(وطن) ـ ما زالت فاجعة سقوط الطفلة لمى الروقي تهز المملكة السعودية لليوم الثاني عشر على التوالي أمام عجز واضح لرجال الدفاع المدني بالوصول إليها. وقسمت الحادثة السعوديين الذين ابدوا اهتماما وتعطافا مع هذه الطفلة ما بين مؤيد وشاكر لجهود الدفاع المدني وما بين منتقد ومهاجم لعجزهم وانعدام خبرتهم.
وتجاوزت هذه الحادثة حدود المملكة وشارك الكثير من العرب في المواقع الاجتماعية بتتبع اخبارها والتعاطف معها لدرجة ان قائد شرطة دبي السابق الفريق ضاحي خلفان أدلى بدلوه عبر تويتر حول هذه القضية.
يذكر أن الدفاع المدني بمنطقة تبوك قال امس الاثنين، إن مندوب شركة بن لادن، أفاد أنه لا يوجد لديهم حل لإخراج لمى الروقي من البئر، مبينًا أن مسافة الحفارات التي لديهم لا تتجاوز 35م، ولا تستطيع الحفر بالصخر، وذلك في آخر تطورات حول مأساة الطفلة السعودية لمى الروقي.
وأشار بيان الدفاع المدني السعودي الأول أن الطفلة (لمى) توفيت على عمق (30م) حسب ما أظهرته الكاميرات الحرارية التي قامت فرق الدفاع المدني باستخدامها فور وقوع الحادثة، حيث لم يتم رصد أي وجود حياة للطفلة من قبل أجهزة الدفاع المدني في بئر يبلغ عمقها 114 مترًا وفوهتها 50 سنتمتر.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها فريق الدفاع المدني إلا أنها واجهت صعوبات في كل يوم حالت دون استخراج الطفلة.
من جهتم وكما ذكرت (وطن) في موضوع سابق انتقد أقارب الطفلة لمى أعمال الدفاع المدني، حيث لم يحفروا سوى 37 مترًا فقط من مسافة مُقررة لبئر قد تزيد على 114 مترًا، وذلك في خلال الفترة التي تقترب من 12 يومًا. مبدين استغرابهم لتصريح مدير الدفاع المدني في تبوك عندما أكد وفاة الطفلة من أول يوم بحث.
يشار إلى أن الطفلة لمى الروقي سقطت في بئر ارتوازية بوادي الأسمر، الذي يبعد عن محافظة حقل 30 كيلومترًا، أثناء تنزه أسرتها، وما زالت الجهود مستمرة من قبل الدفاع المدني في تبوك لإخراجها من البئر.
فرد بالحرس الملكي يبتكر طريقة لاستخراج “لمى”
من ناحية اخرى كشف أحد منسوبي الحرس الملكي بالطائف عن فكرة أو طريقة نفذها تُسهم في استخراج الطفلة “لمى الروقي” من البئر الذي تقبع به منذُ 12 يوماً في أقل من ساعة ونصف، وتمنَّى أن يُشارك بها في الأعمال الحالية، مؤكداً ثقته من نجاحها، كان قد عرضها على قادة ومسؤولين بالدفاع المدني إبان مهمة استخراج “فتاة أم الدوم” قبل أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن صخرة فصلت البئر وقسمته لنصفين أعاقت استخدامها.
وقال العريف إبراهيم بن سرحان الزهراني، من منسوبي الحرس الملكي بالطائف حسب صحيفة (سبق): إنه على استعداد تام ولوجه الله- سبحانه وتعالى- بأن ينطلق إلى تبوك، وتحديداً لموقع العمل الذي تقوم به فرق الدفاع المدني، ضمن مهمة استخراج الطفلة “لمى الروقي” التي سقطت في بئر ارتوازية، مُشيراً إلى أن لديه اختراعاً أو طريقة تُمكنه من إخراج الطفلة دون أن يتأثر جسدها بتصعيدها من قاع البئر خلال وقت قصير جداً قد لا يتجاوز الساعة والنصف.
وبيَّن أن اختراعه عبارة عن أسياخ حديد موصلة ببعضها تأتي ضمن طريقة ميكانيكية أسماها بـ”الشبكة الأرضية”، يتم إنزالها مع فتحة البئر حتى تصل للطفلة وتدخل قطعة من الحديد المقوس من بين الجسم وجدار البئر من أحد جوانبه، حينها تكون شبكة من الحديد، حيث يتم رفعها بالطفلة وتصعيدها للأعلى دون أي مؤثرات.
وبيَّن أنه كان قد قام بتجربتها في بئر طولها خمسة أمتار، بعد أن ألقى بداخلها دمية، وتم استخراجها عن طريق الأداة الحديدية، مؤكداً أنه على استعداد تام لاستخراج الطفلة من البئر.
