمليات الحفر لأعماق اكبر ,مما استلزم أزاله جزء من التربة الجانبية لتامين سلامه العاملين. وعلي مدي 72 ساعة من أعمال حفر البئر الموازية تمكن رجال الدفاع المدني من عمل فتحه جانبيه بعمق 100 سم وقطر 30سم والوصول للبئر الارتوازي عن طريقها وذلك مساء يوم الثلاثاء 28/2/1435هـ حيث تم رصد روايح كريهه تدل علي وجود جثه الطفلة يرحمها الله وكذلك العثور علي الدميه التي كانت مع الطفلة ,الا ان هبوط التربة أدى إلى نزولها إلى أعماق تزيد عن 11 متراً,مما استلزم استمرار أعمال الحفر للبئر الموازية إلي أعماق اكبر للوصول إلي لموقع جثمان الطفلة ولا يزال العمل جارياً بالموقع حتي الان.
والد “لمى” يناشد الملك بالتدخل لحل مشكلتهم
وناشد والد الطفلة “لمى الروقي” والتي سقطت ببئر حقل تبوك، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتدخل ومساعدتهم في استخراج جثة طفلته العالقة في البئر منذ قرابة أسبوعين.
وقال “عايض بن راشد الروقي”: “لمى مازال لها 15 يوماً مدفونة، تكفى ياخادم البيتين، أناشدك… في وضعنا؛ تكفى يا أبو متعب، تكفى حل مشكلتنا”.
والدتها تنبأت بوفاتها
وبحسب موقع سيدتي نت التي التقت بوالد لمى ( عائض الروقي ) الذي كشف عن استياءه الشديد من محاولات الدفاع المدني انتشال جثة لمى وكل ما عثروا عليه هو دميتها ، نتيجة ضعف الامكانيات ، وكما افصح للمرة الاولى برؤيا والدة لمى التي تنبأت من خلاله بوفاتها.
بداية أشار الروقي إلى أنه محطم نفسياً وغير راض عن تحرك الدفاع المدني البطيء ومعداتهم البدائية التي لم تكن تتناسب مع الحدث ولا مع طبيعة المكان الصخرية، وعجزت آلياتهم خلال 13 يوما عن أداء عملها لانتشال لمى. ويمكن أن أصف دورهم إلى أنه كان إشرافيًّا أكثر من كونه احترافيًّا. ولم يتم العثور سوى على دميتها ولا زالت حتى اللحظة تجرى محاولات حذرة لانتشالها وذلك خوفاً من سقوطها لمسافة أكبر بالبئر.
قصة أم آمنت بنعمة الطفولة!
وعن تفاصيل خروجهم للتنزه وسقوط لمى في البئر يقول الروقي : في يوم الجمعة قبل الماضي خرجت للتنزه لمنطقة برية مابين حقل وتبوك ، وبينما بقيت أنا ووالدة لمى مع الصغير ذو الثلاث أشهر ، قررت كل من لمى(6 سنوات ) وشوق ( 8 سنوات ، الجري واللعب في المكان، وتغيبتا للحظات وبعد فترة عاودتا اللعب والذهاب مجددًا، ولكن هذه المرة عادت شوق راكضة لتخبرني أنّ لمى سقطت في حفرة، وعلى الفور هرعت أنا ووالدتها إلى المكان ووصلنا إلى الحفرة التي كانت عبارة عن بئر عميق وعندها بدأت أنادي لمى..لمى.. ولكن دون أن أسمع أي رد أو أي صوت نظرًا لعمق الحفرة.. وبدأنا أنا ووالدتها في التوتر وفقدنا السيطرة على أعصابنا واقترحت زوجتي أن نحاول انقاذها لعلها تكون قد علقت بشيء ما، ولكنني أخبرتها بضرورة التريث وعدم المغامرة حتى لا نضاعف من المصيبة وعدد المفقودين، وأخبرتها لو أنّ لنا فيها نصيب سوف تخرج بإذن الله، وعلى الفور قمت بالاتصال بالدفاع المدني وبعد نصف ساعة تقريبًا أو أكثر حضرت فرق الدفاع المدني للمكان وبدأت محاولاتهم في إنقاذ لمى وإخراجها من البئر مع وعود بإخراجها في أقرب وقت ممكن، ولكن الساعات تحولت إلى أيام .
