(أ ف ب) – ارتفع عدد القتلى الموثقين في سوريا من قبل المرصد السوري لحقوق الانسان الى اكثر من 130 الفا بنهاية العام 2013، كما يدخل هذا البلد العام 2014 من دون ان تتمكن الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية من الالتزام بجدولها الزمني باخراج الاسلحة الكيميائية الاكثر خطرا الى خارج سوريا قبل نهاية العام 2013.
وقبل ثلاثة اسابيع من انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا في سويسرا بهدف التوصل الى حل سلمي للازمة، لم ترسل الامم المتحدة بعد الدعوات الى الاطراف الذين يفترض بهم المشاركة، بحسب ما ذكرت صحيفة مقربة من السلطات السورية، عازية السبب الى “تعثر تشكيل وفد المعارضة السورية”.
ودعت منسقة البعثة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية في سوريا سيغريد كاغ الثلاثاء “جميع الاطراف” الى تكثيف جهودها من اجل التوصل الى تدمير الترسانة الكيميائية السورية ضمن المهل المحددة.
وقالت كاغ في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس “كنا قد صرحنا بان التقيد بالمهلة المحددة امر مستبعد، الا اننا اعلنا ايضا ان تقدما ثابتا متواصلا قد حصل”، مضيفة “ندعو جميع الأطراف، بما في ذلك الجمهورية العربية السورية، إلى تكثيف الجهود اللازمة للمباشرة بإزالة العناصر الكيميائية”.
وافاد متحدث باسم القوات المسلحة النروجية ان سفينتين عسكريتين مكلفتين مواكبة نقل الترسانة الكيميائية السورية من مرفأ اللاذقية السوري في اتجاه ايطاليا تمهيدا لتدميرها على متن باخرة اميركية في البحر، عادتا الاثنين الى قبرص بسبب تأخير في العملية.
وكانت الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية المكلفتان الاشراف على عملية اتلاف الترسانة الكيميائية السورية، استبعدتا السبت امكان التقيد بالمهلة المحددة في 31 كانون الاول/ديسمبر كحد اقصى لنقل العناصر الكيميائية الاكثر خطرا خارج سوريا.
وبدات البعثة المشتركة المؤلفة من خبراء من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ومن الامم المتحدة عملها في سوريا في الاول من تشرين الاول/اكتوبر بموجب قرار من مجلس الامن الدولي.
وجاء القرار بعد اتفاق روسي اميركي وافقت عليه سوريا وقضى بتفكيك الترسانة الكيميائية السورية، وذلك بعد هجوم بالسلاح الكيميائي في ريف دمشق اوقع مئات القتلى واتهمت الدول الغربية والمعارضة السورية النظام بتنفيذه.
وبموجب هذا الاتفاق، يفترض ان يتم التخلص من الاسلحة الكيميائية السورية التي تقدر بالف طن بنهاية حزيران/يونيو 2014.
وقال المتحدث باسم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية كريستيان شارتييه ردا على سؤال لوكالة فرانس برس في لاهاي ان “هذا التاريخ الاخير هو الاهم”، مشيرا الى ان “لا شيء يدل على انه لن يتم الالتزام به”.
وقال شارتييه “خلال ثلاثة اشهر، تم وضع الترسانة الكيميائية السورية خارج الخدمة، والمواد والتجهيزات الكيميائية مختومة بالشمع الاحمر”.
واضاف “حتى لو اراد السوريون اعادة وضع اليد على بعض المنتجات الكيميائية، لا توجد لديهم اسلحة لادخالها فيها”.
ووصف رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الثلاثاء قرار انضمام سوريا الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الذي اتخذه الرئيس السوري بشار الاسد بانه “الاهم والتاريخي والحكيم”، مشيرا الى انه ادى الى “تجنيب سوريا عدوانا محتما (…) وهو عدوان مدمر كان يراد منه تدمير الدولة السورية والوصول الى دولة فاشلة”.
واشار الى انه تم “تدمير اماكن تخزين هذه الصناعة الكيميائية والخلط”، والى البدء ب”تجميع هذه المواد ليصار الى نقلها الى المرافىء السورية ثم الى اماكن اخرى ليصار الى تدميرها”.
وفي اليوم الاخير من سنة دامية تضاعفت فيها اعداد اللاجئين والنازحين والمآسي الناتجة عن الحرب السورية، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، انه وثق مقتل 130433 شخصا “منذ انطلاقة الثورة السورية” في منتصف اذار/مارس 2011، غالبيتهم من المقاتلين في الجانبين المتحاربين.
والقتلى هم 46266 مدنيا بينهم اكثر من سبعة آلاف طفل، و52290 من عناصر قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها، و29083 من مقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، بالاضافة الى 2794 قتيلا مجهولي الهوية.
وقتل الثلاثاء عشرة اشخاص بينهم طفلان في قذيفة سقطت على حافلة في حي طريق الباب في شرق مدينة حلب، بحسب المرصد.
وجاء ذلك في اليوم السابع عشر لحملة قصف جوي متواصل على المدينة وريفها اوقع اكثر من خمسمئة قتيل.
دبلوماسيا، نقلت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات عن مصدر في وزارة الخارجية تأكيده “ان الدعوات لحضور مؤتمر جنيف-2 لم ترسل كما كان محددا في ?? من الشهر الحالي نتيجة تعثر تأليف وفد يمثل +المعارضة+، علما ان المهلة الأخيرة لإعلان الوفدين السوريين المشاركين في المؤتمر الدولي كانت في ?? من الشهر الحالي”.
واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في 23 كانون الاول/ديسمبر انه سيرسل قبل نهاية السنة الحالية الدعوات الرسمية لمؤتمر السلام في سوريا الذي اطلق عليه جنيف-2 .
ولم تعلن المعارضة السورية بعد من سيمثلها في المؤتمر الذي سيشارك فيه الامين العام للامم المتحدة وممثلون عن الدول الخمس الكبرى في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا)، والامين العام لجامعة الدول العربية ودول اخرى.
ولن تدعى ايران الى المؤتمر بحسب ما اعلن الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي، بسبب اعتراض الولايات المتحدة على مشاركتها. علما ان دمشق اعلنت قبل يومين تمسكها بحضور حليفتها الاقليمية النافذة.
ويفترض ان يعقد المؤتمر الموسع في مونترو في 22 كانون الثاني/يناير، على ان تستانف المفاوضات بين الوفدين السوريين (النظام والمعارضة) في 24 كانون الثاني/يناير في جنيف في حضور الابراهيمي وعرابي الوفدين (ممثلون عن موسكو وواشنطن).
واشاد وائل الحلقي الثلاثاء ب”التنسيق على المستوى السياسي” مع حلفاء دمشق، وعلى راسهم روسيا وايران، ما سمح لبلاده بتحقيق “انجازات دبلوماسية” أملا ان تستمر هذه الانجازات من خلال مؤتمر جنيف-2″.
ووصفت منظمة “اطباء العالم” الثلاثاء الوضع الطبي في مدينة حلب ب”الكارثي” اثر الغارات الجوية التي يقوم بها الجيش السوري على بعض الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في هذه المدينة ما ادى الى مقتل اكثر من 500 شخص خلال نحو 15 يوما.
وجاء في بيان صادر عن هذه المنظمة ان الاطباء المتعاملين معها في حلب يؤكدون “نقل عدد كبير من الجرحى الى العديد من مستشفيات المدينة” وان صور الجرحى والجثث التي وصلت الى المنظمة “تكشف ان النساء والاطفال يمثلون اكثر من ثلثي الجرحى وان الكثيرين منهم تعرضوا لبتر اعضاء”.