من المضحك أن نظام بشار الأسد، راسل الأمم المتحدة طالباً إليها تجريم “الفكر الوهابي” وتحريم الانتماء إليه واعتباره فكراً يدعو إلى القتل وسفك الدماء. ومن المضحك أكثر أن “مجلس الشعب السوري” راسل أيضاً برلمانات العالم للغاية نفسها.
بإلقاء نظرة بسيطة على ما يقوم به النظام في سورية من إلقاء براميل الموت على المدارس والمدنيين، وقتل الأطفال بالسلاح الكيماوي وتشريد الملايين، يوضح على الفور أي فكر ذلك الذي يجب أن تجرمه القوانين الدولية.
وبعيداً عن إجرام جيش بشار الأسد بتقتيل المسلمين السنة ومحاولة إفراغ مدنهم، ثم تسليم بيوتهم إلى الشيعة الإيرانيين و الحوثيين وجماعة حزب الله. فلننظر بهدوء إلى مثقفي هذه الطائفة والذين ادعوا أنهم دعاة فكر وتنوير وطلاب حرية ومساواة.
أبدأ مع الممثل بشار إسماعيل الذي قال أنه تحدث مع كلبه، واشتكى له كلبه أنه بحاجة لأكل لحم الثوار في القلمون، إلا أن بشار إسماعيل قال لصاحبه وكيف تقبل أكل لحم الخنازير.
أما نزار نيوف فقد طالب جيش الأسد بقصف أي حي مدني أو مسجد أو مشفى يتواجد بقربه الثوار، لأن ذلك المكان يصبح هدفاً مشروعاً.
أما علي إسبر الملقب ب”أدونيس” فهو من أوائل من وقف ضد الثورة السورية لأنها خرجت من المساجد كما قال وقد نسبت إليه قبل أسبوعين هذه الجمل ولم يقم بالرد عليها أو نفيها :فلتحترق….احترقي يا دمشق…أبي جهل ومعاوية وعهر يزيد احترقي يا حلب …اجرام صلاح الدين احترقي حمص المكناة بإجرام ابن الوليد احترقي يا درعا …البداوة والجهالة والثأر والضباع المناكيد لتحترق كل هذه الهياكل لو كانت من الطيبات ما أنتجت كل هذي الرزايا.
صفحات مؤيدة عديدة للأسد وشبيحته رحبت بقصف النظام للغوطة بالأسلحة الكيماوية بل ووضعت شعاراً لها : “الكيماوي يمثلني”.
سنا أبي حيدر مذيعة قناة الميادين التابعة لحزب الله قالت بعد تداول أخبار استشهاد عدد من الأطفال السوريين بسبب البرد في عرسال: “عرسال للاجئين…الله لا يشيل عن قلبكم شمتانه للسما يلي بدو يعطيني دروس في الانسانية يسكر تمو لأن صراحه لاجري هالخونة” بينما تداولت مواقع أخرى عبارات مثل هؤلاء الخونة لا يحتاجون إلى مساعدات غذائية وأدوية بل يحتاج أباؤهم إلى مانع للحمل كي لا ينجبوا مزيداً من الخونة”.
أما ابن سفير النظام في عمان بهجت سليمان فقد كتب على صفحته، البراميل براميلنا والشعب شعبنا، نرمي براميلنا على من نشاء ولا علاقة لأحد بذلك.
مؤيدو بشار في مدن الساحل وقراه، أنشؤوا صفحة على الفيس بوك تداعوا من خلالها لطرد النازحين من قراهم ومدنهم ودعوا إلى التنكيل بهم لأنهم سنّة وحسب.
لن أتكلم كثيراً عن مئات المصورات التي ظهر فيها شبيحة “الطائفة الكريمة” وهم يقطعون الأحياء بالسكاكين، أو هم ينبشون قبور الصحابة أو وهم يقصفون مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه أو المسجد العمري ولا عن تلك المصورات التي يتم فيها نتف لحية الشيوخ من وجوههم أو التسلية ببعض المرضى حتى الموت. ففي سورية فقط وليس في أي مكان في العالم ولا حتى السجون الإسرائيلية يغمس الجرح في الأسيد حتى تذوب اليد كلها، أو يسحب من العين ماؤها بالحقن كما حدث مع ثوار داعل في بداية الثورة.
أي فكر يجب أن يجرم إذاً، وأي فكر لا يتصف بالإنسانية ولا يعرفها، وإذا كان ما سبق قد جاء ممن يفترض أنهم مثقفون وعليّة القوم فما بالك إذاً بشبيحتهم وفساقهم.
إنه فعلاً لمنطق غريب، أن يحاصر النظام الغوطتين سنوات حتى يموت أطفالها جوعاً، ويشرد نصف الشعب السوري فيموت أطفاله برداً، ثم يقصف بلاده بالبراميل والكيماوي ويطالب بتجريم الفكر الوهابي. كيف نفهم أن هذا النظام، وفي الوقت الذي كان يدمر فيه البرزة قلب دمشق بالصواريخ والطيارات كان يسير المظاهرات تأييداً لما يفعل ويجمع المغنين في ساحة الأمويين وسط العاصمة ليهتفوا لأبي حافظ.
لا يمكن للثورة السورية أن تحقق أهدافها إلا إذا استأصلت شأفة هذا النظام وغيبته عن الوجود للأبد بحيث لا يتمكن بعدها من عودة أو قيام، وإلا فستكون الثورة ناقصة بل فستكون بلا قيمة وسرعان ما تكبو من جديد.
د. عوض السليمان. دكتوراه في الإعلام. فرنسا