ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن سلطنة عمان لعبت دورا في الكواليس للحد من قدرات برنامج إيران النووي، حيث سعت وراء الحصول على التأييد العربي لذلك، في الوقت الذي هاجمت فيه السعودية وبعض دول الخليج الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات إضافية للتواصل مع إيران، وشككت في أن واشنطن ستقوم بما يكفي لمنع طهران من صناعة سلاح نووي.
وأشارت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته الاثنين على موقعها الإلكتروني – إلى أن واشنطن اكتسبت حليفا جديدا – سلطنة عمان – في محاولتها لكسب دعم العرب لوقف برنامج إيران النووي، مضيفة أن سلطنة عمان تحاول لعب دور مؤثر في الساحة الدبلوماسية في الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تمارس الضغط على حلفائها في الشرق الأوسط لكسب دعمهم في الضغط على إيران مثل السعودية وإسرائيل لكنها تواجة مقاومة عنيفة.
ولفتت الصحيفة إلى تفاصيل جديدة حول جهود سلطنة عمان تشير إلى الدور المركزي للمملكة الهادئة، التي كانت دائما في حالة توتر مع دول الخليج بسبب دفء العلاقات مع طهران.
ونوهت الصحيفة إلى أن الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه في نوفمبر بين القوى العالمية وطهران لتقييد برنامج إيران النووي في مقابل تخفيف العقوبات على إيران.
وصرح مسؤولون أمريكيون وإيرانيون بأن مسقط استضافت الاجتماعات التي أدت إلى اتفاق نوفمبر. وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن من المفهوم تماما كيفية قيادة السلطان قابوس بن سعيد ووزراء الدولة والمسئولين الاقتصاديين للتقارب الأمريكي الإيراني. وبحسب الصحيفة فقد أشاد مسئولون أمريكيون بالجهود التي قامت بها سلطنة عمان في المباحثات. وصرح مسئولون أمريكيون وإيرانيون أن عمان أصبحت أحد مفاتيح اللعب في المحادثات مع طهران.
وصرح مسئولون عرب وإيرانيون أن عمان دعمت علنا حملة واشنطن للتقارب مع طهران وأن الاتفاقية النووية توفر فرصه نادرة لتخفيف التوتر بين الأنظمة السنية وإيران. واستضاف السلطان قابوس لقاءات سرية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين على مدى العامين الماضيين في مسقط تجاوبا مع طلب الإداره الأمريكية.
وصرح وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي خلال مؤتمر عقد في البحرين “نؤمن بأننا في مرحلة تاريخية يمر بها العالم ويتطلب ذلك العمل على تحقيق السلام والاستقرار”، مضيفا “بناء على ذلك, يمكننا تحقيق المزيد من التطور والتقدم”.
وسعت السلطنة طويلا لبناء خط أنابيب يصل الغاز الايراني الى عمان، ولكن تم منع المشروع بسبب العقوبات الأمريكية على طهران، ويمكن لمثل هذا المشروع أن يبدأ إذا خففت واشنطن الضغوط المالية على إيران، ويمكن لسلطنة عمان أن تستفيد من توسيع التجارة بين الغرب وإيران.
وكان كبير المستشاريين الاقتصاديين للسلطان قابوس سالم بن ناصر الإسماعيلي، قد ساعد في عودة المتنزهين الأمريكيين الثلاثة المحتجزين لدى السلطات الإيرانية بتهم الجاسوسية في أواخر 2010.. وسلطت إدارة أوباما الضوء على دور سلطنة عمان كوسيط لإعادة الرحالين الثلاثة لوطنهم.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: إن كلا من الولايات المتحدة وإيران استخدمتا سلطنة عمان في نقل الرسائل بينهما بعد قطع العلاقات في أعقاب الثورة الإسلامية في طهران في 1979.