وفي سؤال لسيدتي نت عن والدة لمى قال الروقي : الحمد لله بخير ومؤمنة بقضاء الله ويلتف حولها الأهل والجيران ووالدتي ووالدتها، وربما كان للرؤيا التي رأتها قبل فترة من الحادثة أكبر الأثر في ثباتها ، إذ بعد وفاة شقيقها عبد المجيد قبل خمسة أشهر ، رأته في المنام وبعد أن ألقت عليه السلام واطمأنت عليه أخبرته بأنّ لمى سوف تأتي إليه، وأوصته بالحرص عليها وأنها أمانة لديه .
صاحب أشهر حساب عن لمى الروقي يغلق حسابه ويودع متابعيه
ووضع ناشط مجهول على ” تويتر ” نهاية لأكثر حساب أثار جدل السعوديين خلال اليومين الماضيين ، وكان يحمل اسم ” قصة لمى من الحدث “.
و اختص الحساب الذي أنشيء مؤخرا بعرض ما سماه صاحبه حقائق عملية انقاذ طفلة تبوك لمى الروقي التي سقطت في بئر ارتوازية قبل أسبوعين ، وسط محاولات مضنية من جانب رجال الدفاع المدني بالمنطقة .
وبلغ عدد متابعي الحساب نحو 10 الأف شخص في وقت وجيز ، بينما وصل عدد التغريدات التي وضعها صاحبه 117 تغريدة ، جاء في أخرها ” أنا وصلت رسالتي وعملت ما أرى أنه يجب أن اعمله كمواطن مخلص يقول الحق .. الحساب سيلغى بعد قليل .. أستودعكم الله “.
و ذكر منشيء الحساب أنه من العاملين بجهات الإنقاذ الموجودة بالموقع ، و أنه شاهد كيف أدت الأخطاء الفنية ونقص الامكانيات إلي استمرار وجود الطفلة داخل البئر ، مضيفا أن لمى كانت حية في بداية الأحداث ، لكنها توفيت جراء التأخير في إخراجها .
استياء لتدوال صورة غير حقيقية لـ لمى الروقي بعد استخراجها
وأثار تدوال مغردين لصورة قالوا أنها لجثمان الطفلة السعودية ” لمي الروقي” بعد استخراجها من البئر التي سقطت فيه قبل نحو أسبوعين، استياءاً واسعا، وهاجم المغردون من يحاول نشر الصورة دون التحقق من صحة الخبر، ولا سيما أن الصورة المتداولة هي لإحدى ضحايا سيول جدة وليست للمى الروقي.
وكانت لمي، ذات الخمس أعوام، قد سقت في بئر مكشوف، يصل عمقه 114 مترا، وغير محاط بأي سياج أو علامات تحذيرية، في 20 ديسمبر الماضي، وتمكن الدفاع المدني خلال الأيام الماضية من العثور على دمية الطفلة في البئر، دون ان يتمكن من العثور على الطفلة نفسها، وسط رواج شائعات واتهامات وانتقادات أنهم وصلوا لجثة الطفلة ولكنها انزلقت منهم، وهو الأمر الذي نفاه الدفاع المدني.
تعاطف الكثيرون مع ذويها، ولا سيما مع استمرار والدها في رمي عبوات الماء وقطعها المفضلة من البسكويت لها في البئر على امل أنها مازالت على قيد الحياة، وهو الأمر الذي هز مشاعر الكثيرين حول العالم ، كما انطلقت حملة في السعودية للإبلاغ عن الآبار المهجورة وإغلاقها حتى لا تتكرر مأساة لمى.
وتتواصل جهود الدفاع المدني بالسعودية لمحاولة استخراج جثتها، وسط تزايد الانتقادات لتلك الجهود التي عجزت حتى الان استخراج الطفلة.
وواجهت عمليات الدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى جثمان لمى بسبب ضيق فتحة البئر، إضافة إلى طبقة صخرية كانت تقف عائقاً في عمليات البحث، مادفعهم إلى حفر بئر موازية، للوصول إلى جثتها.
وتحظى قصة لمى الروقى بمتابعة واهتمام على نطاق واسع داخل وخارج السعودية، وتعاطف الكثيرون مع ذويها، ولا سيما مع استمرار والدها في رمي عبوات الماء وقطعها المفضلة من البسكويت لها في البئر على امل أنها مازالت على قيد الحياة، وهو الأمر الذي هز مشاعر الكثيرين حول العالم ، كما انطلقت حملة في السعودية للإبلاغ عن الآبار المهجورة وإغلاقها حتى لا تتكرر مأساة لمى.