شغلت قضية “أبلة فاهيتا”، التي تبحث وابنتها “كركورة” عن شريحة زوجها المرحوم، وتحويل القضية التي تتهم فيها شركة فودافون، صاحبة الإعلان باستخدام شخصية “الدمية” لتوصيل رسائل مشفرة للجماعة حول تفجيرات وإحالتها للنائب العام للتحقيق فيها، فيما يشبه الكوميديا السوداء، صحف العالم ووكالات الأنباء، وكان من بينها وكالة “الأسوشيتد برس” التي أعدت تقريرًا مطولاً عن الواقعة.
ورغم أن “الأسوشيتدبرس” لم تسخر من القضية وصاغتها بمفردات غاية في الجدية، وبدأت تقريرها بشكل خبري عن تحويل النائب العام القضية للتحقيق، إلا أن سردها المطول للواقعة ومحتوي الفيديو، فاق أي سخرية كان يمكن للوكالة العريقة أن تستعملها، في تقرير اختلط فيها الجد بالهزل.
وأوردت الوكالة في تقريرها حوادث مماثلة لتلك القضية مثل القبض علي طائر مهاجر وحمامة قيل إنها تحمل ميكروفيلم في 2013، والقرش الذي هاجم السياح بشرم الشيخ في 2010، وقالت إن هناك أجواءً هيستيرية بمصر حول التجسس والمؤامرات الخارجية.
وتقول الوكالة إن النائب العام أمر بفتح تحقيق رسمي مع واحدة من أكبر شركات الاتصالات بمصر بعد إذاعتها إعلانًا علي الإنترنت يتهمه المدون المثير للجدل أحمد سبايدر، بأنه ينقل رسائل مشفرة متعلقة بجماعة الإخوان المسلمين.
وربطت الوكالة بين توقيت الاتهامات التي كالها سبايدر ومتابعوه للإعلان، والذي أتي بعد أيام من إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية حسب الوكالة حيث اتهمت الحكومة الجماعة بالوقوف وراء سلسلة التفجيرات الأخيرة بمصر وهو ما تنفيه الجماعة.
وقالت الوكالة إن الاتهامات يقف وراءها الناشط أحمد سبايدر المعروف بمساندته القوية للرئيس الأسبق، حسني مبارك والذي يتهم الإعلان بأنه شفرة لهجمات إرهابية قادمة.
فاهيتا وابنتها كركورة واللتان تبحثان عن “شريحة” المرحوم زوجها وتشرح لصديقتها “ماما توتة” أنها تبحث عن الشريحة، وفي الخلفية يأتي صوت راديو يشرح كيفية عمل ديك رومي متبل للكريسماس، بينما تجلس وبجوارها شجر كريسماس مزينة وتتدلي منه كرة، وتقول فاهيتا إنها طلبت من خفير العمارة أن يأتي بكلب بوليسي لكي يبحث عن الشريحة المفقودة مقابل أموال.
ذلك بينما يشرح سبايدر بحسب الوكالة أن المول والكلب يشيران إلي موقع التفجير الجديد وأن “ماما توتة”، هو الاسم الكودي للجماعة. أما الكلب والجراج والخفير والمول يخبرونا بأن التفجير سيكون في مول كبير.
ونقلت الوكالة عن سبايدر قوله إنه رفع دعوي أمام النائب العام والذي قام بدوره بتحويل الشكوى للأمن الوطني الذي يقوم بالأساس بمعالجة قضايا الإرهاب.
وقالت الوكالة إن محامي سبايدر أشار إلي أن شجرة الكريسماس والزينة المتدلية منها تشير إلي القنبلة وأن الشجرة لها أربعة فروع تشير إلي علامة رابعة.
وأوردت الوكالة بيان شركة “فودافون”، والذي قال إن النائب العام استدعي ممثل الشركة وسأله حول الاتهامات ولكنه لم يوجه اتهامًا له، كما ذكرت وصف الشركة للاتهامات بأنها غير عقلانية إذ أن الإعلان يهدف للتسويق وشرح العروض التي تصاحب إعادة تفعيل البطاقات القديمة في محاولة لجذب العملاء.
وأضاف بيان الشركة بأن “الإعلان لا يحمل أية معان أخري، وأن أية تفسيرات أخري له هو محض خيال أو الرأس الشخصي لبعض المشاهدين”.
وقالت الوكالة إن الحكومة المصرية قامت بحملة عنيفة علي الإخوان المسلمين منذ الإطاحة بمرسي في 3 يوليو، بعد تظاهر الملايين ضده وضد الجماعة، وقالت إن الحملة امتدت إلى نشطاء علمانيين عارضوا الجماعة، في خطوة وصفها نقاد ومحللون بأنها محاولة من جانب السلطات لخنق المعارضة.
وتقول الوكالة في تقريرها إن المدافعين عن الحكومة غالبًا ما يلمحون إلي مؤامرات أجنبية ضد الدولة قادت إلي ما يسميه بعض النشطاء لخلق أجواء يمكن أن نسميها “بهستيريا الجواسيس”.
وأوردت الوكالة في تقريرها، حادثة القبض علي أحد الطيور المهاجرة أغسطس الماضي واحتجازه للشك في أنه جاسوس، بعد أن عثر علي جهاز إليكتروني ملتصق بحسمه واتضح بعد ذلك أنه جهاز لتعقب الطائر نفسه ليس إلا.
وذكرت الصحيفة أيضًا حادثة القبض علي حمامة قيل أنها تحمل ميكروفيلم، وعادت الصحيفة للتذكير بحادثة من عام 2010 حين عزت السلطات قيام سمكة قرش بمهاجمة المصطافين بشرم الشيخ إلى كونه مؤامرة إسرائيلية.