يذكر أن “الزهراني” كان قد اخترع جهازاً كاشفاً للسيول ومُنح عليه براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
ضاحي خلفان : انقذنا طفلة بحادثة مشابهة
وتفاعل المغردون مع تغريدات الفريق ضاحي خلفان التي تطرق بها إلى طفلة بئر تبوك لمى الروقي وكيفية انقاذها.
حيث أشار خلفان إلى أنه إذا تم تصوير وضعية الفتاة داخل البئر فسيسهل إخراجها , مستشهدا بحاثة مشابهة وقعت قبل عشر سنوات وتم انقاذ طفلة سقطت في بئر عميق.
وأضاف خلفان بأنه سبق ان تم استدعائهم بحادثة مشابهة بأحد الدول الخليجية التي انتهت بإنقاذ الطفلة وإخراجها من بئر ضيق ومظلم وذلك عن طريق تشغيل الأوكسجين في البئر مما ساعد الطفلة على التنفس والبقاء حية إلى حين إنقاذها.
وجاءت المساعدة بعد يوم من سقوط الطفلة بالبئر.
مواطن يصل لبئر لمى الروقي والظروف تمنع مشاركته
وذكرت صحيفة (الوئام) ان المواطن محمد طاري الشمري وصل الى بئر وادي الاسمر بتبوك، والذي يحتضن الطفلة لمى الروقي منذ 12 يوماً، بعد إعلانه التطوع لإخراجها .
وقال “الشمري” في اتصالٍ هاتفي، “وصلت الى موقع بئر وادي الاسمر قرابة الساعة الثامنة والنصف، وقوبلت بترحيب من رجال الدفاع المدني والذي لم يترددوا في مساعدتي، بالنزول في البئر، لأرى ما يمكنني عمله “.
وأوضح “الشمري”: استوقفتي رجل قبل مبادرتي بالنزول، بدت على وجهه ملامح الطمأنية واكتشفت بعد سؤاله انه والد الطفلة المكلومة لمى، والذي خاطبني قائلاً ” بيض الله وجهك، ولكن الامر ليس كما تتوقع” وفعلاً رأيت صعوبة الامر بعيني، ولكني رفضت ذلك قاصداً خوض التجربة لعلي استطيع .
وأضاف الشمري ” شاهدت بعيني اعمال الحفر، وطلبت من الدفاع المدني النزول فلم يرفض طلبي ولكني اكتشفت لاحقاً ان الامر مستحيل ولا طريقة لإستخراج الطفلة الا بواسطة الحفر بالمعدات والذي تنفذه الشركات المتواجدة بالموقع” .
وترك الشمري بئر وادي الاسمر ومازالت آذانه تسمع أصوات معدات الحفر, وكله أمل بأن تبدي الساعات القليلة القادمة نبأ العثور على الطفلة لمى الروقي, مبيناً بأن أعمال الحفر شارفت على الإنتهاء.
أحدى المغردات بتويتر : لمى الروقي لم تسقط بالبئر
ولاقت حادثة لمى الكثير من التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي ومنها من انكر وجودها اصلا في البئر المذكور.
وادعت إحدى المغردات بموقع التواصل اﻻجتماعي “تويتر” أنها رأت رؤية تخص الطفلة “لمى الروقي” المفقودة ببئر تبوك، وأن الطفلة لم تسقط أصﻼً في البئر.
وقالت المغردة المذكورة في تغريدتها والله العظيم إني رأيت رؤية أمس لمى تناديني، وتقول قولي لهم يبحثون جهة الشرق من الموقع، يمشون ويلقوني عند شبك الغنم، حق الوايلي، قولي لهم يسرعون ﻷني عطشانة. وأضافت المغردة مشيت إلى المكان ولقيت سيارة “شاص” وراها الغنم بس ما في شبك، وكان فيه مياه، مضيفة يشهد الله على ما أقول أني صادقة.
ولم تكن هذه المغردة الوحيدة التي تحدثت عن رؤيتها فهناك تغريدات اخرى تطالب والد لمى بقراءة سورة الزلزلة كما شاهدت ذلك احدى المغردات برؤية على حد زعمها. فيما اعتقد بعض المغردين بوجود جن في البئر يعوق الوصول إلى الطفلة.
ولم تخلو المواقع الاجتماعية من انتقادات وجهت الى الحكومة والدفاع المدني وقال أحدهم: لو كانت ابنة أمير أو مسؤول لتم اخراجها بعد ساعة. وانتقد البعض التسيب في بعض المناطق السعودية التي تنكشف عوراتها مع أي عاصفة امطار ناهيك عن الحفر والآبار المهجورة التي لا تتبع أي اجراءلت لسلامة المواطنين.